على الرغم من الأزمات التي يعيشها الإيرانيون هذه الأيام، فإن النظام وأنصاره لا يترددون في افتعال الأزمات، وخلق المشكلات الاجتماعية التي تضاعف الاحتقان المجتمعي، وتزيد من الغضب الشعبي تجاه السلطة الحاكمة.
آخر هذه الحالات والتي تطرقت إليها صحيفة "ستاره صبح"، اليوم الاثنين 11 مارس (آذار)، هي حادثة تصوير رجل دين لسيدة دون حجاب بشكل سري ودون علمها، لتدرك بعد ذلك وينفجر غضبها، ويقع شجار محتدم بينها وبين رجل الدين، بعد أن طالبته بحذف صورها ورفضه ذلك.
رجل الدين صوّر السيدة غير المحجبة عندما كانت ترضع طفلها خلال تواجدها في أحد المستشفيات بمدينة "قم"، وهو ما فجر موجة كبيرة من الانتقادات في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أكد المواطنون أن تحريض النظام المستمر ضد النساء يشجع أنصاره على ارتكاب مثل هذه الأعمال والممارسات غير القانونية.
صحيفة "ستاره صبح" قالت إن هذه الحادثة هي مصداق واضح للاعتداء على حرية الأفراد ومضايقة النساء من قبل مواطنين آخرين، ما يلزم الحكومة بفرض النظام في المجتمع بدل التحريض عليه وزيادة حدته.
كما انتقدت صحيفة "اعتماد" هذا الموقف، وتساءلت بالقول: لماذا لا يهتم رجال الدين المقربون من النظام بالفقر المنتشر في البلاد، ويوثقون حالات الحرمان بين الإيرانيين بدل الانشغال بقضية الحجاب والأمور الشخصية للمواطنين؟
ونشرت الصحيفة رأي الباحث الحقوقي محسن برهاني، الذي أكد أن ما قام به رجل الدين يتعارض مع نص المادتين رقم 616 و619 في الدستور، واللتين تنصان على تجريم أي تجاوز من الأفراد ومضايقة الأطفال والنساء في الأماكن العامة.
كما لفت إلى أن الشخص المعمم قد ارتكب جرما آخر، وهو قيامه بالضرب وتوجيه اللكمات، ودافع عن نشر مقطع الفيديو وقال إنه يوثق مخالفة قانونية وحالة اجتماعية مرفوضة.
على صعيد اقتصادي تناولت صحيفة "تجارت فرداد" المخاوف الاقتصادية في إيران من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وقالت إن مجيء ترامب بات وشيكا، وأن "وقع آثار أقدامه أصبحت مسموعة"، على حد تعبير الصحيفة.
ورأت الصحيفة أن فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بالسباق الرئاسي القادم في الولايات المتحدة الأميركية سيجعله أكثر شراسة تجاه طهران، وسيعتمد على سياسات أكثر عدائية من السابق، وتساءلت بالقول: "هل يتحمل الاقتصاد الإيراني صدمات أكبر؟"
في موضوع آخر تطرقت صحيفة "هم ميهن" إلى أزمة الفيضانات في محافظة بلوشستان، وقالت إن ضعف الخدمات الحكومية واضح في ما تشهده مدن محافظة بلوشستان، بعد مرور أكثر من 10 أيام من الفيضانات والسيول.
وخلال تقرير لمراسل الصحيفة قال إن المواطنين يشكون من ضعف الخدمات الحكومية في مواجهة هذه الأزمة، ولخص تقريره بالقول إن "السكان في بلوشستان قد تركوا لوحدهم".
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جهان صنعت": لا أمل في إصلاح الأوضاع في إيران والشعب مستاء من النظام الحاكم
في مقاله بصحيفة "جهان صنعت" قال المحلل السياسي، محمد صادق جنان صفت، إن النظام السياسي الحاكم في إيران قد أغلق كافة الطرق أمام المواطنين لاختيار نهج حياتهم، وسلب منهم حرية التعبير، وأفسد عليهم معيشتهم.
وأضاف الكاتب أن المواطن الإيراني لا يوجد أمامه طريق للتعبير عن رفضه لهذا النظام السياسي، موضحا أنه لو أعطيت الحرية للمواطنين ليعبروا عن استيائهم وعدم رغبتهم بهذا النظام السياسي لكفى ذلك في كشف الواقع الحالي.
وعلى الصعيد الاقتصادي قال الكاتب إن حالة الإيرانيين الاقتصادية غير جيدة اليوم، وضعف الحكومة وفشلها في مواجهة هذا الوضع المتأزم أصبح جليا وواضحا.
وختم الكاتب في المقال الافتتاحي بالصحيفة قائلا: "المواطنون لا أمل لديهم بالإصلاح وتحسين الأوضاع الراهنة، لأن النظام السياسي لا يزال يسلك نهج العداء والمواجهة مع الغرب".
"اعتماد": لماذا لا يصور رجال الدين تجمد المواطنين من البرد كما يصورون سيدة غير محجبة؟
في إشارة لحادثة تصوير رجل دين لسيدة دون حجاب بشكل سري ودون علمها وهي ترضع طفلها بالمستشفى، قال الكاتب والناشط السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، في مقال بصحيفة "اعتماد" اليوم الاثنين: "لقد توفي شخص في مشهد من شدة البرد عندما لجأ إلى بقايا النفايات لتقيه من البرد، لكن دون جدوى وقد وُجد متجمدا في اليوم التالي.
في هذه الحالة لم يوجد رجل دين ليصور هذا المواطن ويوثق حالته أو على الأقل ليلقنه الشهادة!"
كما انتقد الكاتب مراجع التقليد في قم، حيث لا يختلطون بالناس بسبب كهولة أعمارهم أو بسبب المخاوف الأمنية ليعرفوا واقع الناس والظروف التي يعيشون فيها.
وأكد عبدي أن المواجهة بين رجال الدين وأصحاب الفتاوى مع السيدات في الشوارع في موضوع الحجاب محسومة سلفا، حيث سيهزم رجال الدين بكل تأكيد، وذلك بسبب الغضب الشعبي الواسع تجاههم وتعاطف الشارع مع النساء والسيدات.
"هم ميهن": الرأي العام في إيران تجاه الولايات المتحدة الأميركية مختلف عن رأي السلطة السياسية
في مقابلة مع صحيفة "هم ميهن" انتقد السفير الإيراني السابق في الأردن، نصرت الله تاجيك، استراتيجية إيران في سياساتها الخارجية، وأوضح أن استراتيجية طهران الرئيسية هي مواجهة أميركا في العالم، والحديث المستمر عن نهاية سيطرة واشنطن على النظام الدولي.
وأشار الكاتب إلى أن أحد العوامل الرئيسية في تكوين أي استراتيجية كبرى للبلد هو الاعتماد على الرأي العام في ذلك البلد، في حين أن استراتيجية إيران المحددة بمواجهة أميركا لم تستفد إطلاقا من الرأي العام الإيراني، ولم تأخذ بعين الاعتبار مصالح الأمن القومي للبلاد.
وأوضح الكاتب أن رأي الشارع الإيراني تجاه الولايات المتحدة الأميركية مختلف عن رأي السلطة، لكن النظام لا يريد الإصغاء إلى ذلك، مشددا على ضرورة أن تتخلص السلطة من فكرة معاداة الولايات المتحدة الأميركية لو أرادت أن يكون لها موقع مؤثر في المنظومة الدولية.