هدأت نبرة التهديدات الإيرانية ضد إسرائيل، بعد قصفها مبنى القنصلية في دمشق، لكن معدل انهيار التومان الإيراني يزداد انحدارًا وعمقًا؛ إذ يستمر بالهبوط التاريخي، بعد أن حطم يوم أمس، السبت، رقمًا قياسيًا جديدًا متجاوزًا 65 ألف تومان لكل دولار أميركي.
وحاولت بعض الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم، تسليط الضوء على هذه الأزمة، وتساءلت صحيفة "تجارت" الاقتصادية عن "جذور الاضطرابات في أسواق العملة" هذه الأيام، ونقلت عن بعض الخبراء قولهم إنهم يتوقعون استمرار انهيار التومان الإيراني، في ظل المخاوف من اندلاع حرب عسكرية بين طهران وتل أبيب، ورأوا أنه من المحتمل جدًا أن يصل الدولار إلى سعر 75 ألف تومان في المستقبل المنظور.
وانتقدت صحف أخرى صمت المسؤولين في ظل هذه الأزمة، ولمحت إلى وجود رغبة من قِبل الحكومة في رفع الأسعار؛ لجني مزيد من الأموال على حساب المواطنين المستائين من الأوضاع الحالية.
ونشرت صحيفة "أبرار" صورة لعدد من وزراء الحكومة وتصريحاتهم، التي يعبرون فيها عن رضاهم وارتياحهم للأوضاع الراهنة في البلاد، وعنونت بالقول: "الوزراء الراضون.. والمواطنون المستاؤون".
وتجاهلت صحيفة "كيهان" المتشددة والمعروفة بولائها للمرشد علي خامنئي، الأزمة الداخلية، وسلطت الضوء على "أزمة الشيكل" الإسرائيلي، وكيف أن الإسرائيليين باتوا في أزمة بعد استهداف القنصلية الإيرانية!
واستبعد الدبلوماسي السابق، عبدالرضا فرجي راد، في مقال بصحيفة "آرمان امروز"، قيام إيران برد مباشر من أراضيها، معتقدًا أن مثل هذه الخطوة سيترتب عليها تدخل أميركي مباشر.
ورأى الكاتب أنه في حال كانت الضربات من داخل إيران فهناك احتمالية لقيام القواعد الأميركية بإسقاط الصواريخ الإيرانية، قبل وصولها لأهدافها، كما يزيد هذا الاحتمال فرضية استهداف وقصف البنية التحتية الإيرانية في الداخل.
وأضاف أن الرد الإيراني المباشر سيترتب عليه تدخل حزب الله بشكل أوسع في الصراع؛ مما سيضع لبنان أمام مشاكل خطيرة، حسب تعبير الكاتب.
في سياق آخر، لفتت صحيفة "اعتماد" إلى ملف فساد جديد قام به موظف في شركة تجارية تدير ميناء "الإمام الخميني"؛ حيث قام هذا الموظف، اسمه المختصر "أ. أ"، بتحويل ما يعادل مليوني دولار إلى حسابه الرقمي وغادر البلاد متوجهًا إلى كندا.
لكن يبدو أن ملف الفساد هذا أصبح لا شيء إذا ما قورن بملفات فساد ضخمة كشف عنها الإعلام مؤخرًا، وعلى رأسها ملف الفساد في قطاع الشاي؛ حيث تمت سرقة ما يقارب 3 مليارات و700 مليون دولار من قِبل القائمين على الشركة والمتصلين بالحكومة والمؤسسات العسكرية.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان امروز": الإسرائيليون باتوا يعتقدون أن إيران "نمر من ورق" لهذا يتجاهلون تهديداتها
قالت صحيفة "آرمان امروز"، في مقالها الافتتاحي، إن قادة إسرائيل توصلوا إلى نتيجة أن إيران لن تقوم بالرد على هجماتهم؛ بسبب "الظروف السياسية والاقتصادية"، لهذا صعَّدوا من درجة المواقع المستهدفة، وباتوا يقتلون قادة عسكريين كبارًا، كما حدث في استهداف القنصلية الإيرانية بدمشق.
وأشارت الصحيفة إلى بعض التقارير التي تقول إن إسرائيل باتت تعتقد أن طهران هي بمثابة "نمر من ورق"، وأنها لن تقوم بالرد على تل أبيب عندما قتلت القيادي الكبير في الحرس الثوري، محمد رضا زاهدي، مستشهدة بالرد الإيراني الضعيف على مقتل قاسم سليماني، الذي تلخص في إطلاق عدد من الصواريخ على قاعدة عين الأسد الأميركية دون أن يؤدي إلى مقتل جندي واحد.
ورأت الصحيفة أن إسرائيل قد تقع بخطأ في حساباتها، عندما تظن أن إيران لن ترد؛ لأن طهران أصبحت تحت ضغوط الشارع الإيراني، وقد تدفعها هذه الضغوط إلى رد فعل عسكري؛ مما يهدد بتصعيد الأوضاع إلى مرحلة لا يمكن احتواؤها والتعامل معها.
"هم ميهن": السيطرة على ارتفاع الأسعار أو انتظار "تسونامي الغلاء"
حذرت صحيفة "هم مهين"، المنتمية إلى التيار الإصلاحي في إيران، من "تسونامي الغلاء" في إيران، في ظل الارتفاع الرهيب في أسعار الذهب والعملات الصعبة، منتقدة صمت المسؤولين تجاه هذه الحالة التي تنم عن تفاقم الأوضاع وانفلاتها عن السيطرة.
وقالت الصحيفة: إن ما شهدناه في الأسبوعين الأخيرين من ارتفاع أسعار السلع والبضائع كان "غير متوقع"، و"غير مقبول" في أسعار الذهب والعملات الصعبة والسيارات، والأكثر غرابة من كل ذلك، هو استمرار صمت المسؤولين تجاه الوضع الراهن، حسب الصحيفة.
وأوضحت، أن السلطة هي التي تتولى شؤون البلاد، ولديها المسؤولية المباشرة، ولا يمكنها أن تكون مثل المواطن العادي، وتدعي أنها "تفاجأت" بالارتفاع الرهيب في أسعار السلع بالأسواق.
وأضافت: " إن الأمر يدعو للتأمل والتساؤل، عندما لا نرى أي رد فعل من رئيس الجمهورية والمسؤولين تجاه ارتفاع أسعار الذهب والعملات هذه الأيام".
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك أخبارًا يتداولها الإيرانيون مفادها أن الحكومة هي من رفعت أسعار العملات الصعبة؛ حيث قامت بعرض الدولارات التي حصلت عليها من بيع النفط بأسعار مرتفعة على المواطنين بعد طرحها في الأسواق السوداء.
وختمت الصحيفة بالقول: إنه إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الأسبوع تحديدًا للسيطرة على أسعار الدولار والعملات الصعبة فيجب علينا انتظار "تسونامي الغلاء" في كل المجالات.
"كيهان": كيف تستطيع السلطة القضائية المساعدة في الانتقام من إسرائيل؟
تطرقت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي، خلافًا لما سبق، إلى "أزمة الشكيل الإسرائيلي"، وقالت: إن العملة الإسرائيلية تشهد أزمة غير مسبوقة بعد توقعات برد إيران على قصف القنصلية.
وتجاهلت الصحيفة تمامًا أزمة التومان الإيراني، وتحدثت عن فزع الإسرائيليين ومحاولتهم الهجرة إلى الخارج.
وحرَّضت الصحيفة السلطات القضائية في إيران على محاسبة النشطاء الاقتصاديين والصحافيين الذين يتحدثون عن وجود أزمة اقتصادية في إيران، وينتقدون إجراءات السلطة في التعامل مع أزمة العملات الصعبة هذه الأيام، وقالت إن محاسبة القضاء لهؤلاء النشطاء سيكون مكملًا للانتقام الإيراني المرتقب من إسرائيل.
ووصفت هؤلاء النشطاء والإعلاميين بأنهم "رأس مال إسرائيل" داخل إيران؛ حيث إنهم بتصريحاتهم وانتقاداتهم للنظام والحكومة، يخدمون إسرائيل ويسعون في سبيل تحقيق أهدافها.