يستمر الجدل في إيران حول إجراءات شرطة الأخلاق فيما يتعلق بفرض الحجاب الإجباري على النساء بعد أن أظهرت عنفا متزايدا وقسوة غير مسبوقة في الاعتداءات ضد الرافضات للحجاب الإجباري.
الصحف اليوم، الثلاثاء 23 أبريل (نيسان)، كانت منقسمة بطبيعة الحال بين مؤيد لهذه الإجراءات، وهي الصحف المتطرفة والمعروفة بولائها للحكومة والسلطة في كل قضية أو قرار، وبين منتقد ورافض بقوة لكل ما تقوم به السلطات هذه الأيام تجاه قضية الحجاب.
صحيفة "اعتماد" رأت أن الحكومة بهذا السلوك غير القانوني تضع مسافة بينها وبين الشعب، معتقدة أن إجراءات شرطة الأخلاق في الأيام الأخيرة تضعف النظام نفسه.
وقال كاتب الصحيفة، علي نجفي، إن إجراءات شرطة الأخلاق الأخيرة لم تستند إلى قانون، لأن لائحة قرار الحجاب الإجباري لا تزال تدرس في مجلس صيانة الدستور، متسائلًا كيف بدأت الشرطة تنفيذ القانون قبل الموافقة عليه وإقراره؟!
واختتم مقاله بالتأكيد على أن وجود دوريات شرطة الأخلاق لا يتوافق مع القانون ولا مع القيم الاجتماعية، وأنها لن تأتي بنتيجة مناسبة، معتبرًا أن الأولى بالسلطة العمل على إقناع الناس بالحجاب عبر الطرق الثقافية والعلمية والاجتماعية.
في شأن آخر اهتمت بعض الصحف الصادرة اليوم بزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى باكستان، بعد شهرين من التصعيد العسكري غير المسبوق بين البلدين، وعلى خلفية الهجمات الصاروخية للحرس الثوري على الأراضي الباكستان ورد باكستان داخل الأراضي الإيرانية.
وتساءلت صحيفة "هم ميهن" عما إذا كانت هذه الزيارة كفيلة بتهدئة الأوضاع في الحدود الشرقية لإيران، والتي تشهد توترا وغيابا للاستقرار بشكل مستمر، ويتم من خلالها شن هجمات عسكرية على قواعد ومراكز الأمن والشرطة الإيرانية.
صحيفة "فرهيختكان" نشرت صورة لمعانقة بين الرئيس الإيراني ورئيس الوزراء الباكستاني، وعنونت بالقول: "بعد العاصفة" في إشارة إلى التوتر العسكري بين البلدين.
أما الصحف الموالية للحكومة فقد أبرزت عناوين كبيرة لهذه الزيارة، وأشارت إلى توقيع 8 اتفاقيات تعاون بين البلدين، وزيادة التبادل التجاري بينهما إلى 10 مليارات دولار.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": المتطرفون يكذبون بكل سهولة ويفترون دون مبالاة
هاجم الناشط السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، في سياق نقده للإجراءات الحكومية الجديدة ضد النساء، التيار المتطرف في إيران بشكل عنيف، ووصف أتباعه بأنهم "فاقدو الشخصية" و"كاذبون" و"مفترون".
وسمى عبدي التيار المتطرف بأنه "الفريق الثالث من الأصوليين"، وأوضح أن هذا الفريق هو أشد الأصوليين تطرفا، ولديهم عقلية تخريبية مؤمنة بنظرية المؤامرة، ويعارضون الدستور والقانوني، ويهتكون الحرمات، وليس لديهم أخلاق دينية في خصومتهم مع الآخرين.
وأضاف عبدي في مقاله بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية: "هؤلاء المتشددون يغضون الطرف عن الفساد عندما يبدر من أصحابهم، هم بلا شخصية، يكذبون بكل سهولة، ويفترون دون مبالاة، ويغيرون مواقف بلا خجل".
"كيهان": واشنطن تبدأ بالحديث عن إحياء الاتفاق النووي عندما تفشل في نيل أهدافها بالقوة
صحيفة "كيهان" لا تزال تصر على تبني رواية النظام حول "الإنجاز الكبير" الذي تحقق من خلال الهجوم الإيراني على إسرائيل، رغم تأكيد الجميع تقريبا بأن الصواريخ والمسيرات الإيرانية أسقطت قبل وصولها إلى أهدافها، وهو ما أقر به ضمنيا مرشد إيران عندما قال إن إصابة الأهداف أو عدد الصواريخ لم يكن مهما وأنه "قضية ثانوية".
الصحيفة هاجمت في عددها اليوم الصحف الإصلاحية والمنتقدة لإجراءات النظام على الصعيد العلاقات الخارجية والسياسة الإقليمية، وقالت إن من يقرأ تغطية هذه الصحف يلمس آثار الحرب النفسية، وذلك بسبب دعوة هذه الصحف النظام إلى استغلال الظرف الراهن والبدء في مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية.
وعارضت الصحيفة أي شكل من أشكال التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية أو العمل على إحياء الاتفاق النووي، مبررة ذلك بأن واشنطن تبدأ بالحديث عن إحياء الاتفاق النووي عندما تفشل في نيل أهدافها من خلال القوة والتهديدات العسكرية، وبالتالي لا ينبغي الانخداع بكلامها والدخول في مرحلة جديدة من المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي، الذي سبق وأن وصفته الصحيفة بأنه "كيان ميت" و"متعفن" منذ سنين.
وعن آثار العقوبات الاقتصادية على البلاد، قالت الصحيفة إن العقوبات قد تضر بالاقتصاد، لكن المؤكد أنها لن تؤثر على البرنامج النووي للنظام، مقللة من أهمية هذه القضية على إيران، كونها لا تعطل برنامجها النووي، في تجاهل صريح لما يمر به الإيرانيون من ضغوط ومعاناة.
"جمهوري إسلامي": غياب العدل في إيران وانتشار الفساد يتعارض مع قيم الإسلام والجمهورية
انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" غياب العدالة في إيران، وانتشار الظلم والتمييز والحرمان بين الإيرانيين، وأضافت أن المواطن عندما يشاهد هذا الظلم والتمييز يتساءل عن سبب وقوع الثورة الإسلامية عام 1979، ويتوصل إلى نتيجة أن الثورة لم تحقق شيئا سوى أنها غيرت الشاه، وجاءت بنظام جديد يمارس نفس الظلم والاضطهاد.
وكتبت الصحيفة: لم يكن متوقعا أن نقدم هذا الكم من الشهداء والتضحيات، ثم نلاحظ بعد 45 عاما من الثورة انتشار الظلم والتمييز، وفي الوقت نفسه نسمح للبعض بأن يدعي بأن ما نعيشه اليوم هو مظهر العدل والعدالة.
واستشهدت الصحيفة بالعديد من الحالات، وقالت إن هذا الظلم المشاهد اليوم لا ينسجم مع أصول الإسلام، ولا مع مبادئ نظام يفترض أنه "جمهوري – إسلامي"، موضحة أن ملفات الفساد نفسها أيضا لا يتم فيها محاسبة الأطراف بشكل عادل، بحيث إنه يتم الوصول إلى البعض حتى لو كان متخفيا في أحصن الأماكن، فيما يتم تجاهل الفاسدين الآخرين بسبب صلاتهم وقرابتهم بالسلطة، بل أكثر من ذلك حيث يتم تكريم هؤلاء الفاسدين ويرفعون مكانتهم.