أيام قليلة تفصل إيران عن الانتخابات المقرر عقدها الجمعة المقبلة، حيث يستمر النظام ومنابره الإعلامية في الدعوة إلى المشاركة في الانتخابات التي يعتبرها بمثابة استفتاء غير مباشر على مشروعيته بين الإيرانيين، فيما تزداد دعوات المقاطعة من قبل الإصلاحيين.
الصحف الصادرة اليوم، الاثنين 26 فبراير (شباط)، عكست هذا الواقع المعقد في الداخل الإيراني بين النظام ومعارضيه، الذين يزدادون بشكل مطرد في ظل تراكم الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
بعض الصحف مثل "هم ميهن" رأت أن أكثرية الشعب الإيراني ونخبه أصبحت لا تؤمن بجدوى عملية الانتخابات، وبالتالي فإن كل من يدعو إلى المشاركة فيها يصبح في محل سخط وريبة من قبل المواطنين.
وفي آخر هذه المواقف الرافضة للعملية الانتخابية دعا أمس الأحد أكثر من 275 ناشطًا إيرانيًا، إلى مقاطعة الانتخابات المرتقبة يوم الجمعة، واصفين إياها بـ"التمثيلية".
وأشار بيان هؤلاء النشطاء إلى "المأزق الذي وصلت إليه الأوضاع في إيران، وزيادة معدل استبعاد معارضي النظام، الذي طُبق منذ الانتخابات السابقة، بهدف تطبيق سياسة حكم التيار الواحد"، مؤكدين أن استبعاد المرشحين على نطاق واسع كفيل بأن يدفع المواطنين إلى عدم المشاركة.
صحيفة "اعتدال" نقلت تصريحات الناشط السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، الذي أكد أنه لا جدوى من دعوات المشاركة، وقال إن العامل الرئيسي الذي يزيد من نسبة المشاركة الشعبية هو "الاستماع" إلى مطالب الشعب.
صحيفة "اعتماد" الإصلاحية أشارت إلى البرلمان، الذي يفترض أنه ممثل للشعب وصوته أمام الحكومة وباقي المؤسسات، وقالت إنه أصبح "منفذا لقرارات الحكومة وسياساتها".
صحيفة "جمهوري إسلامي" تحدثت عن "أفعى الفساد" في إيران، وقالت إن هذه الأفعى تكبر يوما بعد يوم، وأن الحكومات المتعاقبة في إيران خلال العقدين الأخيرين، أصبحت عاجزة أمام "أفعى الفساد" وتشعباتها.
الصحيفة أشارت إلى فضيحة الفساد في قطاع الشاي، وكذلك الفضيحة الجديدة في قطاع الهواتف الذكية، بالإضافة إلى ملف فساد بابك زنجاني، المسؤول السابق في عهد حكومة أحمدي نجاد، وأوضحت أن هذه الملفات الكبيرة تعكس حجم تغلغل الفاسدين في مؤسسة الحكم في إيران.
في شأن آخر تناولت صحيفة "همدلي" الخلافات بين إيران والدول الغربية، وقالت إنه مع اقتراب موعد اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تزداد الضغوط على إيران، كما أن دائرة التهم تتنوع وتزداد أيضا.
الصحيفة أشارت إلى تهمة إرسال صواريخ باليستية إيرانية لروسيا، واتهام إيران بدعم الحوثيين لزعزعة الأمن البحري في البحر الأحمر، وكذلك تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن تخصيب إيران لليورانيوم يتجاوز النسب التي تحتاجها للأغراض السلمية، منوهة إلى أن تزامن هذه التهم يوحي بوجود رغبة غربية في جعل الخلافات مع إيران "متجذرة" في القضايا الأمنية الكبرى.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": الداعي إلى المشاركة في الانتخابات يفقد مكانته الاجتماعية بين الإيرانيين
قالت صحيفة "هم ميهن" إن الدعوة إلى المشاركة في الانتخابات تؤدي إلى تراجع شعبية من يتبنون هذه الدعوة، موضحة أن أكثرية الشعب والنخب السياسية أصبحت لا تثق بالعملية الانتخابية، وبالتالي فإن المواطنين يشكون في نوايا ودوافع الشخص الذي يدعو إلى التصويت في الانتخابات.
ومن الناحية الاجتماعية ترى الصحيفة أن الوضع أكثر سوءا وترديا، معتقدة أن الداعي إلى المشاركة في الانتخابات يعني في المحصلة أنه قد تخلى عن سمعته ومكانته الاجتماعية، لأنه يتحول من ناشط سياسي إلى تابع للحكومة، ومنفذ لأجندتها في أعين المواطنين.
"كيهان": الشعب هو المسؤول عن فساد المسؤولين وليس النظام
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، زعمت أن النظام تعامل بـ"تسامح واسع" في قضية تزكية المرشحين للانتخابات، أما الذين رفض مجلس صيانة الدستور تزكيتهم فقد "ثبتت حتما هويتهم غير الوطنية"، حسب ادعاء الصحيفة.
وقالت "كيهان" إن النائب في البرلمان أو رئيس الجمهورية إذا كان فاسدا أو لم يقم بمسؤولياته كما ينبغي فإن اللوم يقع على المواطنين الذين انتخبوا هذا الرئيس أو ذلك النائب، ولا ذنب للنظام السياسي.
"جهان صنعت": التضخم وانعدام الأمن الغذائي في إيران
حذرت صحيفة "جهان صنعت" من أزمة غذائية تلوح بالأفق في إيران نتيجة ارتفاع نسب التضخم بشكل كبير، وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، وقالت إن "انعدام الأمن الغذائي" بات يهدد سلامة الإيرانيين.
وأوضحت الصحيفة أن التضخم في المواد الغذائية بات ملحوظا، وأن موائد الشعب تصغر يوما بعد يوم، لافتة إلى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت 10 أضعاف مقارنة مع العام الماضي.
وأشارت الصحيفة المختصة بالشؤون الاقتصادية إلى بيانات مركز الإحصاء الإيراني التي أظهرت ارتفاع الأسعار في قطاع المواد الغذائية، موضحة أن في الغالب الأعم تكون الإحصاءات الرسمية أقل من الواقع في السوق، وأنه يتوقع أن أسعار المواد الغذائية قد ارتفعت أكثر من 10 أضعاف.
"ستاره صبح": الموت الاقتصادي في إيران يقترب من التحقق
تساءل الخبير الاقتصادي، مسعودي نيلي، في تصريحات نقلتها صحيفة "ستاره صبح" الضوء على أزمة انتشار الفقر في إيران، على الرغم من الثروات الهائلة التي تملكها، وتساءل بالقول: "عندما نمعن النظر في الواقع نصاب بحالة من الحزن الشديد، فكيف لبلد يحتل المركز الثاني في موارد الغاز، والمركز الرابع في موارد النفط على مستوى العالم، لا يكون له أي دور في تحديد الأسعار العالمية للطاقة؟"
وأضاف: بل كيف لبلد بهذه الثروة يصبح عاجزا عن تأمين حاجاته الداخلية للطاقة؟ كيف يصبح مقبولا أن مثل هذا البلد تواجه حكومته نقصا حادا في ميزانيتها؟
كما لفت الخبير الاقتصادي إلى النظام المصرفي في الداخل الإيراني، وقال إن البنوك في إيران تعمل بربح يناهز الـ30 في المائة، في حين أن المسؤولين الحكوميين يهاجمون عمل بنوك الدول الأخرى، ويزعمون أنها بنوك ربوية.
وشبّه الباحث الاقتصادي إيران بـ"الأم التي تحتضر أمام أبنائها"، مؤكدا أن "الموت الاقتصادي" يتحقق عاما بعد عام، دون أن يحرك المسؤولون ساكنا في سبيل منع وقوع هذه الكارثة الاقتصادية في البلد.