احتلت تصريحات المرشد، علي خامنئي، يوم أمس، الصدارة في تغطية الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم، لاسيما تلك الموالية للنظام؛ حيث تحدث خامنئي عن "زوال إسرائيل"، كما هاجم دول العالم الإسلامي بسبب عدم قيامها بالعمل للمطلوب لوقف الحرب في غزة.
استعارت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، عنوانًا عريضًا من حديثه، وكتبت: "العالم الإسلامي سيرى حتمًا زوال إسرائيل بأم عينه"، وذكرت صحيفة "جمهوري إسلامي"، أيضًا، أن الدفاع عن غزة هو أهم وظيفة قرآنية تقع اليوم على الدول الإسلامية.
وتجاهلت الصحف، كما فعل المرشد نفسه، ماهية الإجراءات التي قامت بها إيران طوال الأشهر الماضية لوقف الحرب المستمرة على غزة، بعدما كان يتشدق النظام الإيراني، سنوات طوالًا، بدعم المقاومة و"المستضعفين"، وخطب الوعيد والتهديد التي لا تتوقف ضد إسرائيل وأميركا.
ومن الملفات الأخرى التي حظيت باهتمام الصحف، اليوم السبت، هو صدور قائمة من المرشحين المحسوبين على الإصلاحيين، وعلى رأسهم علي مطهري، الذي كان منتميًا إلى التيار الأصولي، في السابق، قبل أن يتحول فكريًا، ويصبح أقرب إلى التيار الإصلاحي وخطابه.
وأشارت صحيفة "هم ميهن"، وهي من الصحف الإصلاحية، إلى هذه القائمة التي تصدرها مطهري، ووصفت أفرادها بـ "المعتدلين"، وقالت: "علي مطهري يتصدر قائمة المرشحين في طهران في ظل غياب رسمي للإصلاحيين".
ويعتقد مراقبون كثيرون، أن هذه التحركات لن تجدي نفعًا، ولن تكون دافعًا لجر الناس إلى صناديق الانتخابات المقررة يوم الجمعة المقبل، الأول من مارس؛ إذ إن الأوضاع الاقتصادية والسياسية واستبعاد المرشحين كلها عوامل جعلت أكثرية الشارع الإيراني يحسم رأيه بعدم المشاركة في هذه الانتخابات.
هذا السيناريو الأقوى جعل النظام، قلقًا للغاية، وكذلك منابره الإعلامية، التي انبرت منذ أسابيع في الحديث عن هذه الانتخابات وأهميتها، وأن "العدو يريد تثبيط الناس عن المشاركة فيها؛ لأنها ستكون بمثابة الاستفتاء على شعبية النظام".
وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة "عصر إيرانيان" كلام خامنئي حول الشروط اللازم توفرها في المرشحين، ومنها: "الالتزام" و"الثورية" وهي عناوين فضفاضة؛ حيث تعني أن يكون الشخص ملتزمًا بأيديولوجية النظام و"ثوريًا"، وكما هو واضح لا يمكن أن تُقاس هذه المفاهيم بالحساب أو بالإحصاء والأرقام، وإنما تخضع فقط لتقييم مؤسسة مجلس "صيانة الدستور"، الذي يشرف عليه المرشد علي خامنئي، ويتكفل بدراسة ملفات جميع المرشحين للانتخابات البرلمانية والرئاسية والبلدية ومجلس خبراء القيادة؛ ما يعني بالمحصلة أن كل من يريد تولي منصب عبر الانتخابات لا بد أن ينال رضا المرشد مباشرة.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": فقدان الأمل بين الإيرانيين وراء عدم المشاركة في الانتخابات وزيادة الهجرة والإدمان والانتحار
قال المتحدث باسم الحكومة السابقة، علي ربيعي، في مقاله بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية، إن الأمل هو العامل الرئيس في الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي، الذي تعيشه إيران؛ إذ إنه المحدد الأول في كل سلوك نراه اليوم بين الإيرانيين.
وأشار الكاتب إلى الانتخابات، وقال إن فقدان الأمل في أن تخلق هذه الانتخابات تغييرًا لصالحهم، هو الذي جعلهم لا يرغبون بالمشاركة فيها.
كما لفت إلى ظاهرة الهجرة المتزايدة، وقال إن فقدان الأمل في مستقبل جيد وتحسن الظروف الاقتصادية هو أيضًا من العوامل الرئيسة التي تحدد مصير الشخص الذي يقرر الهجرة من البلد وتركه للأبد.
وتناول الكاتب ظواهر اجتماعية أخرى، كالإدمان والانتحار والطلاق وعدم إنجاب الأطفال، وقال: إن الأمل أيضًا يلعب هنا الدور المحوري في تحديد سلوك الأفراد وقراراتهم في هذه القضايا المصيرية.
"اسكناس": صواريخ باليستية إيرانية لروسيا تثير غضب الولايات المتحدة الأميركية
اشارت صحيفة "اسكناس" إلى التقارير الإعلامية، التي تتحدث عن بيع إيران صواريخ باليستية إلى روسيا، والتي تسخدمها موسكو في عدوانها المستمر على أوكرانيا، ولفتت الصحيفة إلى موقف الولايات المتحدة الأميركية، وأوضحت أن واشنطن غاضبة جدًا من هذه التقارير.
وذكرت الصحيفة أن أميركا قد أكدت أنه في حال ثبت صحة هذه التقارير، فإن طهران "ستواجه موقفًا دوليًا سريعًا وحاسمًا".
ونقلت الصحيفة تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، حيث قال إن بلاده ستناقش هذا الموضوع في مجلس الأمن، وستفرض عقوبات جديدة على طهران، كما ستناقش مع حلفائها الأوروبيين وغير الأوروبيين جنيع الخيارات الأخرى للرد على إيران.
"جهان صنعت": تعزيز التحالف بين إيران وروسيا ودعم متبادل للبلدين
كانت صحيفة "جهان صنعت" متفائلة تجاه التعاون العسكري بين إيران وروسيا، وقالت إن البلدين يقدمان الدعم لبعضهما البعض في قضايا مختلفة؛ ما جعل تحالفهما يصبح أكثر قوة من السابق في ظل الملفات الشائكة التي تواجهها طهران وموسكو.
وأشارت الصحيفة إلى الدعم العسكري السخي الذي تقدمه إيران وكوريا الشمالية إلى روسيا، ورأت أنه لولا هذا الدعم العسكري ما استطاعت روسيا ربما تحقيق الإنجازات العسكرية في أوكرانيا، لاسيما في المناطق الشرقية منها.
كما استبعدت الصحيفة تغير العلاقة بين إيران وروسيا، مادام الرئيس فلاديمير بوتين يمسك بزمام السلطة في موسكو.
وأوضحت الصحيفة أن العلاقة الوطيدة بين البلدين جعلت إيران في حالة من الارتياح تجاه قضية الإجماع الدولي ضدها؛ حيث إن وجود روسيا في مجلس الأمن الدولي يجعل احتمالية تشكيل اجماع ضد طهران مستبعدة جدًا في المنظور القريب.
ولفتت الصحيفة، أيضًا، إلى بيان لمجلس الأمن قبل أسابيع ضد الحوثيين بعد تعديله، وحذف اسم إيران منه؛ حيث اشترطت روسيا حذف اسم إيران من البيان الذي كان يعتبر طهران داعمة لجماعة الحوثيين، موضحة أن مثل هذه المواقف الروسية تجعل إيران في مأمن سياسي من الضغوط الدولية، حسب قراءة الصحيفة.