بشكل ملحوظ زادت وتيرة الانتقادات الدولية على هجوم إيران ضد إسرائيل، حيث أدانت عشرات الدول والشخصيات هذا الهجوم ووصفته بـ"المتهور"، كما اتهمت وزيرة الخارجية الألمانية طهران بأنها تجر المنطقة إلى "الهاوية"، بسبب "تصرفاتها غير المسؤولة".
هذه الإدانات الواسعة رافقتها تهديدات أكثر شدة من إسرائيل، التي أعلنت بأن الرد على طهران حتمي، وأن الخلاف يدور الآن حول توقيته ونطاقه.
الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء 16 أبريل (نيسان)، عكست جانبا من هذا التصعيد، كما نقلت تصريحات ومواقف المسؤولين الإيرانيين تجاه الوضع الراهن، حيث اكتفوا هم أيضا بتهديد إسرائيل من جديد، وأكدوا أن رد طهران هذه المرة سيكون أقوى إذا أقدمت تل أبيب على شن هجمات على الداخل الإيراني، متوعدين باستخدام أسلحة أكثر تطورا مما استخدمته مساء السبت من صواريخ ومسيرات.
صحيفة "أبرار" عنونت في مانشيتها: "الرد المتقابل سيواجه برد أكبر"، فيما نقلت "جوان"، التابعة للحرس الثوري، تصريحات عبد اللهيان التي هدد فيها إسرائيل "برد فوري وواسع" في حال أقدمت على مهاجمة الداخل الإيراني.
صحيفة "ستاره صبح" تساءلت بخط عريض: "إلى أين ستتجه المنطقة؟"، ونقلت تصريحات القادة السياسيين والعسكريين في تل أبيب، حيث أجمعوا على أن قرار الرد على إيران قد اتخذ وأنهم الآن ينظرون في الكيفية والزمان.
وأوضحت الصحيفة أن المنطقة الآن تعيش مرحلة "هدوء ما قبل العاصفة"، وشددت على ضرورة أن تقوم إيران الآن بالتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة الأميركية لمنع تأزيم الوضع الراهن، وخروج الأوضاع عن السيطرة.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، اهتمت بتصريحات مجلس الأمن القومي الإيراني، والذي توعد أيضا إسرائيل بالرد، وقال إن إيران سترد بعشرة أضعاف إذا ما تجاوزت إسرائيل حدودها وارتكبت خطأ آخر.
في شأن متصل تناولت صحف أخرى الانعكاسات السلبية للأوضاع والتوتر العسكري مع إسرائيل على أسواق العملة والذهب والبورصة في إيران، حيث شهدت أسعار الذهب والدولار والعملات الأجنبية ارتفاعا غير مسبوق بالتزامن مع زيادة المخاطر، واحتمالية انجرار الأوضاع إلى حرب مفتوحة وواسعة بين البلدين، كما أن البورصة سجلت خسائر فادحة خلال الأيام القليلة الماضية وخروج رؤوس أموال كبيرة منها خوفا من الحرب وتبعاتها.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان ملي": إيران وإسرائيل في مرحلة ما قبل الحرب
في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني السابق، حشمت فلاحت بيشه، إن إيران وإسرائيل تعيشان الآن في مرحلة ما قبل الحرب، وأن تصرفا واحدا من شأنه أن يُدخل الجانبين في مرحلة الحرب، مشددا على ضرورة أن تستعد إيران واقتصادها من الناحية النفسية والروحية لهذه الحرب المتوقعة.
وأوضح الكاتب أن القدرة العسكرية وحجم الحلفاء هما العاملان الرئيسان في تحديد مصير أي حرب يخوضها بلد من البلدان، معتقدا أن إيران تفتقر الآن لهذين العاملين، حيث إن اقتصادها ينزف، وحلفاءها غائبون أو معدومون عمليا.
ولفت الكاتب إلى الدعم الكبير الذي تلقته إسرائيل من حلفائها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، في مقابل غياب الدعم الروسي والصيني لإيران، حيث اكتفى الجانبان بتصريحات عامة تدعو إلى ضبط النفس والتعبير عن القلق.
وانتقد الكاتب اهتمام السلطة الحاكمة الآن في إيران بقضايا جدلية مثل قضية فرض الحجاب التي تفرق الشارع الإيراني وتخلق شرخا مجتمعيا بين المواطنين، وقال إن الانشغال بأي شيء الآن سوى الحرب المحتملة يعد إضرارا بالأمن القومي للبلاد، لأن هذه القضايا من شأنها تهديد وحدة البلاد في وقت هي أحوج ما تكون إليه إلى الانسجام والترابط.
"جهان صنعت": ماذا تختار تل أبيب؟
طرحت صحيفة "جهان صنعت" السؤال الأبرز هذه الأيام والذي يتناول طبيعة الرد الإسرائيلي بعد هجوم إيران مساء السبت، وكتبت: "ماذا سوف تختار إسرائيل؟ هل هي الضربة المؤلمة والتي قد تؤدي إلى حرب أوسع أم إنها ستختار طريقا أقل خطورة؟
وأوضحت الصحيفة أن السؤال هذا هو المطروح بين الإيرانيين والعرب والإسرائيليين، حيث لا يدري الجميع ماذا ستؤول إليه الأحداث الحالية، وهل ستنفذ إسرائيل ردها كما وعدت، وتقوم إيران برد آخر كما وعدت هي الأخرى؟
وأوضحت الصحيفة أن جميع الأطراف بما فيها الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة الأميركية لا ترغب في توسيع نطاق الحرب، وترجح أن تمتنع إسرائيل عن الرد، لكن تل أبيب أصبحت الآن بين معضلة الرد أو عدم الرد، فإن ردت فإنها ستواجه استياء من الحلفاء والأصدقاء، وإن امتنعت عن الرد فإنها تشعر بأن هيبتها وسمعتها قد تضررت.
وأكدت الصحيفة أن هناك العديد من الحالات التي قامت بها إسرائيل بشكل منفرد، ودون دعم حلفائها ورضاهم، باستهداف وشن عمليات عسكرية، واستبعدت أن تسكت الحكومة الإسرائيلية المتشددة على ما قامت به إيران من هجوم على إسرائيل.
"نقش اقتصاد": الاقتصاد الإيراني لا يتحمل الحرب
في مقابلة مع صحيفة "نقش اقتصاد" قال الخبير الاقتصادي مرتضى أفقه أن الاقتصاد الإيراني في الوقت الراهن لا يتحمل أي شكل من أشكال الحروب، معتقدا أن حجم الفقر وعدم المساواة والبطالة المرتفعة غير الكثير من توجهات الإيرانيين وانتماءاتهم.
وأوضح الكاتب أن إيران في الحرب العراقية الإيرانية، على الرغم من الظروف الصعبة التي كانت تعيشها، إلا أن النظام السياسي كان يحظى بدعم شعبي أثناء الأزمة، لكن الآن لو حدثت حرب فإن الدعم الشعبي لن يكون موجودا.
كما لفت أفقه إلى الانتخابات الأميركية القادمة، ووجود تيار متشدد في الحكم بإيران، وقال في ظل ما نرى من مؤشرات لا يمكن أن نكون متفائلين تجاه المستقبل.