جدل واسع أثارته تصريحات نائب البرلماني الأصولي، جواد كريمي قدوسي، حول حاجة إيران لأسبوع واحد لاختبار أول قنبلة ذرية في حال تمت الموافقة من المرشد علي خامنئي.
الصحف الإصلاحية الصادرة اليوم، الأربعاء 24 أبريل (نيسان)، هاجمت قدوسي والتيار المتشدد الذي دائما ما تثير تصريحات بعض شخصياته جدلا من هذا القبيل، وتحمل الدبلوماسية الإيرانية ضغوطا وأعباء، وتدفعها للتبرير والتوضيح أمام المجتمع الدولي المتخوف أساسا من نوايا إيران النووية.
صحيفة "آرمان أمروز" أشارت إلى تصريحات قدوسي، ووصفتها بـ"الغريبة"، كما قرنتها بتصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الذي أكد أن إيران بحاجة إلى بضعة أسابيع فقط للوصول إلى نسبة اليورانيوم المخصب المطلوب لإنتاج قنبلة نووية.
ووصف غروسي تخصيب اليورانيوم في إيران بمستوى قريب من إنتاج الأسلحة بأنه "مثير للقلق"، وأكد في الوقت نفسه أنه لا يمكن الاستنتاج بشكل مباشر أن طهران تمتلك أسلحة نووية أو ستحصل عليها في الأسابيع المقبلة.
"آرمان ملي" هي الأخرى دعت التيار الأصولي المتطرف إلى عدم صب الزيت على بنزين "الإيرانوفوبيا"، موضحة أن مثل هذه التصريحات غير المسؤولة تزيد من شكوك الدول الأخرى والمجتمع الدولي حول مساعي إيران النووية.
في شأن منفصل نشرت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، تصريحات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي توعد فيها إسرائيل في حال هاجمت إيران من جديد، حيث زعم رئيسي "إنه لا يعرف ما إذا كانت إسرائيل ستبقى على خارطة العالم إذا هاجمت إيران من جديد"، وهي تصريحات يراها مراقبون مجرد دعاية إعلامية للاستهلاك الداخلي، بعد إحجام النظام عن الرد على إسرائيل التي استهدفت العمق الإيراني، وتحديدا قاعدة مكلفة بحماية مفاعل "نطنز" النووي.
صحف أخرى مثل "مردم سالاري" اهتمت بتصريحات كبير المفاوضين الإيرانيين السابق عباس عراقجي، الذي قال إنه قد حان الوقت إلى الاعتماد على صواريخ الدبلوماسية بدل الصواريخ الحربية، وهي دعوة يرددها التيار الإصلاحي هذه الأيام، ويؤكد أن الوقت مناسب لإنهاء الصراع المكلف لإيران مع الولايات المتحدة.
في موضوع آخر اهتمت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، بما تداولته وسائل إعلام النظام يوم أمس، حيث نشرت بيتا من الشعر بيد المرشد علي خامنئي يشبه نفسه بنبي الله موسى وصواريخ الحرس الثوري بعصاه.
وقالت الصحيفة إن خامنئي كتب بيتا من الشعر بالتزامن مع هجوم إيران على إسرائيل، ويقول: "أنت المعجزة.. فلا تخش من السحرة .. ألق عصاك ولا تهرب من الأفعى".
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم مهين": محامي أسرة مهسا أميني: النظام لم يعقد بعد محكمة واحدة في حادثة مقتلها
قال محامي عائلة مهسا أميني، صالح نيكبخت، لصحيفة "هم ميهن" عن قضية مقتلها بيد شرطة الأخلاق الإيرانية عام 2022: "القضية لا تزال في المحكمة، التحقيق الذي طلبناه لم يكتمل بعد، وحتى الآن لم يتم عقد محكمة واحدة في هذه القضية لكي نتحدث عن كونها محكمة علنية أو غير علنية".
وأشار نيكبخت إلى أن القانون الإيراني فيما يتعلق بمحاكمة أصحاب الجرائم السياسية بشكل علني يعاني من نقص كبير، لافتا إلى أن النظام يعتبر تهمة "الدعاية ضد النظام" بأنها جرم أمني وليس سياسيا، لهذا يتعامل مع الأنشطة المدنية والسياسية باعتبارها جرائم أمنية، ويتم عقد المحاكمات فيها بشكل غير علني، وبعيدا عن الأنظار والإعلام.
وأضاف الباحث الحقوقي نيكبخت أن إجراء المحاكمات غير العلنية للنشطاء السياسيين والصحافيين لديها تبعات سيئة للغاية على النظام القضائي في إيران، مشيرا إلى تنقاض تصريحات المسؤولين القضائيين بين القول والفعل، حيث بات ينظر إلى كلامهم على أنه مجرد دعاية وشعارات، في حين أن الواقع شيء مختلف في التعامل مع حرية التعبير والنشاط السياسي المشروع.
"مردم سالاري": مستوى تصاعدي لمعدل حالات الانتحار في إيران
قالت صحيفة "مردم سالاري" في تقرير لها إن حالات الانتحار في إيران في السنوات القليلة الماضية شهدت منحنى مرتفعا بشكل ملحوظ، لافتة إلى أن الأزمة الاقتصادية والانغلاق السياسي هما العاملان الرئيسيان وراء هذه الحالة المؤسفة.
ونقلت الصحيفة كلام الباحث الديني فاضل ميبدي الذي قال إن أكثر حالات الانتحار في إيران هي نتيجة الفقر والحرمان، مؤكدا أن المجتمع الذي يعاني ولسنين طويلة من تضخم يزيد على 40 في المائة يكون من الطبيعي رؤية هذه الحالات تزاد وترتفع فيه بشكل مستمر.
"همدلي": تزايد حالات النزاع بين الإيرانيين بسبب الفقر والأزمات الاقتصادية
في سياق غير بعيد تناولت صحيفة "همدلي" تقارير الطب العدلي في إيران، والتي تؤكد زيادة حالات النزاع المجتمعي في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع معدل المشكلات والنزاعات بين الأفراد بنسبة 8 في المائة، وهي دلالة ذات معنى على تردي الأوضاع الاقتصادية التي تجعل من المواطنين ذوي مزاج سيئ ومستعد للمواجهة والصدام مع الآخرين.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن الحل الناجع لمواجهة هذه الظاهرة هو أن تجد الجهات المسؤولة حلولا عملية للأزمات الاقتصادية، ثم تعمل على دعم البرامج التوعوية والتدريب النفسي لمعالجة جذور المشكلة.
وقال عالم النفس، موسوي جلك، للصحيفة إن إيران في ترتيب غير جيد في التصنيفات العالمية في ما يتعلق بالأمل بالحياة ومواجهة الفقر، مؤكدا فقدان أي مساع حكومية لدعم الأفراد المعرضين لهذه الحالات، وحمايتهم من المشكلات النفسية والاقتصادية التي يعانون منها.
"كيهان": مهاجمة الداعين إلى المفاوضات مع أميركا
في سياق منفصل هاجمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، صحف إصلاحية مثل صحيفة "هم ميهن" و"شرق"، متهمة هذه الصحف والقائمين عليها بمحاولة جر إيران إلى مفاوضات ذليلة وخاسرة أمام الغرب.
وكانت الصحف الإصلاحية قبل أيام دعت السلطات الإيرانية إلى استغلال الظروف الراهنة لبدء المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، وإحياء الاتفاق النووي الذي سيمهد الطريق لرفع العقوبات عن طهران.
لكن صحيفة "كيهان" تعارض أي محاولات لإحياء الاتفاق النووي، وقالت إن الاتفاق النووي أشبه بصب الخرسانة في قلب محرك البرنامج النووي الإيراني، حيث تراجع هذا البرنامج وازدادت العقوبات في آن واحد، من دون أي نتيجة تذكر.