يمكن للمتجول في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 27 فبراير (شباط)، أن يلاحظ شبه إجماع على برودة الأجواء الانتخابية في إيران قبيل يومين من انطلاقها الجمعة المقبلة، حيث رصدت الصحف أجواء باهتة على الرغم من الدعوات الواسعة من المعارضين لمقاطعة هذه الانتخابات.
في المقابل نجد الصحف المقربة من النظام تتغافل عن هذا الواقع، وتعتمد أحيانا أساليب التهديد ضد التيار الإصلاحي الذي أعلن سابقا مقاطعة للانتخابات كوسيلة لـ"تأديب النظام" وإجباره على تغيير نهجه السياسي.
صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، قالت إن الإصلاحيين قد قاطعوا هذه الانتخابات، وهددتهم بأنهم "سيصبحون أعداء النظام والشعب والخميني" إذا لم يشاركوا في الانتخابات.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، قالت أيضا تعليقا على كثرة دعوات المسؤولين وإغراءاتهم للمواطنين من أجل المشاركة في الانتخابات، وكتبت: "ليس صحيحا ما يقوله البعض من إن النظام يريد المواطنين فقط من أجل الحروب والانتخابات".
وهددت الصحيفة ضمنيا الداعين إلى عدم المشاركة في الانتخابات، وقالت إن عدم التصويت سيجعل من إيران سوريا أخرى، وكتبت أن المقاطعة ستوجه ضربة إلى النظام، والضربة التي تصيب النظام لا بد وأن تصيب الشعب كذلك، وأضافت: "تذكروا الوضع الكارثي في سوريا والعراق قبل سنوات".
على صعيد اقتصادي سلطت صحيفة "ستاره صبح" الضوء على أزمة الفقر وغياب آفاق حل قريبة، وأجرت مقابلات مع خبراء اقتصاديين واجتماعيين لشرح الجذور الاقتصادية للأزمة، وانعكاساتها الاجتماعية على الشارع الإيراني.
الباحث في الشؤون الاجتماعي، أمان الله قرائي، قال للصحيفة إن الفقر واتساعه قد يهدد النظام السياسي برمته، منتقدا تجاهل النظام لنداءات الخبراء الاقتصاديين، وتحذيرهم من خطورة الوضع الراهن.
بدوره قال المختص في الشؤون الاقتصادية مهدي بازوكي للصحيفة إن طهران يمكنها أن تحسن علاقاتها مع الولايات المتحدة، وتجعل اقتصادها في وئام مع أميركا، وفي هذه الحال يمكن لطهران أن تخطو خطوة مهمة لإنقاذ الاقتصاد الإيراني مثلما فعلت الصين سابقا.
صحيفة "كار وكاركر" العمالية نقلت عن الخبير الاقتصادي، أمير حسين خالقي، إشارته إلى استمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، وقال إن استمرارها سيؤدي إلى خروج الاستثمارات من إيران بشكل نهائي، مشيرا إلى قرار مجموعة العمل المالي الدولية (FATF) إبقاء إيران على قائمتها السوداء، وقال إن هذه الحالة ستزيد فقدان الاطمئنان تجاه المستقبل.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جهان صنعت": النظام لا يهتم بنسبة المشاركة في الانتخابات
أجرت صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية مقابلة مع الناشط السياسي، صادق زيبا كلام، حول أجواء الانتخابات الباهتة في إيران، على الرغم من دعوة السلطة بشكل واسع المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات المرتقبة.
وقال زيبا كلام للصحيفة إن السلطة، وعلى الرغم من دعوتها المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات، لم تعد تهتم في الحقيقة بمشاركة الناس بعد أن كانت في السابق تعتبر هذه الانتخابات بمثابة تأييد مشروعيتها بين الإيرانيين، لكنها اليوم أصبحت لا تبالي بنسبة المشاركة سواء شارك 20 في المائة أو 40 في المائة، لأن النظام لم يعد يسعى لنيل مشروعيته من الناس.
وتوقع الكاتب أن يكون البرلمان القادم أسوأ من الحالي، وسيكون أكثر طاعة وتبعية للحكومة ومؤسسات الدولة الأخرى.
كما لفت الكاتب إلى أن في العديد من المدن والقرى تكون المشاركة محصورة على التنافس القبلي والطائفي، فالمشاركون في تلك المدن يحاولون أن يرشحوا شخصا ينتمي إليهم للبرلمان، بغض النظر عن انتمائه السياسي أو الفكري، وبالتالي فإن هذا النوع من الانتخابات القائم على الطائفية والعرقية لا يكون مثالا على ازدحام المشاركة، لكن السلطة تستغل هذا التنافس القبلي لتصوره كمشاركة حقيقية في تقرير مصير الشعب.
"هم ميهن": كيف يمكن إنقاذ إيران من أيدي المتطرفين؟
قالت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إن إيران أصبحت محكومة من قبل التيار المتطرف، وأوضحت أن تغيير الوضع الراهن أصبح ضرورة ملحة، وإلا فإن التغيير سيكون بطريقة خارجة عن إرادة الجميع، ولن يكون في صالح أحد، وسينتج عنه دمار القيم والآمال والأحلام الوطنية، حسب تعبير الصحيفة.
كما أشارت إلى حالة الفوضى التي تعيشها أجواء الانتخابات البرلمانية، وقالت: هناك حالة من غياب الانسجام بين الإصلاحيين والداعين إلى التغيير وجميع النشطاء السياسيين والمدنيين، وهذا يؤدي إلى حالة من الاضطراب بين المواطنين ويقود إلى "اليأس الاجتماعي".
وعن طريق الخلاص من الوضع الراهن كتبت الصحيفة الإصلاحية: "ربما الطريق الأمثل هو اللجوء إلى نظرية العبور من المتطرفين، أي التخلص من هيمنة التيار المتطرف على صناعة القرار في إيران".
"اعتماد": السقوط في الجحيم بات أقرب إلينا من حبل الوريد
صحيفة "اعتماد" الإصلاحية كتبت أيضا تعليقا على قوائم المرشحين الذين يشكل الأصوليون والمتطرفون أغلبيتهم الساحقة، وقالت إن مراجعة هذه القوائم تكشف لنا مدى الخطر الذي أصبحنا نواجه.
وقالت الصحيفة: "نظرة قصيرة تكفي لكي نبصر حجم الخطر الذي أصبحنا أمامه، والسقوط المباشر في الجحيم بات أقرب إلينا من حبل الوريد".
وأضاف كاتب الصحيفة قائلا: "لم تكن انتخابات سابقة مثل هذه الانتخابات من حيث كثرة المتطرفين وازدحام اللجان الانتخابية بهم. أنا قلق وخائف".