دعت بعض الصحف الإصلاحية والمعتدلة النظام الحاكم في طهران إلى استغلال زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى إيران لحلحلة وإنهاء أزمة الملف النووي الإيراني.
صحيفة "آرمان ملي" رحبت بالأخبار والتقارير التي تتحدث عن مفاوضات مباشرة بين طهران وواشنطن حول الملف النووي، بعد انحسار خطر الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، وكذلك تراجع الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وأضافت أنه وفي ظل هذه التطورات أصبحت وسائل الإعلام تتطلع إلى نشر خبر المفاوضات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، والتوصل إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي.
ولفتت الصحيفة إلى تحركات كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، ومندوب إيران لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني، وقالت إن هذه التحركات توحي بأن طهران وواشنطن تجريان مفاوضات مباشرة بشكل سري للغاية.
من الملفات التي لا تزال ساخنة في الإعلام الإيراني وصحفه اليومية هو خبر عفو المرشد علي خامنئي عن المفسد الاقتصادي بابك زنجاني، الذي سرق أموالا هائلة من وزارة النفط أثناء حكومة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد.
صحيفة "اعتماد" الإصلاحية انتقدت هذه الطريقة في العفو عن زنجاني دون أن يطلع الرأي العام على تفاصيل الملف وطريقة استعادة الأموال وإنفاقها، وكافة ما يتعلق بهذا الملف الذي شكل ساحة جدلية في إيران لأكثر من عقد من الزمن.
وتساءلت الصحيفة كيف يكون الحكم على مفسد سرق ملايين الدولارات من أموال الشعب شبيها بحكم على بعض النشطاء الصحافيين والإعلاميين، الذين ينالون عقوبات قاسية من السلطات لا لشيء سوى أنهم عبروا عن رأيهم أو نقدهم حادثة ما أو مسؤول معين.
وأضافت الصحيفة أنه حتى لو أغلقت السلطات ملف زنجاني المثير للجدل، فإن هذا الملف لا يزال مفتوحا لدى الرأي العام.
في شأن منفصل كثفت الصحف المقربة من النظام تغطيتها للمظاهرات الطلابية في الجامعات الأميركية، وقالت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري نقلا عن المرشد علي خامنئي، إن هذه المظاهرات والاحتجاجات تكشف موقف إيران الصحيح والمتشائم تجاه الولايات المتحدة الأميركية.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"فرهیختكان": تسليط الضوء على تقارير حول التحرش الجنسي وقتل نيكا شاكرمي يمهد لخلق أزمة جديدة في إيران
دعت صحيفة " فرهیختكان"، المقربة من النظام في إيران، نشطاء حقوق الإنسان والباحثين الإعلاميين إلى عدم تسليط الضوء على تقرير قناة "بي بي سي" حول قضية الطفلة المتظاهرة نيكا شاكرمي، وقصة قتلها والتحرش الجنسي بها من قبل أجهزة الأمن.
الصحيفة قالت إن وسائل الإعلام الغربية "تكذب" في مثل هذه الروايات، وأضافت أنه يجدر بنشطاء حقوق الإنسان عدم تداول تقرير القناة حول نيكار شاكرمي، وكتبت: "يوم أمس أيد الأستاذ الجامعي صادق زيبا كلام، والناشطة السياسية الإصلاحية آذر منصوري ضمنيا تقرير قناة "بي بي سي" حول التحرش بنيكا شاكرمي من قبل الأجهزة الأمنية قبل قتلها".
وأضافت الصحيفة أن هذه المواقف وتسليط الضوء على هذا الموضوع قد يمهد الطريق لأزمة جديدة في إيران، وحذرت من مصير العراق، حيث بدأت القصة من تقارير إعلامية غربية حول برنامج سلاح الدمار الشامل للنظام العراقي آنذاك.
وكتبت الصحيفة الأصولية في هذا السياق: التأييد الضمني لهذا التقارير من قبل النشطاء في إيران قد يكون مقدمة لخلق أزمة جديدة في إيران. مَن أعدوا التقرير يعولون على تأييده من قبل مثل هؤلاء الأفراد، لعلهم يستطيعون تنفيذ نفس المشروع الذي نفذوه في العراق، حيث إنهم نشروا رواية كاذبة عن اقتراب بغداد من امتلاك أسلحة دمار شامل ليتبين لاحقا زيفها وكذب هذه الادعاءات.
"جمهوری إسلامي": الحكومة تتهرب من الواقع المؤسف حول شح الدواء في البلاد
أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى تخبط الحكومة الحالية بقيادة إبراهيم رئيسي في معالجة الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وقالت إن الحكومة الحالية لا تتقن سوى النفي والتكذيب لما يتم طرحه من خلل وأزمات ومشكلات في البلاد.
وذكرت الصحيفة أن المواطنين في إيران يعانون بشكل كبير من شح في الدواء، والوصول إليه لمن هم في حاجة ماسة له، لكن نرى أن الحكومة تبادر بعد استفحال هذه القضية بالنفي والتكذيب، والادعاء خلاف ذلك، كالقول إن البلاد لا تواجه مشكلة في هذا القطاع، وإن المواطن المريض يحصل على الدواء بشكل سهل ويسير.
وكتبت جمهوري إسلامي: "مع الأسف الشديد فإن الواقع الذي يحاول المسؤولون التهرب منه دائما هو أن الأزمة التي سببتها العقوبات بدأت تسوء يوما بعد يوم، وتزداد تبعاتها وتتعمق، لكن الحكومة تهرب من ذلك وتحاول الادعاء بخلافه".
كما أشارت الصحيفة إلى الارتفاع الكبير في أسعار الأدوية، وقالت إن شح الدواء وصعوبة الحصول عليه، لا سيما للأدوية الضرورية، بات يزداد يوما بعد يوم، وبلغ مؤخرا 300 نوع من الأدوية، مما خلق أزمة حادة.
"إيران": تأييد التقارير حول تخفيضات في أسعار النفط الإيرانية للدول الأخرى بسبب العقوبات
أيدت صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة التقارير التي تتحدث عن قيام طهران في السنوات القليلة الماضية بعرض نفطها بسعر منخفض للغاية على الزبائن الدوليين نتيجة العقوبات والحظر الاقتصادي المفروض عليها، وقالت إن بعض التقارير تتحدث عن أن إيران حصلت منذ عام 2021 وصاعدا على 22 مليار دولار من عائدات النفط، بينما كان المفروض أن يزيد هذا المبلغ على 40 مليار دولار، أي أن طهران اضطرت إلى القيام بتخفيضات في صادراتها النفطية.
الصحيفة نفت أن تكون هذه الطريقة من بيع النفط بمثابة التهاون وبيع الطاقة الإيرانية بشكل غير مسؤول، وأوضحت أن وكالة "رويترز" نفسها ذكرت أن تخفيضات طهران على نفطها لم يتجاوز 5.5 إلى 6.5% بالمائة فقط، معتبرة أن هذه النسبة من التخفيضات ليست مهمة في ظل العقوبات التي تعيشها البلاد.