بعد تصريحات وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف التي انتقد فيها ضمنيا اعتماد السلطة الحالية في إيران على الجانب العسكري، وإهمال الوضع الاقتصادي والمعيشي في الداخل، قامت الصحف ووسائل إعلام مقربة من السلطة بمهاجمة ظريف ومحاولة تخوينه.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، كتبت في عددها الصادر، اليوم الخميس 22 فبراير (شباط): لماذا تسمحون بفاقدي البصيرة أن يتكلموا ويفتحوا أفواههم؟ لقد دمروا البلد لمدة 8 سنوات".
واتهمت الصحيفة ظريف وحكومة الرئيس السابق حسن روحاني بخلق الأزمات والمشكلات الاقتصادية من أجل "دفع الناس إلى الانتفاضة ضد النظام"، كما اتهمتهم بأنهم عملوا لصالح أميركا "المجرمة".
ويبدو أن تصريحات ظريف ودفاعه عن صواريخ الحرس الثوري لم تشفع له عند الصحيفة وتيارها الحاكم الذي يطالب أتباعه بالطاعة العمياء وعدم انتقاد أي قول أو فعل يصدر من صناع القرار في طهران.
في شأن آخر نقلت صحف مقربة من النظام تصريحات رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، الذي قال فيها إن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائل غروسي مستعد للقيام بزيارة إلى طهران.
تصريحات المسؤول الإيراني تأتي وسط ارتفاع حدة تصريحات غروسي، وتأكيده المتكرر على عدم تعاون إيران مع الوكالة، وغياب الشفافية في برنامجها النووي، وذلك على خلفية تصريحات أدلى بها رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية السابق علي أكبر صالحي، حيث قال إن طهران تملك كافة الأجزاء لصنع قنبلة نووية.
في شأن داخلي آخر انتقدت بعض الصحف مثل "هم ميهن" و"اعتماد" قرار ما يسمى بالمجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني في إيران منع وتجريم استخدام المواطنين لبرامج رفع الحجب للوصول إلى المواقع والتطبيقات المحظورة من قبل النظام.
صحيفة "هم ميهن" تساءلت: إن ملايين الإيرانيين يستخدمون هذه البرامج بشكل يومي فهل يعتبرون مجرمين وفق القرار الجديد الصادر على المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني؟!
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"أرمان ملي": تساؤلات ملحة عن سبب رفض ترشح الرئيس الإيراني السابق
انتقدت بعض الصحف مثل "أرمان ملي" رفض مجلس صيانة الدستور تأييد صلاحية الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني من الترشح لانتخابات مجلس خبراء القيادة، دون أن توضح سببا مقنعا لهذا القرار الذي حرم رئيس الجمهورية السابق من حقه في التمثيل والعمل السياسي.
الصحيفة أشارت إلى سجل سياسي حافل بالمناصب المهمة للرئيس السابق، مثل أمانة مجلس الأمن القومي، ورئاسة الجمهورية 8 سنوات، والعضوية في مجلس خبراء القيادة بدورته الحالية، وعضوية مجلس تشخيص مصلحة النظام، وبالتالي فإن رفض تزكيته من قبل مجلس صيانة الدستور يثير تساؤلات ملحة عن سبب هذا الاستبعاد وخلفياته الحقيقية.
كانت وسائل إعلام مقربة من الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، قد ذكرت، اليوم الخميس، أنه بعث برسالة ثالثة إلى مجلس صيانة الدستور يطالبه فيها بإيضاح أسباب رفض ترشحه لانتخابات مجلس "خبراء القيادة"، بعد أن ظلت رسالتان سابقتان له دون رد أو تعليق من المجلس.
"أرمان أمروز": تصعيد محتمل بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية
قالت صحيفة "أرمان أمروز" إن إيران رفضت مقترح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائل غروسي لزيارة طهران من أجل إجراء محادثات مع المسؤولين حول البرنامج النووي، وهو ما رأته الصحيفة بادرة تصعيد مع الوكالة الدولية.
الصحيفة في تقريرها الذي عنونته بـ"المواجهة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة.. اجتماع مجلس محافظي الوكالة قريب"، قالت إن غروسي زاد من تصريحاته الأخيرة حول عدم شفافية إيران في برنامجها النووي، وتزامن ذلك مع رفض طهران تنظيم زيارة لغروسي إلى طهران الشهر المقبل، حسبما صرح به رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، حيث قال إنه وبسبب زحمة الأعمال لا يمكن إجراء زيارة غروسي الشهر المقبل.
المحلل السياسي علي بيكدلي قال للصحيفة إن اجتماع مجلس محافظي الوكالة سيكون في مطلع مارس (آذار) المقبل، وفي حال استمرت طهران بنهجها الحالي فإنها لن تستطيع إقناع الوكالة الدولية، ومن المحتمل أن يصدر مجلس محافظي الوكالة قرارا تأديبيا ضد إيران، وهو ما يجعل الأمور تصبح أكثر تعقيدا وصعوبة بالنسبة لطهران.
وأوضح بيكدلي أن هذا القرار سينتهي به المطاف إلى مجلس الأمن الدولي، وإذا حدث ذلك وذهب ملف إيران تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة فإنه يلزم جميع دول العالم عدم التعامل مع طهران، والالتزام بالعقوبات المفروضة عليها.
"ستاره صبح": سيادة الحلول العسكرية في سياسة إيران الخارجية مضرة بمصالح الأمن القومي
على صعيد العلاقات الخارجية لإيران وأزمتها الدولية قال الدبلوماسي السابق جلال ساداتيان في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" أن هيمنة الجانب العسكري والأمني على الجانب السياسي والدبلوماسي لطهران في علاقاتها الخارجية مضر بمصالح الأمن القومي للبلد.
وأوضح سادتيان بالقول إنه لا أحد ينكر أهمية الجانب العسكري للدولة، لكن الاعتماد كليا على هذا الجانب فقط سيكون مضرا ومخربا للبلد وواقعه السياسي والاقتصادي، حيث نلاحظ كثرة الهجرة، وترك الخبراء والمتخصصين للبلاد نتيجة انتشار اليأس الواسع بين المواطنين.
ولفت المسؤول الإيراني السابق إلى أن الوضع وصل إلى درجة من السوء بحيث تبادر الأسر بإرسال أطفالها القاصرين إلى خارج البلد من أجل إكمال التعليم المدرسي في الخارج، لأنهم لا يرون مستقبلا لأبنائهم في الداخل.
ولفت الكاتب إلى الأزمة الأخيرة مع باكستان، وقال: "كانت علاقات إيران مع باكستان جيدة، لكن فجأة وبسبب سيادة الحلول العسكرية توترت العلاقات ورأينا ما حدث من أزمة بين البلدين".
وأضاف سادتيان أن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى باكستان بعد أيام من الأزمة ولقائه بقائد الجيش الباكستاني كانت بمثابة اعتذار من طهران لإسلام آباد، وهو ما يعد نقطة ضعف في ميزان العلاقات بين دول الجوار، حسب قراءة الكاتب.