موضوع الانتخابات هو العنوان الأبرز في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 28 فبراير (شباط)، قبل يومين من الانتخابات المقررة بعد غد الجمعة لانتخاب مجلس نواب جديد.
الجدل حول الانتخابات المرتقبة يدور حول مدى مشروعيتها وصلاحية المشاركة فيها، بعد أن شهدت إقصاء واسعا واستبعادا كبيرا للمرشحين المعارضين للتيار الحاكم.
وتأتي هذه الانتخابات وسط دعوات هي الأوسع في تاريخ إيران للمقاطعة وعدم المشاركة فيها، سواء من قبل المعارضين الداعين إلى إسقاط النظام أو من قبل الإصلاحيين الذين لا يزالون يحتفظون ببصيص أمل في الإصلاح عبر تغيير نهج النظام بشكل كلي.
الصحف الإصلاحية مثل "آرمان ملي" تناولت الصراع داخل التيار الأصولي، الذي يتصدر المشهد بعد استبعاد المرشحين الآخرين ودعوات المقاطعة الواسعة، وعنونت في المانشيت: "حرب على السلطة أو ظمأ للخدمة؟"
ونقلت الصحيفة عن الناشط الأصولي المعروف محمد مهاجري الذي قال إن الأصوليين يتصارعون فيما بينهم لدرجة أنهم يلجؤون إلى السباب والإهانات ضد بعضهم البعض في الاجتماعات الخاصة.
صحيفة "أبرار" الاقتصادية عنونت بكلام السياسي الإصلاحي محمد عارف الذي قال: "بعيدون عن الانتخابات الديمقراطية".
صحف أخرى تناولت الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها على عزوف المواطنين عن صناديق الاقتراع.
كما أشارت بعض الصحف مثل "اقتصاد ملي" إلى قرار الحكومة إعطاء قروض للأسر من أجل التسوق لاحتياجات "عيد النوروز" (بداية العام الإيراني)، وهو ما يعكس تردي الوضع المعيشي للإيرانيين الذين أصبحوا عاجزين عن شراء مستلزمات العيد.
صحيفة "بيام ما" تطرقت إلى أزمات أخرى مثل شح الدواء، حيث تظاهر يوم أمس مجموعة من المرضى وذويهم أمام مبنى الحكومة في العاصمة طهران، احتجاجا على عدم توفر أدويتهم بسبب أزمة شح الدواء في الصيدليات الإيرانية.
في موضوع آخر رحبت بعض الصحف باللقاء الذي جمع بين وزير الخارجية الإيراني ونظيره المصري في العاصمة السويسرية جنيف، وتناول سبل عودة العلاقات الثنائية بين طهران والقاهرة، واعتبرتها خطوة في المسار الصحيح لاستعادة العلاقات بين البلدين الإسلاميين الكبيرين.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جهان صنعت": اعتماد إيران على الشركات الصينية المفلسة في قطاع السكن
تطرقت صحيفة "جهان صنعت" في تقرير لها إلى قرار الحكومة الاعتماد على العمال والشركات الصينية لتنشيط قطاع السكن والعقارات، وأعربت عن تشاؤمها من هذه الخطوة من قبل الحكومة، مؤكدة أن الصينيين لن يستطيعوا أن يقدموا شيئا مفيدا لصالح إيران، لا سيما أن هؤلاء العمال الذين جلبتهم الحكومة هم من أصحاب السجلات السوداء من السجناء والمجرمين الأمنيين.
الصحيفة أجرت مقابلة مع الخبير في قطاع السكن، عليرضا محمدي، الذي قال إن إيران لجأت إلى الشركات الصينية المفلسة، وأن بكين لن تستطيع أن تقدم أفضل مما قدمته لطهران في قطاع السيارات، حيث قدمت قطعا ومواد رديئة.
وقال محمدي إن الصين لا تمتلك تكنولوجيا متطورة لكي تستطيع تقديمها لإيران، وحتى لو امتلكتها فإنها لن ترغب في إعطائها لأحد.
ودعا الخبير في قطاع السكن الحكومة إلى التراجع عن قرارها، وإعطاء الفرصة للشركات الإيرانية والعمال الإيرانيين الذين يستطيعون العمل أفضل من الصين مرات عديدة، حسب قوله.
"جمله": الكشف عن تفاصيل جديدة في قضية "فساد الشاي"
كشفت صحيفة "جملة" تفاصيل جديدة في قضية "فساد الشاي" في إيران بعد أشهر من نشر القضية، حيث أظهرت التقارير الإعلامية الرسمية أن فسادا يقدر بـ3 مليارات و700 مليون دولار تم رصده في شركة واحدة هي شركة "دبش" المتعاونة مع الحكومة.
الخبر منذ ذلك الحين يتصدر التغطية الإعلامية، ويثير الجدل في وسائل التواصل الاجتماعي، وسط محاولات من الحكومة التعتيم على الملف، وعدم الكشف عن تفاصيله، مكتفية بالإعلان عن اعتقال مسؤول الشركة والزج به في السجن.
صحيفة "جملة" تطرقت اليوم إلى تفاصيل جديدة حول الملف، واستندت إلى تصريحات رئيس منظمة "التعزيرات الحكومية" أحمد أصانلو، حيث أشار إلى أبعاد جديدة عبر مقطع فيديو نشره يوم أمس الثلاثاء.
وذكر أصانلو أن الشاي الذي كانت تعرضه الشركة للأسواق الإيرانية هو عبارة عن مواد لا تصلح لاستخدام الحيوانات، ويتم استيراده بعد أن يصدر من داخل إيران ويصبغ بلون مختلف في إحدى دول الجوار.
كما تناول أصانلو طريقة عمل هذه الشركة، فعلي الرغم من تلقي الجهات المعنية عشرات التقارير والشكاوى حول الشركة وفسادها، إلا أنها استمرت في عملها وتقاضيها الأموال بالدولار من قبل الحكومة.
"ستاره صبح": أهمية حزب الله بالنسبة لإيران أكبر من الحوثيين وحماس
أشاد المحلل السياسي الإيراني، علي بيكدلي، بسياسة إيران والولايات المتحدة الأميركية في إدارة الأزمة الحالية في المنطقة، وقال إن "الدبلوماسية الخفية" بين طهران وواشنطن حالت دون وقوع مواجهة عسكرية بين البلدين.
كما أوضح بيكدلي أن إيران تتعامل بحيطة وحذر في الإعلان عن دعم روسيا أو حماس، وتعلن بشكل صريح عدم دعمها العسكري لهذين الطرفين، لكن بالنسبة لدعم حزب الله فإن موقف إيران داعم بشكل جدي لأن حزب الله يحتل أهمية كبيرة بالنسبة لطهران.
وأضاف: "أهمية حزب الله بالنسبة لإيران أكبر بكثير من أهمية حماس والحوثيين، لأن حزب الله أصبح ساعد إيران وذراعها الأيمن، وطهران مستمرة في العمل على حفظ هذا الكيان الشيعي".