خيّمت سحب سوداء على سماء إيران بعد تعزيز الأصوليين المتشددين مواقعهم في البرلمان، مرة أخرى، واستبعاد مرشحين أقل تطرفًا وتشددًا، رغم انتمائهم للتيار الأصولي نفسه.
وأعربت الصحف الإصلاحية والمعتدلة عن استيائها من فوز التيار المتشدد داخل التيار الأصولي، بعد مقاطعة معظم الأطراف من إصلاحيين ومعارضين للنظام وسياساته القمعية.
وأشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى هذه النتائج، وقالت إن "الراديكاليين" يسيطرون على البرلمان، ولفتت إلى الدعاية الكبيرة التي قام بها النظام في هذه الانتخابات، على الرغم من إقرار الجميع بأنها كانت الأكثر برودة، والأقل مشاركة من قبل المواطنين.
وتساءلت الصحيفة: كيف يكون البرلمان الذي تمخض عن هذه النسبة المنخفضة من المشاركين أن يقرر مصير الشعب الإيراني بأكمله.. موضحة أن هناك علامات استفهام تتعلق بالجانب القانوني لهذه القضية؛ إذ كيف تقرر مجموعة من المتطرفين في البرلمان مُنتخبة من قِبل أقلية من المواطنين مصير الشعب بأكمله؟!
وفي سياق غير بعيد، تناولت بعض الصحف اضطرابات سوق العملات الصعبة في إيران، وتراجع "التومان" الإيراني أمام الدولار إلى مستوى غير مسبوق أمس؛ (تم بيع الدولار الأميركي بـ 60 ألف تومان إيراني)، ودعت الحكومة لاتخاذ إجراءات وقائية للحفاظ على قيمة التومان.
وتجاهلت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي، هذه التحذيرات، واكتفت بالقول: إن الدولار سيتراجع حتمًا أمام التومان الإيراني.
في شأن آخر سلطت صحيفة "جمله" الضوء على موضوع الانتخابات الأميركية القادمة، واحتمالية فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وحللت تبعات عودة ترامب على الشأن الإيراني واقتصاده.
وقالت الصحيفة إن كل إيراني اليوم بات مهتمًا في الانتخابات الأميركية، التي يبدو أن دونالد ترامب سيكون الفائز الحتمي فيها، ونظرًا إلى تجربة رئاسة دونالد ترامب السابقة، فإن الاقتصاد الإيراني بات يخشى من "ظل" ترامب، ويترقب الإجراءات التي سوف يقوم بها فور وصوله إلى البيت الأبيض.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"ستاره صبح": ما جرى ليس انتخابات وإنما تعيينات.. ونسبة المشاركة هزيمة للنظام
انتقد رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني السابق، حشمت فلاحت بيشه، الدعاية الإعلامية الكبيرة للنظام للانتخابات البرلمانية التي أُجريت أمس الأول، الجمعة، وشهدت مقاطعة هي الأكبر في تاريخ النظام الإيراني الحالي، كما تظهر النتائج الرسمية.
وقال، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح"، إن الدعاية التي رافقت هذه الانتخابات كانت غير مسبوقة؛ فقد استخدم النظام جميع إمكاناته لجر الناس إلى صناديق الاقتراع، لكنه لم يفلح في مسعاه، وسجلت الانتخابات أقل نسبة مشاركة في تاريخ البرلمان (41 بالمائة).
ولفت البرلماني السابق إلى الأوصاف التي يطلقها النظام على هذه الانتخابات، ومنها "الملحمة" و"الإنجاز الشعبي العظيم"، وأكد أن الانتخابات كانت بمثابة الهزيمة للنظام، وليس النصر.
كما تطرق فلاحت بيشه إلى إقصاء المرشحين من قِبل مجلس صيانة الدستور والإبقاء فقط على الموالين للسلطة، وقال إن هذه ليست انتخابات وإنما هي "تعيينات" قام بها النظام لأشخاص بعينهم مختارين بعناية.
"هم ميهن": دلالات وانعكاسات الانتخابات البرلمانية
تناولت صحيفة "هم ميهن" الانتخابات البرلمانية ودلالتها السياسية والاجتماعية، وقالت إن السبب الرئيس في هذه المقاطعة الكبيرة يعود لاعتقاد المواطنين أن الانتخابات لا يمكن لها أن تحل مشكلة من مشاكل البلاد، وأن المرشحين لا يملكون هاجسًا لحل أزمات المواطنين.
ونقلت الصحيفة، كلام الناشط السياسي حسين نوراني نجاد، الذي قال إن هذه النسبة من المشاركة غير مسبوقة، والسبب أن الشارع الإيراني لم يكن ينتظر هذه الانتخابات، وأن معارضي الوضع الراهن لا يعتقدون أن هناك جدوى من إجراء الانتخابات والمشاركة فيها.
وقال الناشط أحمد زيد آبادي، أيضًا، إن نشر تفاصيل الانتخابات وتفكيك صناديق الاقتراع حسب المدن والمناطق يمكن أن يصبح وثائق ممتازة لدراسة توجهات المواطنين وتطلعاتهم.
"اعتماد": ظاهرة الأصوات الباطلة في انتخابات البرلمان
ولفتت صحيفة "اعتماد" إلى ظاهرة جديدة في هذه الانتخابات، وهي ظاهرة الأصوات "الباطلة"، التي لم يزكي فيها الناخبون أحدًا، وإنما تركوا الورقة بيضاء، أو كتبوا أسماء لا علاقة لها بالمرشحين.
وقالت الصحيفة: إن هناك مواطنين شاركوا في هذه الانتخابات؛ خوفًا من تبعات عدم المشاركة أو حفاظًا على وظائفهم ومناصبهم، لكنهم في الوقت نفسه لم ينتخبوا، ويجب أن نصنف هؤلاء ضمن فئة المقاطعين والمعترضين على الوضع الراهن، حسب قراءة الصحيفة.
وأشارت الصحيفة، كذلك، إلى أن مدينة يزد الإيرانية قد حلت فيها الأصوات الباطلة في المركز الثاني، وهو ما أثار جدلًا وسخرية واسعين في وسائل التواصل الاجتماعي.