توجه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى العاصمة العمانية مسقط للقاء المسؤولين العمانيين، ومناقشة الأحداث والتطورات الأخيرة.
الصحف الصادرة اليوم، الاثنين 8 أبريل (نيسان)، اهتمت بهذا الخبر تحديدا كونه يأتي بعد أسبوع من الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، الذي أودى بحياة قادة عسكريين كبار من الحرس الثوري، ورافقه تهديد إيراني بالرد على إسرائيل "في الزمان والمكان المناسبين"، لجعلها "نادمة" على ما قامت به من استهداف لمقر دبلوماسي إيراني، يعتبر جزءا من سيادة طهران وترابها، ما يعني بالمحصلة أن إسرائيل استهدفت الداخل الإيراني لأول مرة، بعد عقود من الصراع غير المباشر.
صحيفة "آرمان أمروز" تساءلت عما إذا كان عبد اللهيان يحمل رسالة خاصة إلى الولايات المتحدة حول الأحداث الأخيرة، واصفة عمان بـ"أرض الوساطات".
ورأت الصحيفة أن مسقط اليوم باتت أكثر حرصا على القيام بهذه الوساطة، بعد أن بلغت الأحداث والتوترات ذروتها، وتزايدت المخاوف من اندلاع حرب عسكرية شاملة.
على صعيد آخر تناولت بعض الصحف أزمة التومان الإيراني هذه الأيام، ورأت صحيفة "ثروت" أن الانهيارات الأخيرة في أسعار التومان وتراجعه من جديد ينبع من التوتر الأخير في المنطقة، بالإضافة إلى أنه كان نتيجة لسياسات خاطئة للحكومة اعتمدتها في العام الماضي.
صحيفة "جهان صنعت" أيضا تحدثت عن إهمال الحكومة للازمة الاقتصادية، وأكدت أن الاقتصاد الإيراني "يحتضر"، وإن انعكاسات الانهيار التاريخي للعملة الوطنية بات جليا على كافة المجالات، حيث تعيش الأسواق اضطرابا وفوضى في الأسعار.
أما صحيفة "جملة" فعنونت في صفحتها الأولى وكتبت بخط عريض: "الجراحة الاقتصادية الفاشلة"، ولوحت إلى احتمالية تغيير الفريق الاقتصادي للرئيس الحالي، بعد الفشل الذريع في معالجة الأزمة الاقتصادية.
صحيفة "اقتصاد بويا" أيضا سلطت الضوء على انعكاسات أزمة التومان وتراجعه المستمر على عجلة الإنتاج في إيران، وقالت إن الإنتاج يفتقر لرؤية مستقبلية بسبب عدم استقرار العملة الوطنية، كما أشارت إلى وجود إحصاءات وأرقام غير حقيقية يرددها المسؤولون عند حديثهم عن الوضع الاقتصادي.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان أمروز": على إيران انتظار الضربة الثانية في حال قررت الرد على تل أبيب
في مقاله بصحيفة "آرمان أمروز" تطرق الكاتب والمحلل السياسي، صلاح الدين هرسني، إلى ضرورة أن تكون إيران مستعدة للضربة التالية لهجومها الانتقامي الذي تتحدث عنه، وأكد أنه من الخطأ بمكان أن لا يدرس القادة الإيرانيون مآلات هجومهم الانتقامي على إسرائيل، والضربة التي ستقوم بها تل أبيب مباشرة إذا تعرضت لهجمات إيرانية.
ولفت الكاتب إلى تصعيد الصراع بين إيران وإسرائيل، وقال يبدو أن المواجهة بين الجانبين وصلت إلى المنتصف بعد أن كانت تدور حول الهوامش وبين السطور، موضحا أن الرأي العام الإيراني والعالمي لم يعد يرى أن الحرب بين البلدين هي "حرب ظل"، وإنما باتت حربا مباشرة في وسط الحرب التي تخوضها تل أبيب في غزة.
وأضاف هرسني في مقاله: "بكل تأكيد فإن دخول إيران في حرب شاملة مع إسرائيل يترتب عليه رد من تل أبيب، فهي لديها أوراق أخرى لتوجيهها ضد طهران في حال تعرضت لهجوم"، مؤكدا أن إسرائيل ليست "نمرا من ورق" بل إن لديها "أسنانا نووية" ودعما كبيرا من حليفها التقليدي الولايات المتحدة الأميركية.
وحذر الكاتب السلطة الإيرانية من الوقوع في "خطأ حسابي" غير قابل للإصلاح، بحيث تقرر طهران الرد دون أن تأخذ بعين الاعتبار إمكانات إسرائيل في الرد والمواجهة.
الكاتب توقع أن لا تتوقف تل أبيب على الهجمات الحالية كما حدث في موضوع قصف القنصلية، وإنما تجهز نفسها لسيناريوهات أخرى.
"أترك": مصالح جميع اللاعبين في "انجرار" الحرب إلى داخل إيران
انتقد رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني السابق، حشمت فلاحت بيشه، تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين حول دور قائد فيلق القدس الإيراني في سوريا والعراق محمد رضا زاهدي في عملية طوفان الأقصى، وقال إن مثل هذه التصريحات هي تصريحات مدمرة.
وقال فلاحت بيشه في تصريحات نقلتها صحيفة "أترك" إن بعض المسؤولين في طهران، ولكي يبرروا عدم رد إيران على إسرائيل وقصفها القنصلية في دمشق، لجأوا إلى مثل هذه التصريحات، مضيفا: "هذا تحريف للتاريخ. لم يكن أحد يعلم بعملية طوفان الأقصى قبل حدوثها، وقد تفاجأ الجميع".
كما دعا فلاحت بيشه النظام الإيراني إلى تجنب الوقوع في خطأ استراتيجي والدخول في حرب مباشرة، معتقدا أن الروس والأميركيين والإسرائيليين يرغبون اليوم بجر إيران للحرب.
وأردف البرلماني السابق قائلا: "مصالح جميع اللاعبين الدوليين اليوم هي أن تنجر الحرب إلى الداخل الإيراني. في الوقت الراهن إيران بلد وحيد، ولا ينبغي أن تقع البلاد وهي بهذه الوحدة والعزلة في خطأ استراتيجي".
"جهان صنعت": الاقتصاد "يحتضر" والحكومة تركته في حال سبيله
تطرقت صحيفة "جهان صنعت" إلى أزمة الاقتصاد الإيراني، وتداعيات انهيار العملة الإيرانية، وانعكاساتها على أسعار السلع والبضائع الأساسية في حياة المواطنين، منتقدة إهمال الحكومة للوضع الراهن.
وكتبت الصحيفة في تقرير لها حول الموضوع: "الحكومة التي زعمت في البداية أنها جاءت لكي تقوم بعمليات جراحية للاقتصاد المريض، ترفض اليوم الوقوف لمساعدة كيان الاقتصاد المحتضر وتركته في حال سبيله".
وواصلت الصحيفة انتقاداتها للسلطة، وقالت: "الحكومة تتجاهل الانعكاسات السلبية الكبيرة لهذه السياسات، وبات اقتصاد إيران المهترئ ينهار لدرجة أن تفقد العملة الوطنية 5% من قيمتها خلال 3 أيام، ويصل سعر الدولار الواحد إلى 64 ألفا و800 تومان إيراني".