الأزمات الاقتصادية المتراكمة والانتخابات البرلمانية هما الموضوعان الرئيسيان في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 21 فبراير (شباط).
صحف إصلاحية أشارت إلى أن دعوات السلطة إلى المشاركة في الانتخابات تتجاهل الظروف الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون، والتي تشكل العامل الرئيسي في عزوفهم عن المشاركة في الانتخابات المرتقبة، اعتقادا منهم أن هذه الانتخابات مثلها مثل سابقتها لن تقدم أو تأخر شيئا في وضعهم الاقتصادي المتردي.
صحيفة "شرق" عقدت مقارنة بين وضع العمال في إيران والعمال في دول أخرى، وقالت إن وضع العامل الإيراني أسوأ من دول عديدة مثل العراق وتركيا والهند وأذربيجان، وغيرها من الدول التي لا تملك موارد وخيرات طبيعية كما هو الحال في إيران.
صحيفة "تجارت" نقلت تصريحات خبير اقتصادي حول سياسة الحكومة في فرض ضرائب جديدة، حيث قدمت الحكومة خطة لرفع الضرائب على المواطنين والقطاعات الاقتصادية الضعيفة، وأعفت القطاعات الاقتصادية الرئيسية التي تتبع المرشد على خامنئي.
وحذرت الصحيفة من مغبة هذه السياسة ودورها في توسيع دائرة الاستياء الشعبي بين المواطنين في إيران.
صحيفة "هم ميهن" انتقدت إلحاح الحكومة والمسؤولين إيران على الدعوة للمشاركة في الانتخابات واختيار ممثلين جدد في البرلمان الإيراني، وقالت إن هؤلاء النواب لم يمثلوا يوما الشعب الإيراني، وخلال مسيرة طويلة من الأحداث والمظاهرات والأزمات لم يكونوا صوتا للشعب كما يفترض.
أما صحف النظام مثل "سياست روز" فنقلت كلام المرشد علي خامنئي، الذي يكثر هذه الأيام من دعواته إلى المشاركة في الانتخابات بعد تزايد القلق من المقاطعة الشعبية المحتملة.
الصحيفة عنونت بكلام خامنئي، الذي يبدو غريبا بعض الشيء، وكتبت في عنوانها الرئيسي: "ليشارك في الانتخابات الجميع حتى من لا يقبلون بالنظام الحالي".
في شأن آخر أشارت صحيفة "جملة" إلى أزمة الدولار واضطرابه في الأيام والأسابيع الأخيرة، وقالت إنه وعلى الرغم من ادعاءات المسؤولين حول تخلص الاقتصاد الإيراني من قبضة الدولار، إلا أن الأيام والأسابيع الماضية كشفت خلاف ذلك، وأكدت أن سعر الدولار في إيران تابع للأحداث السياسية التي تعني طهران داخليا وخارجيا.
صحيفة "ستاره صبح" أشارت إلى استطلاع رأي نشر في مؤتمر داخلي بعنوان "السلامة النفسية والإعلام"، حيث كشف هذا الاستطلاع أن 80 في المائة من الإيرانيين يعانون من فقدان الثقة تجاه الآخرين، وبلغت نسبة فقدان الثقة تجاه المؤسسات الحكومية 60 في المائة، وتجاه الإعلام الحكومي كانت النسبة 70 في المائة.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"شرق": تردي وضع العمال في إيران سيجبرهم على الهجرة قريبا
سلطت صحيفة "شرق" الإصلاحية الضوء على الوضع الاقتصادي للعمال في إيران، وعقدت مقارنة مع حالة العمال في بعض دول الجوار التي تعاني أيضا أزمة اقتصادية مثل تركيا والعراق.
وقالت الصحيفة إن حالة العمال في هذه الدول، التي لديها اقتصاد شبيه بالاقتصاد الإيراني، أفضل من حالة العمال في إيران بشكل كبير، ففي العراق الحد الأدنى لأجور العمال يزيد الضعفين عن العمال الإيرانيين، وفي تركيا تكون الزيادة 4 أضعاف.
وأوضحت الصحيفة أن الحد الأدنى للأجور في إيران أسوأ من دول أخرى أيضا مثل الهند وأرمينيا وأذربيجان، وذلك وفقا للتصنيف العالمي للأجور.
وخلصت الصحيفة إلى أن الوضع المعيشي الصعب للعمال سيدفع الكثير منهم إلى الهجرة في المستقبل القريب، وهذه الهجرة لن تقتصر على الخبراء والمتخصصين وإنما ستشمل العمال العاديين أيضا.
"تجارت": الحكومة تستثني الشركات التابعة للمرشد من الضرائب
في شأن اقتصادي آخر هاجم الخبير الاقتصادي حسين راغفر قرار الحكومة لإقرار قانون الضرائب الجديد، مؤكدا أن هذا القرار سيؤدي إلى زيادة الفقر في المجتمع الإيراني بشكل خطير.
وأوضح راغفر أن القرار الجديد الذي تبنته الحكومة استثنى المؤسسات والشركات الخاضعة لإشراف المرشد علي خامنئي من دفع الضرائب، بينما أثقل كاهل الطبقة المتوسّطة والفقيرة بالضرائب ليزيد من فقر وتعاسة هاتين الطبقتين.
وقال الأستاذ الجامعي إن الطبقتين الفقيرة والمتوسطة تشكلان جزءا كبيرا من القوى العاملة في القطاع العام، داعيًا لمراعاة حالتهما الاجتماعية وعدم السماح للضرائب بالتأثير على ظروفهما المعيشية.
وأضاف راغفر قائلا: بينما يشكل القطاع الخاضع لإشراف المرشد جزءاً كبيراً من اقتصاد البلاد، ويدرُّ أرباحا هائلة، يتوجب على هذه المؤسسات والشركات دفع الضرائب مقابل نشاطها الاقتصادي، ولا يجوز توجيه الضريبة إلى فئة معينة من الفاعلين الاقتصاديين أو الشعب.
وختم راغفر بالتأكيد على أن المضي قدمًا في قانون الضرائب الجديد سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وارتفاع مستوى التضخم وزيادة تكاليف معيشة الناس، وتفاقم الظروف المعيشية للفئات المحرومة في المجتمع، وازدياد الاستياء العام وعدم الرضى في المجتمع.
"هم مهين": النواب لم يتكلموا بلسان الشعب طوال الاحتجاجات والغلاء والأزمات الأخرى
صحيفة "هم ميهن" هاجمت نواب البرلمان الإيراني قبيل أيام من انعقاد دورة جديدة من انتخاب نواب جدد، وقالت إن النواب الذي يفترض أنهم ممثلون للشعب لم ينبسوا ببنت شفه خلال 6 أشهر التي شهدت الاحتجاجات في إيران، وفقد مواطنون أرواحهم فيها.
وأضافت الصحيفة: خلال هذه الفترة أيضا ارتفعت الأسعار 6 مرات، والتضخم في هذه الدورة البرلمانية هو الأعلى في تاريخ البرلمان منذ بداية الثورة، ووقع زلزال شمال غربي إيران، وحدثت حروب في المنطقة وفي أوروبا، وكان لدينا توتر عسكري مع دول الجوار، وحدث جفاف، وانقطاع متكرر للكهرباء والغاز والإنترنت، وقضايا فساد واختلاس كبيرة، وكل هذه الأحداث لم تجعل هؤلاء النواب – أو الأكثرية الساحقة - يتحدثون بلسان الشعب، مؤكدة أن هذه الأحداث كفيلة بإسقاط الأنظمة في الدول الأخرى.