أزمة التضخم وانعكاساتها على السوق كانت ولا تزال موضوعا ساخنا في إيران منذ سنوات، لا سيما في عهد الحكومة الحالية، التي وعدت منذ بداية تسلمها لمقاليد الإدارة بخفض نسبة التضخم ومعالجة آثاره، لكن دون آليات عملية واضحة وقابلة للتنفيذ.
بعض الصحف انتقدت حكومة رئيسي على هذه الأزمة، وقالت إنه وبعد مرور 34 شهرا على توليها إدارة السلطة التنفيذية إلا أننا نشاهد الرئيس يستمر في سياسة الانتقاد، متجاهلا أنه هو المسؤول عن الأشياء التي يطالب بإصلاحها ومعالجتها.
صحيفة "أترك" أشارت إلى الأرقام التي يعلن عنها البنك المركزي، ونقلت عن الخبير الاقتصادي وحيد شقاقي قوله إن التضخم الحقيقي قد يكون أكبر مما تعلن عنه الحكومة، ومن المحتمل جدا أن يكون التضخم حاليا قد حطم رقما قياسيا، هو الأكبر خلال 30 سنة الماضية.
في مقابل هذه الانتقادات من الحكومة وفشلها في إدارة الأزمة الاقتصادية وملف التضخم، نجد الصحف الموالية للنظام مثل "كيهان" تحاول تبرئة ساحة الحكومة، وتلقي اللوم على حكومة روحاني السابقة، حيث زعمت الصحيفة، في عددها الصادر اليوم الاثنين 6 مايو (أيار)، أن حكومة رئيسي عملت بشكل صحيح في احتواء أزمة التضخم، لكن الانهيار الاقتصادي التي شهدته البلاد في عهد حكومة روحاني، وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين جعلهم غير قادرين حتى الآن على أن يلمسوا هذا التحسن الموجود في قضية التضخم.
في شأن متصل تحدثت صحيفة "ستاره صبح" عن مخاطر طباعة النقود من قبل الحكومة دون وجود خطط اقتصادية داعمة، مشيرة إلى تصريح محافظ البنك المركزي الإيراني السابق، عبد الناصر همتي، وقوله إن الحكومة الحالية، بقيادة الرئيس إبراهيم رئيسي، حطمت رقمًا قياسيًا لطباعة النقود في تاريخ إيران.
وأضاف همتي، الذي تولى منصب محافظ البنك المركزي في حكومة روحاني السابقة في تصريحات نقلتها صحيفة "ستاره صبح": "إن مجموع طباعة النقود في إيران حتى ديسمبر (كانون الأول) عام 2021، كان 519 ألف مليار تومان، ومنذ ذلك التاريخ، وحتى 19 مارس (آذار) الماضي، أي قرابة عامين ونصف العام، تمت طباعة 600 ألف مليار تومان، وهذا هو السبب في زيادة التضخم".
في شأن غير بعيد نقلت صحيفة "مردم سالاري" تصريحا لعضو اتحاد العقارات في إيران، مهدي كرباسيان، حول تداعيات انهيار العملة الإيرانية على قطاع السكن، وقال إن بعض أصحاب المنازل والعقارات، أصبحوا يبيعون عقاراتهم بالدولار والعملات الرقمية "بيتكوين".
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": تهالك قطاع الطيران الإيراني بسبب العقوبات
في شأن آخر تطرقت صحيفة "اعتماد" إلى تردي الوضع في قطاع الطيران وتهالك معظم الطائرات المدنية العاملة فيه بسبب العقوبات، وصعوبة تحديث هذه الطائرات أو إصلاحها.
الصحيفة قالت إن جميع الطائرات الإيرانية تحتاج إلى إعادة تأهيل، باستثناء 3 طائرات إيرباص تم شراؤها بفضل الاتفاق النووي، و13 طائرة من نوع "تي آر"، وعدد من طائرات إيرباص 340 التابعة لشركة "ماهان".
ويقول خبراء الطيران إن نحو 20 طائرة ركاب في البلاد ذات قيمة تشغيلية، منها 13 طائرة ذات محرك توربيني تتسع لـ70 شخصا، والتي توقفت عن الطيران بسبب نقص قطع الغيار. وهناك 7 أو 8 طائرات تقوم بالرحلات الداخلية والخارجية في نفس الوقت، وهي أيضا تحتاج إلى تصليح وترميم.
"آرمان ملي": ندرة الأطباء الماهرين في المستشفيات الحكومية
حذرت صحيفة "آرمان ملي" من ندرة الأطباء الماهرين في المستشفيات الحكومية، وذلك بسبب ضعف الخدمات والتسهيلات المقدمة لهم مقارنة مع المستشفيات الخاصة.
وكتبت الصحيفة في هذا السياق: عندما تكون أجور الأطباء بهذا القدر الضئيل لا تتعجبوا أن نشاهد استياء من قبل الأطباء، وإذا وضعنا قضية الأجور بجانب الإهمال الذي يتعرض له الأطباء والممرضون،والوضع الاقتصادي السيئ فلا غرابة أن نلاحظ هجرتهم إلى المستشفيات الخاصة، مما يفرغ المستشفيات الحكومية من الأطباء الماهرين والمتخصصين.
وذكرت الصحيفة أن 80 في المائة من المواطنين يراجعون المستشفيات الحكومية، وذلك بسبب عجزهم عن تسديد تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة، لكنهم لن يجدوا خدمات جيدة في المستشفيات الحكومية، كما أن فرصهم في أن يلتقوا بأطباء ماهرين محدودة للغاية، بسبب ندرة هؤلاء الأطباء في المستشفيات الحكومية.
"أبرار": السياسة تحولت في إيران إلى قضية أمنية وأدت إلى تهميش الآخرين والانفراد بالسلطة
قالت صحيفة "أبرار" إن المسؤولين في إيران يعتقدون بأن الشعب ليس لديه القدرة على التشخيص وتحديد المصالح والمفاسد، وأشارت إلى أن هذه النظرة تجاه الشعب تدعو للقلق والخوف على مستقبل البلاد.
وشددت الصحيفة على ضرورة أن تعيد السلطات والمسؤولون نظرتهم تجاه الشعب، وقالت إن الخطوة الأولى لإعادة الثقة العامة في البلاد هي الاستماع إلى صوت الشعب، والنظر مليا إلى واقع البلاد المتردي، والأسباب التي أوصلتنا إلى هذا الوضع.
وقالت الصحيفة إنه من الضروري أن يستعين المسؤولون وصناع القرار بالمتخصصين وأصحاب الخبرة لمعالجة الوضع المخيف في المجال الاقتصادي والاجتماعي وتجاوز هذه المرحلة الخطيرة.
ونقلت الصحيفة كلام الناشطة السياسية الإصلاحية إلهام فخاري، التي قالت إن السياسة في إيران أصبحت ملفا أمنيا، وهذا خلق تحديا كبيرا في البلاد تمثل في إقصاء الآخرين وتوحيد السلطة بيد تيار واحد، معتقدة أنه لا ينبغي أن يسود الاعتقاد بأن السلطة بيد تيار واحد، لأن ذلك يؤدي إلى التآكل الشعبي وانتشار الفساد وتمدده.