كثفت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 29 فبراير (شباط)، من تغطيتها للانتخابات البرلمانية المزمع عقدها غدا الجمعة، حيث اجتهدت الصحف المقربة من النظام في تشجيع الناخبين للمشاركة، وعدم الانجرار إلى دعوات المقاطعة التي يطلقها المعارضون والمنتقدون لنهج السلطات "الإقصائي".
وأصدر عدد من المسؤولين والشخصيات السياسية بيانات تعتبر آخر مواقفهم من هذه الانتخابات، وكان أبرز هذه الشخصيات هو الرئيس السابق حسن روحاني الذي حُرم من الترشح لانتخابات مجلس خبراء القيادة (المؤسسة المسؤولة عن اختيار المرشد والإشراف عليه)، وذلك بعد رفض تزكيته من قبل مجلس صيانة الدستور المسيطر عليه من قبل خامنئي وتياره.
صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية نشرت البيان الأخير لروحاني قبل الانتخابات، والذي جاء تأكيدا لمواقفه السابقة والمنتقدة لنهج السلطة الحالية، لكن في الوقت نفسه لم يدع إلى المقاطعة، وإنما دعا في المقابل إلى التصويت لمن يرفضون وينتقدون النهج الحالي.
دعوة روحاني هذه كسابقتها لم تسلم من نقد النشطاء السياسيين الذين اتهموا الرئيس السابق بـ"الازدواجية"، عندما يدعو إلى المشاركة في انتخابات تم اختيار مرشحيها بعناية ودقة، ولم يتخط حواجز مجلس صيانة الدستور إلا من لم يكن له رأي أو موقف منتقد ورافض للنهج الحالي، وبالتالي فإن جميع المرشحين هم راضون عن سياسات السلطة ونهجها المتشدد، فكيف يتم اختيار مرشحين منتقدين للوضع الراهن!
الصحف الموالية للنظام نقلت كلام المرشد علي خامنئي، ردا على الدعوات الواسعة لمقاطعة الانتخابات البرلمانية، حيث قال إن "عدم المشاركة لن يعالج المشكلات الموجودة في إيران".
كما نقلت صحيفة "جوان" جانبا آخر من كلام خامنئي حول أهمية الانتخابات بالنسبة لإيران على الصعيد الخارجي، وأكد أن المشاركة الحاشدة والقوية ستعزز مكانة نظام "الجمهورية الإسلامية" على الصعيد الدولي.
في شأن آخر أشارت صحيفة "أبرار اقتصادي" إلى أزمة الغاز في عدد من المدن الإيرانية، بالتزامن مع موجة البرد التي ضربت البلاد، ونقلت كلام رئيس المركز الاستراتيجي لقطاع الغاز الذي قال: "إننا نمر بأزمة غاز في مدن مثل خراسان ومازندران وكيلان وكلستان، ويجب على المواطنين التقشف في استخدام الغاز".
الصحيفة انتقدت تصريح وزير النفط الذي زعم أنه لم يتم تسجيل أي انقطاع أو قيود على خدمات الغاز، وعنونت في صفحتها الأولى: "وضع متأزم للغاز في 6 محافظات والوزير لا يدري".
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"سياست روز": وسائل إعلام النظام "الثورية" أفشلت جهود أعداء إيران
قالت صحيفة "سياست روز"، المقربة من النظام، إن جهود أعداء إيران في إفشال الانتخابات قد فشلت، ولن تحقق أي نجاح بفضل جهود وسائل الإعلام "الثورية" التي واجهت خطة الأعداء، وشجّعت الناس على المشاركة في الانتخابات.
وقالت الصحيفة إنه وبحسب استطلاعات دقيقة وموثوقة، سيشارك بشكل حتمي نحو 42% من المواطنين في الانتخابات، ومن المرجح أن تصل نسبة المشاركة إلى 57%.
وجاء في الصحيفة الأصولية: "الناس بحاجة إلى الأمل والتشجيع، ونظراً للظروف الاقتصادية الراهنة، فإن القضايا الاقتصادية هي أهم محفّز للمشاركة، لذلك يجب أخذها على محمل الجد والعمل لتحقيق متطلبات الناس".
وختمت الصحيفة بالقول: "انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات يضخ الكثير من المشكلات والمتاعب السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، ودعت لشرح هذه القضية وتوضيحها للشعب والرأي العام.
"آرمان ملي": المعارك الداخلية بين التيار الأصولي ستزداد بعد الانتخابات
في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" قال المحلل السياسي والناشط الأصولي، محمد مهاجري، إن الأصوليين لديهم سجل طويل من المعارك الداخلية والتناحر البيني، حيث يوجه بعضهم التهم إلى البعض الآخر، وتصل الخلافات أحيانا إلى حد السب والإساءة المتبادلة.
الكاتب توقع أن تشهد إيران بعد الانتخابات البرلمانية المقررة يوم غد الجمعة، موجة جديدة من المعارك داخل التيار الأصولي، لا سيما أنه أصبح "بلا رأس"، حسب رأي الكاتب.
وأشار مهاجري إلى أن الأصوليين أعلنوا في الأيام الأخيرة عن 3 قوائم انتخابية بشكل رسمي، كما هناك قوائم أخرى لكنها غير رسمية، وهو ما يظهر حالة الفوضى التي يعيشها هذا التيار.
وأوضح الكاتب أن الحرب على السلطة ليست شيئا جديدا بين شخصيات التيار الأصولي، وإنما قديمة منذ سنوات، لا سيما بعد الانتخابات الأخيرة في 2020، عندما أصبح هذا التيار بلا قيادة نتيجة إقصاء وطرد وجوهه البارزة.
"جمهوري إسلامي": لا فائدة من الاجتماعات مع طالبان حول حصة إيران المائية
تستمر صحيفة "جمهوري إسلامي" في نهجها المتشدد في التعامل مع طالبان، حيث تنتقد النظام بضراوة على ما تعتبره الصحيفة "نهجا متساهلا" تجاه الحركة، ولا تكف الصحيفة عن وصفها بـ"الإرهابية"، وأنها "صنيعة أميركية" لضرب إيران واستقرارها.
الصحيفة في تغطيتها، اليوم الخميس، أشارت إلى تصريح المبعوث الإيراني الخاص للشؤون الأفغانية، حسن كاظمي قمي، الذي أقر بأن الاجتماعات السابقة مع طالبان حول موضوع حصة إيران من نهر "هلمند" لم تنته حتى الآن بنتيجة.
كما لفتت الصحيفة إلى تصريح المسؤول الإيراني عن أعداد المهاجرين الأفغان، وقالت إن الحكومة الإيرانية في السابق كانت تدعي أن عدد المهاجرين الأفغان في إيران 4 ملايين فقط، لكنهم الآن يقولون إن العدد بلغ 6 ملايين، وأحيانا يتكلمون عن 8 و10 ملايين أفغاني.
ونوهت الصحيفة إلى كلام المسؤول الإيراني حول بناء جدار خرساني بين الحدود الإيرانية الأفغانية، حيث قال قمي إنه وعلى الرغم من التكلفة العالية لبناء هذا الجدار، إلا أنه ستكون له منافع كبيرة لإيران على المستقبل البعيد.