"قررت عدم المشاركة في الانتخابات لأقف بجانب الشعب وقوافل المستائين من الوضع الراهن"، بهذه العبارة برر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي عدم مشاركته في الانتخابات الجمعة الماضية، والتي عمل النظام بكل طاقته وأدواته لرفع نسبة المشاركة فيها، وهو ما لم يتحقق.
صحف النظام، وعلى رأسها صحيفة المرشد "كيهان"، هاجمت في عددها الصادر اليوم الخميس 7 مارس (آذار)، الرئيس الأسبق خاتمي بسبب تصريحاته وعدم مشاركته في الانتخابات، وتساءلت في عنوان مقالها الافتتاحي بالقول: "يا سيد خاتمي! هل لمسايرة الأعداء أم الوقوف بجانب الشعب؟"، واتهمت خاتمي بأنه بمواقفه هذه يؤيد مواقف "أعداء" إيران الذين يدعون إلى مقاطعة الانتخابات.
في سياق متصل بالانتخابات تطرقت صحيفة "خراسان" إلى موضوع الأصوات الباطلة، وقالت إن هذه الظاهرة أصبحت في ازدياد مطرد، مستشهدة بالانتخابات الرئاسية السابقة، حيث حلت الأصوات الباطلة في المركز الثاني بعد رئيس الجمهورية وبلغت 12 في المائة من مجموع الأصوات، كما أن الانتخابات البرلمانية شهدت في بعض المدن ارتفاعا في نسبة الأصوات الباطلة وصل إلى 15 في المائة.
في سياق آخر نقلت بعض الصحف مثل "آرمان أمروز" الموقف الأميركي الأخير من النشاط النووي الإيراني، حيث دعت الولايات المتحدة الأميركية، في بيان وجهته إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيران إلى وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، مؤكدة أن نشاطات طهران أصبحت "مقلقة للغاية".
ويأتي هذا البيان بعد يومين من تحذير رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في اجتماع مجلس المحافظين من أنه لم يتم إحراز أي تقدم في حل قضايا الضمانات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
من الملفات الأخرى التي يكثر الاهتمام بها هذه الأيام هي الفيضانات التي ضربت عددا من مدن محافظة بلوشستان الفقيرة، جنوب شرقي إيران، حيث شردت آلاف السكان بعد أن جرفت المياه قراهم ومساكنهم المتواضعة.
أزمة الفيضانات حركت الانتقادات من جديد على صعيد الخدمات والبنية التحتية التي تقدمها السلطة لهذه المحافظة، حيث تتهم السلطة بالإهمال المتعمد لإفقار السكان السنة.
في المقابل نرى صحف النظام اليوم تتفاخر بـ"الإنجازات" التي قدمتها الحكومة للسكان المتضررين جراء السيول والفيضانات، فصحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، أشادت بزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لبعض القرى المنكوبة، وكتبت: "مواجهة السيل في الميدان"، معتبرة أن الزيارة بحد ذاتها تعد إنجازا ومكسبا للحكومة.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": مقاطعو الانتخابات أعداء النظام والإسلام.. والمشاركون مجاهدون في سبيل الله
أقرت صحيفة "كيهان"، المتشددة والقريبة من المرشد، أن المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها إيران وما أسمته الدعاية الإعلامية للأعداء في الخارج والداخل أثرت سلبا على مشاركة المواطنين في الانتخابات، لكنها وصفت أنصار النظام الذين شاركوا في الانتخابات بأنهم "مجاهدون في سبيل الله" وأنهم عملوا "ملحمة" من خلال المشاركة في هذه الانتخابات، وهي كلمات سبق للمرشد أن قالها قبل أيام، وعادت الصحيفة بترديدها بأشكال وصياغات مختلفة.
كما هاجمت الصحيفة الإصلاحيين وعلى رأسهم الرئيس الأسبق محمد خاتمي، واتهمته بمسايرة "أعداء" إيران عبر عدم مشاركته، وكتبت: "خاتمي فعل في الانتخابات الأخيرة ما فعله في فتنة عام 2009، عندما أطاع تعليمات صهيونية ونفذ حرفيا أجندة جورج سورس الصهيوني عندما التقى به مرتين، وأملى عليه التعليمات ليقف ضد النظام والإسلام"، حسب ما جاء في الصحيفة.
"خراسان": دخول المتطرفين إلى البرلمان أمر خطير ومقلق
أعربت صحيفة "خراسان" الأصولية عن قلقها من عودة المتطرفين إلى البرلمان الإيراني وإحكام قبضتهم عليه، وكتبت اليوم الخميس: "دخول بعض المتطرفين إلى البرلمان يدعو للقلق وهو أمر خطير"، مشددة على ضرورة تجاوز الوضع الراهن والوصول إلى شكل فاعل ومثمر في طريقة إدارة البلاد.
كما دعت الصحيفة التيار المتطرف من أخذ الدروس والعبر من المواقف المتشددة سابقا، وكيف أنها خلقت مشكلات في قضايا حساسة مثل قضية الحجاب وقضية حجب مواقع التواصل الاجتماعي، موضحة أنه ينبغي على النواب الجدد ألا يكرروا نفس الأخطاء وألا يسيروا على الطريق السابق الذي ثبت فشله وعدم فاعليته.
"آرمان ملي": طريقة الحكم في إيران معيوبة والنظام مصرٌ على نهجه السابق
تناولت صحيفة "آرمان ملي" في تقرير لها الأسباب والعوامل التي ساهمت في تدني نسبة المشاركة في الانتخابات الإيرانية الأخيرة، وقالت إن الجميع يتحدث عن انخفاض نسبة المشاركة، لكن لا أحد يتساءل لماذا وصلنا إلى هذه الحالة، وما العامل وراء عدم مشاركة الناس بشكل كبير في الانتخابات؟
وأوضحت الصحيفة أن المواطن الإيراني مستاء منذ المرتين السابقتين (انتخابات البرلمان عام 2020 وانتخابات الرئاسة عام 2021) لكن السلطة لم تعمل شيئا من أجل معالجة المشكلات والأزمات التي يعاني منها الشارع، لهذا أدرك الشارع أن تغيير الوجوه والشخصيات لن يغير من المشكلة، وقد يكون سببا في مضاعفة آثارها السلبية، لهذا قرر الناخبون عدم المشاركة هذه المرة.
الصحيفة نقلت تصريحات لوزير الثقافة والإرشاد السابق، رضا صالحي أميري، الذي وصف طريقة الحكم في إيران بـ"المعيوبة"، وقال إن "الفشل في نهج الحكم واضح من خلال موائد الشعب ولا يحتاج إلى دليل آخر".
ونوه صالحي أميري إلى أن السلطة في إيران لم تستطع أن تجيب على أسئلة الشارع، ومطالبه بل هل مصرة على المضي قدما في نهجها وسياساتها السابقة.
وأضاف الوزير السابق: "في المجتمع الذي يعيش 6 أعشاره في الفقر والحرمان وينامون وهم جوعى، لا يمكننا أن ندعي بأن طريقة الحكم فيه جيدة ومقبولة".