يستمر النظام الإيراني في الامتناع عن الرد على إسرائيل، رغم مطالبة أنصاره بالانتقام "الفوري"، بعد أن قامت بقصف القنصلية الإيرانية في دمشق، والتي تعتبر جزءًا من السيادة الوطنية الإيرانية؛ ما يجعل الهجوم الإسرائيلي اعتداءً مباشرًا على إيران.
ودعت صحيفة "كيهان"، يوم الخميس الماضي، إلى ضرورة "الانتقام الفوري" من إسرائيل، وعدم التعلل في ذلك، وقالت إن الانتقام يجب أن يتم قبل أن "يهدأ غضب الإيرانيين".
وترى الصحف الداعية إلى الرد، أن عدم رد إيران "يعد نقطة ضعف"، كما يجعل إسرائيل "أكثر تطاولًا"، وستستمر في استهداف المواقع والأهداف الإيرانية، إذا لم ترَ ردًا "رادعًا" من جانب طهران، التي طالما توعد مسؤولوها إسرائيل بالدمار والخراب، إذا ما اعتدت على إيران ومصالحها.
وانتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي"، اليوم السبت، كثرة هذه التهديدات، دون تنفيذ على أرض الواقع، وقالت إن إيران أصبحت تتعرض لتهديدات في الداخل والخارج، وعلى المسؤولين بدل "الأراجيز" والتغني بالتهديدات أن يتخذوا إجراءات "وقائية" لمنع تكرار الاعتداءات على إيران.
وهدأت الصحف الموالية من نبرتها السابقة في إطلاق الوعيد ضد إسرائيل، وتمحورت تغطيتها اليوم، السبت، حول تصريحات المسؤولين المحتاطة، كما أبرزت موضوعات أخرى مثل مسيرات "يوم القدس العالمي" ورأت فيه بديلًا عن الانتقام المباشر؛ إذ إنه يشكل موقفًا عالميًا منددًا بإسرائيل وتصرفاتها، حسبما ترى هذه الصحف.
وتطرقت بعض الصحف، في شأن آخر، أيضًا إلى الهجوم على بعض المقار العسكرية في مدن محافظة بلوشستان من قِبل جماعة "جيش العدل" المعارضة، والذي أدى إلى مقتل 15 عسكريًا إيرانيًا، وفق آخر إحصاء رسمي من السلطات في إيران.
اقتصاديًا، انتقدت صحيفة "جهان صنعت" صمت المسؤولين الإيرانيين أمام الانهيار المستمر للعملة الوطنية الإيرانية؛ حيث تخطت، أمس، حاجز الـ 64 ألف تومان لكل دولار أميركي.
وارتفع سعر الدولار مرة أخرى، حتى إعداد هذا التقرير، وبلغ 65 ألف تومان؛ مسجلًا رقمًا قياسيًا في تاريخ الاقتصاد الإيراني.
وعنونت الصحيفة حول الموضوع وكتبت: "لغز العملات الصعبة"، وتحدثت عن تداعيات استمرار صمت المسؤولين المعنيين بأزمة التومان الإيراني.
وكتبت صحيفة "جملة" حول العام الجديد، ووصفته بـ "عام البلاء"، مشيرة إلى أن العام الإيراني الجديد الذي بدأ في 20 مارس (آذار) الماضي، شهد- منذ أيامه الأولى- أحداثًا سيئة للغاية، منها الهجوم على القنصلية الإيرانية والهجمات المسلحة على مدن محافظة بلوشستان وانهيار التومان.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جمهوري إسلامي": إلى متى نكتفي بـ "الأراجيز" مقابل التهديدات الداخلية والخارجية؟
دعت صحيفة "جمهوري إسلامي" القيادة الإيرانية، إلى تغيير نهجها في التعامل مع التهديدات ضد إيران داخليًا وخارجيًا، مشيرة إلى قصف القنصلية الإيرانية من قِبل إسرائيل، والهجوم، فجر الخميس الماضي، على مواقع عسكرية في محافظة بلوشستان، الذي أدى لمقتل أكثر من 10 ضباط وجنود إيرانيين.
وكتبت الصحيفة، تعليقًا على هذه الأحداث: "إلى متى يجب أن نكتفي ونشغل أنفسنا بهذه الشعارات؟ هؤلاء الذين نخسرهم كل يوم في سوريا ولبنان وطهران وبلوشستان هم رأس مال هذا البلد، وقد أنفقنا الكثير على إعدادهم وتجهيزهم ليصلوا إلى هذه المهارات. لماذا نفقد بهذه السهولة هذه الثروات العظيمة؟!"، في إشارة إلى قادة الحرس الثوري الكبار، الذين لقوا حتفهم جراء القصف الإسرائيلي على قنصلية طهران في دمشق.
وتابعت الصحيفة: لماذا لا يتعرض الروس لمثل ما نتعرض له نحن في سوريا؟ بغض النظر عن إجابة هذه الأسئلة، لماذا أساسًا نكتفي بـ "الأراجيز" والتهديدات بدلًا من القيام باتخاذ إجراءات وقائية؟ ألا نشعر بوجود حاجة لإعادة النظر في حالتنا الأمنية؟!
"ستاره صبح": أوقفوا مد الدولار
وتطرقت صحيفة "ستاره صبح"، إلى استمرار تراجع قيمة التومان الإيراني، أمام العملات الصعبة، منذ بداية العام الإيراني الجديد، لاسيما بعد قصف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق من قِبل إسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن استهداف القنصلية الإيرانية أدى إلى ارتفاع أسعار الدولار والذهب والسكن والسيارات، وهناك قلق شعبي متصاعد من انعكاس هذا الغلاء على المواد الغذائية في الأيام القليلة المقبلة.
وأوضحت أن الاقتصاد الإيراني أصبح مربوطًا بالدولار، على الرغم من تظاهر المسؤولين بخلاف ذلك، وقالت إنه يمكن وقف مد الدولار وارتفاعه، من خلال بناء علاقة أكثر سلمية مع الولايات المتحدة الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن رئيس البنك المركزي الإيراني السابق، عبدالناصر همتي، تعليقه على هذه الأزمة، قائلًا: إن كل ما نشاهده اليوم في إيران يثبت أن السلطة قد تخلت عن الاقتصاد وتركته بحاله، موضحًا أن فاعلية الحكومة وقدرتها على إدارة الأوضاع أصبحت محل شك وتردد لدى أنصارها، ناهيك عن المنتقدين والمعارضين لسياساتها.
"اقتصاد بويا": أحلام الإيرانيين تبخرت والسلطة تريد توفير عائدات بزيادة الأسعار
ونقلت صحيفة "اقتصاد بويا" عن الخبير الاقتصادي، أمان الله قرائي مقدم، قوله: إن أحلام الإيرانيين قد تبخرت، لافتة إلى زوال الطبقة الوسطى والقضاء عليها بشكل نهائي في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها إيران منذ سنوات.
وأشار إلى أن الدول النامية تعطي اهتمامًا ملحوظًا للطبقة الوسطى؛ لأن استياء هذه الطبقة وعدم رضاها دائمًا ما يصحبه اضطرابات واحتجاجات شعبية، وهي طبقة تشمل في الغالب المستنيرين والمثقفين غير التابعين للسلطة.
ولفت الكاتب إلى الاضطرابات الأخيرة في أسواق العملة الصعبة والذهب الإيرانية، وقال إن هذه الأوضاع تزيد من استياء الطبقة الوسطى في إيران، معتقدًا أن السلطات تنوي زيادة عائداتها من جيوب المواطنين عبر زيادة الأسعار بشكل لا ينسجم مع زيادة الرواتب.