الهجوم على القنصلية الإيرانية الاثنين الماضي ومواقف إيران التي تتمحور الآن حول الوعيد والتهديد بالانتقام "المدمر" هو الموضوع الرئيسي الذي سيطر على الصحف الصادرة اليوم الأربعاء 3 أبريل (نيسان).
كما اهتمت الصحف بموضوع العملة الأجنبية وتراجع التومان الإيراني بشكل تاريخي مقابل الدولار، بعد الإعلان عن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي خلف قتلى في صفوف قيادات كبرى بالحرس الثوري، والتي كانت تقود نشاط إيران العسكري في سوريا والمنطقة.
المرشد والرئيس الإيراني ووزراء الخارجية والداخلية ونواب كثر من البرلمان توعدت إسرائيل بـ"الانتقام المدمر" و"الثأر الوشيك".
صحيفة "ستاره صبح"، التي طالما حذرت النظام من مغبة التورط في الحرب في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الراهنة، رأت في عددها الصادر اليوم أن إيران باتت على شفا حرب شاملة، وكتبت: "إيران على بعد متر واحد من الحرب"، كما ذهبت صحيفة "همدلي" إلى هذا الرأي، وكتبت في المانشيت: "الاقتراب من ساعة الصفر".
فيما حذرت صحيفة "اعتماد" ومحللوها السياسيون من "فخ" التورط في الحرب التي تريدها إسرائيل، وقدمت مقترحات وحلول "أكثر فاعلية" من الدخول في الحرب المباشرة.
أما الصحف الموالية للنظام والحكومة فركزت في عناوينها الرئيسية على تصريحات المسؤولين والمرشد علي خامنئي الذي توعد برد "يجعل إسرائيل تندم" على استهدافها للقنصلية الإيرانية ومقتل قادة الحرس الثوري في سوريا.
صحيفة "جمهوري إسلامي" انتقدت ضعف الحراسة الأمنية للقيادات العسكرية الإيرانية في سوريا، بعد سلسلة طويلة من الأحداث المماثلة خلال الأشهر الماضية، وقالت لماذا لا تتم مراجعة قضية الحراسة الأمنية ونفوذ جواسيس إسرائيل الذين يسهلون الوصول إلى الأهداف الإيرانية في سوريا؟
وعن ارتداد هذه الحالة على الوضع الاقتصادي أشارت صحيفة "تجارت" إلى الانهيار التاريخي في العملة الإيرانية، بعد أن تخطى الدولار حاجز 63 ألف تومان للمرة الأولى في تاريخه، كما تخطى الذهب أرقاما قياسية. وكتبت الصحيفة في صفحتها الأولى بخط عريض: "يوم تاريخي في سوق الدولار والذهب".
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"ستاره صبح": لا تقعوا في فخ إسرائيل كما وقعت روسيا في فخ الغرب
رأى مدير تحرير صحيفة "ستاره صبح" أن إيران باتت على وشك الدخول في حرب غير مطلوبة، ومعدة لها مسبقا من جانب إسرائيل، كما فعلت الدول الغربية مع روسيا، حيث ورطتها في الحرب الأوكرانية، واستنزفت طاقاتها الاقتصادية وقدراتها العسكرية.
ورأى الكاتب أن موضوع الدخول في حرب شاملة هو أوسع من أن يكون مجرد هوى أطراف وتيارات متطرفة في إيران، وإنما هو ملف يخص الأمن القومي الإيراني واستقرار البلاد ووحدة أراضيها، مؤكدا أن طهران غير مستعدة بأي شكل من الأشكال للدخول في الحرب، وأن أي مواجهة عسكرية شاملة ستجعل الأوضاع أسوأ بكثير مما هي عليه الآن.
كما قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان السابق، حشمت فلاحت بيشه، للصحيفة إن إيران اليوم تعيش عزلة على صعيد العلاقات الدولية، وهي يجب أن تحدد مصالح أمنها القومي بمفردها، مشددا على ضرورة عدم الوقوع في "الفتنة" التي حاكتها إسرائيل لها.
وأوضح فلاحت بشيه أن إيران الآن ليس لديها القدرة على مواجهة التبعات السياسية والاقتصادية والدولية، ويجب عليها أن تفكر بحلول أخرى غير الحرب.
"اعتماد": إيران لا تملك الحق في مهاجمة المقار الدبلوماسية وفق القانون الدولي حتى لو تعرض مقارها لهجوم
أجرت صحيفة "اعتماد" مقابلات مع عدد من الخبراء في الشؤون الدولية والمحللين السياسيين، كما نشرت مقالات لعدد من الناشطين والباحثين السياسيين، تصب كلها في اتجاه واحد هو الدعوة إلى عدم الدخول في الحرب، لسبب رئيسي هو عدم استعداد إيران من جهة، وجهوزية إسرائيل لهذه الحرب وتخطيطها لها بشكل جيد من جهة أخرى.
وقال الخبير في الشؤون الدولية، يوسف مولايي، للصحيفة إن إيران، ووفقا للقوانين الدولية، لا تملك الحق لمهاجمة المقار الدبلوماسية حتى لو تعرضت لهجوم من قبل دولة أخرى، موضحا أن الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية فينا عام 1961 و1963 تنص على منع الهجوم، وتؤكد حق الدفاع عن النفس أثناء الهجوم، وليس المبادرة به والرد على الهجوم بهجوم آخر، حسب قراءة الكاتب والخبير الإيراني.
وأوضح مولايي أن الملاحظ في هذا السياق هو وجود ثغرة قانونية تحدد موقف الدولة التي تتعرض مقارها الدبلوماسية إلى هجوم من قبل دولة أخرى، وبالتالي لا يعرف الآن بالتحديد ما هي الحقوق الدولية التي تمتلكها إيران بعد تعرض قنصليتها لهجوم من قبل إسرائيل.
"شرق": إيران بين مفترق طرق.. الرد العقلاني أم العقاب الصعب؟
صحيفة "شرق" الإصلاحية أيضا رأت أن إيران باتت الآن أمام خيارين أساسيين، إما "الرد العقلاني" وإما "العقاب الصعب"، وأشارت إلى غموض الموقف الإيراني حتى الآن، لافتة إلى عقد جلسة لمجلس الأمن القومي الإيراني بعد ساعات من الهجوم، والحديث عن اتخاذ قرارات "مناسبة" للرد على إسرائيل، وكذلك قضية إرسال طهران رسالة إلى مجلس الأمن الدولي تطالبه باتخاذ إجراءات للازمة لمحاسبة إسرائيل.
الصحيفة لفتت إلى أن طهران تدرك جيدا أنه من السهل الدخول في الحرب، لكن الخروج منها سيكون صعبا للغاية.
وأوضحت أن النظام الإيراني يتعرض لضغوط من مواليه والذين يطالبونه باستمرار بالرد على إسرائيل، ووضع حد لما يصفونه بـ"التطاول الإسرائيلي" على إيران ومصالحها.