تحدثت صحيفة "اعتماد" الإيرانية عن "الخيار الوحيد" أمام إيران للرد على هجوم إسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم، الخميس 4 أبريل (نيسان)، إنه نظرا لعدم وجود حدود برية مع إسرائيل فإن الخيار الوحيد الذي بيد طهران هو القيام بـ"أعمال غير متعارفة" بالحروب والصراعات السابقة.
وعن طبيعة هذه الأعمال، أوضحت الصحيفة أن إيران لا تستطيع سوى القيام بضربات محددة هنا وهناك دون الإعلان عن حرب مباشرة وواسعة، وذلك لغياب الحدود البرية والبحرية بين البلدين، ووجود دول تفصل بينهما.
أما صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، فدعت بشكل صريح إلى رد "فوري" على إسرائيل، وقالت إنه يجب على إيران أن تأخذ بعين الاعتبار عامل الوقت، وتعمل على رد فوري، وقبل أن يهدأ غضب الإيرانيين من إسرائيل، حسب ما جاء في الصحيفة.
وأشارت "كيهان" إلى ضرورة استهداف المقار الدبلوماسية لإسرائيل في الدول الأخرى، مع وضع احتياطات إسرائيل الأمنية في الاعتبار، وكتبت أنه يجب أن يكون الرد الإيراني بطريقة غير متوقعة من قبل تل أبيب.
باقي الصحف الأقل صدى اكتفت بالحديث عن "مظاهرات يوم القدس العالمي"، وضرورة محاسبة إسرائيل من قبل مجلس الأمن، ما يبدو أنها رسائل توحي بإدراك هذه الصحف والقائمين عليها بأن خيارات النظام محدودة، وسوف تقتصر على المظاهرات والتنديد والاستنكار.
على الصعيد الاقتصادي لفتت بعض الصحف إلى أزمة التومان الإيراني هذه الأيام، بعد تراجعه بأرقام قياسية بشكل يومي.
فحتى ساعة إعداد هذا التقرير تم تداول الدولار في الأسواق الحرة بإيران بـ64 ألفا و400 تومان إيراني.
صحيفة "كيهان" نسبت هذا الارتفاع إلى إسرائيل، وقالت إن هناك أطرافا تعمل على رفع أسعار العملات الأجنبية في إيران من خلال التسعير في مواقع التواصل، وخلق حالة نفسية لدى المواطنين تدفعهم إلى اقتناء مزيد من العملة الأجنبية، ما يساعد على انهيار التومان وتراجع قيمته.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"يادكار إمام": دوافع الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق
صحيفة "يادكار إمام" تحدث عن الأسباب والدوافع وراء الهجوم على القنصلية الإيرانية بهذا الشكل، على الرغم من المخاطر الكبيرة من اندلاع حرب واسعة، وقالت إن العامل الأول وراء الهجوم هو الحالة السياسية التي يعيشها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث يحاول توسيع نطاق الحرب لإطالة عمره السياسي.
كما زعمت الصحيفة أن للهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية علاقات بالصراع الانتخابي في الولايات المتحدة الأميركية، حيث توجد أطراف في واشنطن تريد إضعاف الرئيس الحالي جو بايدن، وتمهيد الطريق لخسارته في الانتخابات المقررة نهاية هذا العام.
وأوضحت الصحيفة أن إيران لا تنوي القيام برد مباشر على إسرائيل، وإنما ستكتفي بردها معتمدة على الجماعات المسلحة الموالية لها، مثل: حزب الله والحوثيين والمجموعات المسلحة في العراق، وتتجنب القيام بعمل عسكري مباشر ضد إسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أن رسالة وزير الخارجية الإيراني إلى الولايات المتحدة كانت تصب في هذا الاتجاه، إذا إنها تضمنت تحذيرا لواشنطن ومطالبتها بكبح جماح إسرائيل، لأن طهران تدرك أن الولايات المتحدة الأميركية لها القدرة والإمكانية على تغيير سلوك تل أبيب والضغط عليها.
"دنياي اقتصاد": حدود الرد الإيراني وطبيعته
تناولت صحيفة "دنياي اقتصاد" الخيارات التي تمتلكها إيران للرد على إسرائيل بعد هجوم القنصلية، وتساءلت عن طبيعة الرد الإيراني الذي من شأنه أن يردع إسرائيل، ولا يحول التوتر في المنطقة إلى صراع إقليمي.
وقال الخبير في الشؤون الدولية، إبراهيم متقي، للصحيفة إن رد طهران يجب أن يأتي ضمن آليّات العمل المتبادل والإجراءات الصارمة تجاه إسرائيل، مضيفًا أنه يجب على إيران استخدام آليّات لخلق الردع لمواجهة الأعمال العدوانية الإسرائيلية.
واقترح متقي أن يكون الهدف الذي ستضربه إيران خارج فلسطين، وأن يتم التركيز على ما يدل على استخدام العمليات المشتركة والحرب التركيبية.
من جهته اعتبر القائد السابق لبحرية الحرس الثوري، العميد حسين علائي، أن أفضل مسار للرد هو أن تتخذ إيران إجراءات قانونية ودولية ودبلوماسية واسعة النطاق ضد الهجوم الإسرائيلي، إلا أنه شدد على وجوب حماية إيران لمواطنيها.
وبرأي علائي، يجب أيضا عدم الحديث عن أي رد فعل من إيران أو الجماعات المسلحة الموالية لها، وعدم إظهار أي تسرع في الرد، مشيرا إلى أن إسرائيل يجب أن تبقى قلقة من الرد دون معرفة كيفيته أو تكتيكه أو موعده، أو حتى أهدافه.
"هم ميهن": انتقاد وجود قيادات كبيرة في الحرس الثوري في مبنى القنصلية التي لا تملك أدوات الدفاع اللازمة
في السياق نفسه تساءلت صحيفة "هم ميهن" عمّا إذا كانت طهران قد توقعت مثل هذا الهجوم على القنصلية من جانب إسرائيل مسبقًا أم لا، فإذا كان الأمر متوقّعًا، سألت الصحيفة عن سبب وجود القيادة العسكرية في مبنى لا يملك القدرة على الدفاع.
وأكدت الصحيفة أنه كان يجب توقّع الأسوأ، لسبب واضح وهو أن المواجهة بين الطرفين هي لعبة صفرية، حيث لا مجال للعقلانية أو المحافظة أو الحذر أو التفاهم أو الحوار في هذه الألعاب، على حد تعبيرها.
"جمله": التضخم يسحق المواطنين في طهران
على صعيد اقتصادي أشارت صحيفة "جمله" إلى حالة التضخم غير المسبوقة في إيران، وقالت إن الطبقة الوسطى في طهران باتت مدفونة تحت التضخم، وجردت منها أسباب الحياة الكريمة والأمان المعيشي.
وكتبت الصحيفة حول هذا الموضوع أن التضخم أصبح مثل الفيروس ينتقل من قطاع إلى قطاع ليشمل كافة المجالات، لكن قطاع السكن يبدو هو الأسوأ في هذا الخصوص، حيث أدى إلى حالة من الضياع التي يعيشها المواطنون لا سيما في المدن الكبرى.