الرد أو عدم الرد على إسرائيل هو الموضوع الرئيسي الذي لا يزال يحتل مساحة واسعة في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 9 أبريل (نيسان).
بعض الصحف، وبعد أن هدأت الانفعالات التي أعقبت استهداف القنصلية الإيرانية من قبل إسرائيل، بدأت بمخاطبة المسؤولين ومطالبتهم بالنظر على المدى البعيد، والأخذ بعين الاعتبار كافة الأبعاد والتبعات التي تترتب على أي عمل عسكري إيراني ضد تل أبيب.
صحيفة "كيهان"، وهي من الصحف المقربة من صناعة القرار في إيران وتمثل توجهات المرشد وسياساته، قالت في عدد اليوم: "لقد علمنا أنه خلال الأسبوع الماضي عمل المسؤول عن كثب لدراسة كافة الأبعاد، ومعرفة أفضل طريقة للانتقام من إسرائيل. نقولها بكل صراحة إن الانتقام حتمي وواسع، وسوف يجعل إسرائيل تندم وترتدع. فقط اصبروا قليلا".
صحف أخرى تحدثت حول تحركات وزير الخارجية الإيراني إلى عمان ثم إلى سوريا، وأشارت إلى وجود مساع تبذل لمنع اتساع الحرب، موضحة أن هناك رغبة وإرادة لدى إيران في عدم وقوع صدام أكبر في المنطقة، حتى بعد حادثة الهجوم على القنصلية، لكن نظرا إلى الضغوط الداخلية لا بد وأن يكون هناك حل مرض بالنسبة لطهران.
صحيفة "آرمان أمروز" أشارت إلى هذه التحركات وزيارة عبد اللهيان إلى عمان، وعنونت في المانشيت: "مخرجات زيارة عمان.. اتفاق أم عداء".
صحيفة "ستاره صبح" أشارت إلى الانعكاسات على العملة الإيرانية، حيث تراجعت بشكل سريع عقب الهجوم الإسرائيلي على القنصلية، لكن بعد أكثر من أسبوع على عدم رد إيران تحسنت طفيفا أمس الاثنين، وكتبت الصحيفة حول هذا الخصوص: "انخفاض التوتر.. وانخفاض الأسعار".
في موضوع آخر تناولت بعض الصحف مثل "آرمان ملي" الجدل الذي أثير حول تصريحات رضا بناهيان، الخطيب في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، بعد أن وصف في برنامج تلفزيوني النبي محمد والإمام الأول للشيعة (علي بن أبي طالب) بـ"اللحم المر" و"العنيف"، واعتذاره بعد ذلك نتيجة الانتقادات الواسعة من الشارع الإيراني ورجال الدين أنفسهم.
وظهر بناهيان في برنامج تلفزيوني، يوم الاثنين 8 أبريل (نيسان)، وقال إنه يعتذر و"يطلب الصفح" عن هذه "الجرأة".
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": الرد على إسرائيل مؤكد.. فقط اصبروا قليلا!
قالت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، إنه وبعد الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق لم يتجرأ أحد في إيران إلى الدعوة إلى ضبط النفس وعدم الإسراع في الرد، لكن بعد مرور أسبوع على الحادثة بدأت بعض الصحف ووسائل الإعلام تدعو إلى "التراجع" عن التهديدات والتفكير جديا في مصالح الأمن القومي للبلاد.
الصحيفة هاجمت هذا الاتجاه ووسائل إعلامه التي غالبا ما تصفها بـ المأجورة" و"الموجهة، وقالت إن الصحف ووسائل الإعلام لهذا التيار عندما يدعون إلى عدم الرد فإنهم يريدون تكرار هذه الأحداث، ومشاهدة المزيد من الاغتيالات.
الصحيفة أقرت أن هذه السلسلة من الاستهداف بدأت بمقتل سليماني، وقالت إن عدم الرد المناسب على مقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني جرّأ إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية على مزيد من الاستهداف وقتل القادة العسكريين الإيرانيين.
الصحيفة أيضا لفتت إلى دعوة بعض أنصار النظام "المتحمسين" إلى مهاجمة حيفا وتل أبيب والمواقع النووية والإسرائيلية، دون النظر إلى الاعتبارات الأمنية والتبعات السياسية والاقتصادية، وكتبت: "نعرف تماما أن موقف هؤلاء أيضا ناجم عن الغيرة وحب الوطن، لكن موقفهم أيضا ليس معقولا، وهو نابع من الانفعالات والأحاسيس التي سرعان من تخبو وتنتهي".
وعن الحل لمواجهة هذه المعضلة تساءلت الصحيفة بالقول: "إذن ماذا يجب فعله في هذا الحال. بالتأكيد يجب أن ننتقم، ويجب أيضا أن يكون الانتقام مفاجئا ورادعا. لكن يجب أن يكون مدروسا ومخططا له، وأن ننظر لكافة الجوانب، ولا يصح أن نرمي بأنفسنا في البحر دون أن نأخذ العدة اللازمة".
واستدركت الصحيفة بالقول إن عامل الزمن أيضا مهم، مضيفة أن الانتقام لا ينبغي أن يتأخر كثيرا، فكلما طال موعد هذا الانتقام أصبح القيام به صعبا وعسيرا.
"ستاره صبح": محاربة إسرائيل تعني مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية
أما صحيفة "ستاره صبح" فقد دعت النظام الإيراني إلى الامتناع عن الرد، معتقدة أن دخول إيران في حرب مع إسرائيل هو الغاية التي تسعى إليها الحكومة المتطرفة في تل أبيب، وأوضحت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يبالي بأحد، ولا يسمع حتى للأميركيين ومطالبهم.
ولفتت الصحيفة إلى ضرورة أن لا تتحول إيران إلى بلد مزعزع للاستقرار في المنطقة، لأن ذلك سينقل اللعب إلى ملعب إسرائيل، كما أن الدخول في حرب مع الدولة العبرية تعني مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية.
"أبرار": عامان على وعود رئيسي دون تحقيق شيء.. والحكومة تعاني من غياب التنسيق
قالت صحيفة "أبرار" إن الواضح هو أن حكومة الرئيس الإيراني الحالية تعاني من غياب التنسيق وفقدان الفاعلية في حل مشكلات البلاد في مجال التضخم وأسعار السكن والسيارات والإنترنت وموضوع الحجاب.
وأوضحت أن البعض يعتقد بأنه لا يمكن أن نتوقع أي تغيير أو إصلاح في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والدولية ما لم تتغير تشكيلة الحكومة الحالية، فيما يرى آخرون أنه لا علاقة بين الأمرين، وأن تغيير المسؤولين والوزراء الحاليين واستبدالهم بمسؤولين جدد لن يعالج المشكلات الموجودة حاليا.
كما أوضحت الصحيفة أن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، لا يبني أي تواصل حقيقي مع الشعب، وهو يرى خلاف ما يرى الإيرانيون، حيث يعتقد أن الأوضاع الحالية جيدة وإيجابية في كافة المجالات، وأن من لا يرى ذلك ويكون مستاءً من الوضع فذلك يعني، حسب معتقد رئيسي، أنه لم يدرك حقيقة الأوضاع، كما أنه يربط بين عدم حل المشكلات والأعداء، ويحملهم مسؤولية ذلك.
ونقلت الصحيفة كلام الناشط السياسي، محمد مهاجري، الذي قال إن الحكومة الحالية في إيران تحتل المركز الأول من بين الحكومات التي تولت رئاسة البلاد بعد ثورة 1979 من حيث كثرة الوعود وعدم تحقيقها، موضحا أن أيا من وعود الحكومة في مجال الاقتصاد والسياسة الخارجية لم تتحقق بعد مرور عامين من تولي إدارة البلاد.