يستمر الجدل الداخلي في إيران على حادثة الاعتداء على سيدة في مستشفى بمدينة قم من قبل رجل دين موال للنظام، بزعم عدم مراعاتها للحجاب وفق ما تنص عليه قوانين النظام الإيراني الحاكم.
بعض الصحف الإصلاحية والمعتدلة طالبت السلطة بوضع قوانين وإجراءات تمنع قيام أفراد عاديين بمضايقة الآخرين بحجة الحجاب، ودعت صحيفة "جمهوري إسلامي" مراجع التقليد في قم إلى الحفاظ على سمعتهم ومكانتهم من خلال نقد هذه الممارسات المتطرفة من قبل الموالين للسلطة.
الصحيفة أكدت أن ما قام به رجل الدين كان مخالفة قانونية وشرعية، لكن بسبب واقع البلاد ومكانة رجال الدين لدى النظام لن تتم محاسبته على مثل هذه التصرفات والأعمال المخالفة للقانون.
في المقابل دافعت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، عن تصرفات رجل الدين، وجاءت بروايتها الخاصة، وادعت أن رجل الدين عندما لم تنجح محاولاته في نصح وإرشاد السيدة بارتداء الحجاب قام بـ"التظاهر بالتصوير"، وتساءلت عن الأطراف التي سربت مقطع الفيديو إلى وسائل إعلام خارج إيران، متهمة الموساد الإسرائيلي بافتعال الأزمة.
يذكر أن وسائل إعلام إيرانية أعلنت اليوم الثلاثاء 12 مارس (آذار)، عن اعتقال 4 أشخاص من "المتورطين" في تسريب مقطع الفيديو الذي وثق الحادثة.
في سياق متصل انتقدت صحيفة "همدلي" تهاون السلطة الحاكمة في معالجة أزمة الحجاب، وقالت إن 30 مليون سيدة في إيران يعارضن قوانين السلطة المتعلقة بموضوع الحجاب، وإذا لم تُعالج هذه المشكلة فسنشهد مستقبلا صدامات مجتمعية حتما.
وقال كاتب الصحيفة: لو كان هناك تعقل وحكمة لدى النظام فيجب وقف القوانين والإجراءات التي تؤجج هذا الموضوع، وإلا فإن الشرخ بين النظام والشعب سيزداد في المستقبل.
في شأن منفصل انتقدت صحيفة "فرهيختكان" الحالة السيئة للطرق والمواصلات، ورداءة جودة السيارات في إيران، والتي تسبب سنويا آلاف القتلى والمصابين في حوادث السير.
وقالت الصحيفة إن مراجعة الأرقام والإحصاءات الرسمية تكشف أن عدد الوفيات جراء حوادث السير في إيران وحدها يفوق كافة دول الاتحاد الأوروبي، البالغ عددها بنحو 27 دولة بكثافة سكانية تقدر بـ450 مليون شخص.
في موضوع آخر غطت بعض الصحف أزمة الغلاء التي تجتاح الأسواق هذه الأيام بالتزامن مع حلول شهر رمضان، وكتبت صحيفة "أبرار" أن "موائد الشعب في شهر رمضان فارغة". كما قالت "جهان صنعت" إن جميع السلع الأساسية سجلت ارتفاعا في الأسعار مع بدء شهر رمضان الكريم.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"إيران": هل يفضل الشعب الإيراني فوز دونالد ترامب؟
هاجمت صحيفة "إيران"، الصادرة عن الحكومة، الناشط السياسي الإصلاحي صادق زيبا كلام، بعد تصريحات له بأن الإيرانيين يفضلون فوز الرئيس السابق دونالد ترامب على الرئيس الحالي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وكان زيبا كلام قال في مقابلة مع القناة البريطانية الرابعة إن الإيرانيين يفضلون فوز ترامب لكي يمارس ضغوطا أكبر على النظام الحاكم في طهران.
الصحيفة عارضت زيبا كلام، وقالت إن الشعب الإيراني لا يفضل فوز ترامب لأسباب كثيرة، منها: "العقوبات والانسحاب من الاتفاق النووي والأهم من ذلك قتل قاسم سليماني".
ووصفت الصحيفة الناشط الإصلاحي ومن يؤيده بـ"كارهي إيران"، وقالت إن هؤلاء يرون مصلحتهم في تضرر الشعب الإيراني.
كما لفتت الصحيفة إلى أن استخدام زيبا كلام لعبارة "النظام الإسلامي" الحاكم في إيران يهدف للتفريق بينه وبين الشعب الإيراني.
"اسكناس": عام على المصالحة بين طهران والرياض
تطرقت صحيفة "إسكناس" الاقتصادية في تقرير لها إلى مرور عام كامل على "المصالحة التاريخية" بين إيران والمملكة العربية السعودية بوساطة صينية، وقالت إن البلدين الإسلاميين الكبيرين يستمران في محاولة تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك.
ورأت الصحيفة أن المصالحة بين طهران والرياض حققت مكاسب كثيرة للشعب الإيراني وشعوب المنطقة، وأن نجاح الصين في تقريب وجهات النظر بين طهران والرياض يكشف عن مرحلة جديدة من حل الخلافات ودور صيني للسلام في منطقة الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة أن إيران والمملكة العربية السعودية، باعتبارهما بلدين كبيرين ومؤثرين في المنطقة، يستطيعان العمل المشترك في العديد من القضايا، منوهة إلى أن البلدين حاولا التفاهم حول بعض القضايا، مثل: القضايا المتعلقة بالنفط، وإنتاج منظمة أوبك، حتى عندما كانت العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين.
كما رأت الصحيفة أنه وبعودة العلاقات بين طهران والرياض بدأت إيران التقارب أكثر مع دول عربية أخرى مثل مصر والسودان.
"ستاره صبح": حالة الاستقطاب المجتمعي بلغت مستوى خطيرا في البلاد
قالت صحيفة "ستاره صبح" إن حالة الاستقطاب المجتمعي في إيران بلغت مستويات خطيرة، مستشهدة بحالة رجل الدين والسيدة في قم، وما أثار ذلك من جدل واحتقان في الشارع الإيراني بين مؤيد ومعارض.
الصحيفة أجرت مقابلات مع بعض المعنيين في الأمر من رجال الدين والمسؤولين الإيرانيين السابقين، وقال مستشار الرئيس الأسبق، محمد علي أبطحي، للصحيفة إن خلق حالة الاستقطاب تلحق الضرر بالشعب والسلطة الحاكمة على حد سواء، مؤكدا أن لا يمكن بأي شكل من الأشكال إدارة البلاد بالأفكار والمناهج المتطرفة.
كما نقلت الصحيفة كلام رجل الدين، محمد علي أيازي، حيث قال إن الأساليب القهرية التي اعتمدها النظام في فرض الحجاب على النساء أتت بنتائج عكسية، موضحا أن تصرفات السلطة وأنصارها تضاعف من نسبة النفور من الدين بين الإيرانيين.