احتلت الانتخابات الأميركية المقبلة، وآثارها على إيران والمنطقة، ومقتل أبرز معارضي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في السجن، والآثار السيئة للعقوبات الأميركية على الاقتصاد الإيراني على المدى البعيد، العناوين الرئيسة لتغطية الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم السبت.
تناولت صحيفة "يادكار امروز" الاقتصادية الانتخابات الأميركية والسيناريوهات المحتملة، وقالت إن معظم هذه السيناريوهات ستؤدي إلى وضع غير مريح بالنسبة لإيران، مؤكدة في الوقت نفسه أن عودة الجمهوريين ستخلق ضغوطًا كبيرة على طهران.
وقالت الصحيفة إنه وبالنظر إلى تجربة إيران لكلا الحزبين، فيجب أن تستعد جيدًا لكل السيناريوهات، وأن تتخذ خطوات منذ الآن لتقليل آثار الضغوط المحتملة في المستقبل.
على صعيد آخر غطت الصحف الإصلاحية الصادرة، اليوم السبت، على نطاق واسع، وفاة المعارض الأبرز لحكم بوتين في روسيا، أليكسي نافالي، أمس، في سجنه؛ حيث كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 19 عامًا بتهمة "التطرف".
وتجاهلت الصحف المقربة من النظام، بحكم علاقاته الوطيدة مع روسيا، هذا الخبر، الذي احتل أمس صدارة العناوين الإخبارية في العالم.
وأشارت صحيفة "تجارت" إلى الاتهامات الموجهة لبوتين بالتخلص من أكبر معارض له بطريقة غير أخلاقية.
وتناولت صحف أخرى تصريحات وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، التي انتقد فيها سوء إدارة السلطة الحالية لعلاقاتها الخارجية، مؤكدًا أنه لا يوجد لدى الحكومة الحالية فهم سليم لماهية العلاقات الدولية.
كما أشارت صحف أخرى، مثل "آرمان ملي"، إلى جزء آخر من تصريحات ظريف حول هجرة النخب والمتخصصين من إيران؛ حيث قال وزير خارجية إيران السابق: إن من بين 10 طلاب من مريديه، يطلب 5 منهم منه رسائل تزكية من اجل الهجرة ومغادرة البلاد.
وانتقد ظريف تعامل السلطة مع جموع المهاجرين من إيران؛ حيث تنظر إليهم باعتبارهم "أعداء وخصوم"، في الوقت الذي ينبغي أن يُعتبر هؤلاء المهاجرون سفراء لإيران في الدول الأخرى، حسب تعبير ظريف.
وعلى الصعيد الاقتصادي، لفتت صحيفة "اعتماد"، إلى إهمال الناس للوضع الصحي لهم؛ بسبب سوء الوضع المعيشي، وارتفاع التضخم، وقالت إن ما لا يقل عن 40 بالمائة من الإيرانيين تركوا مراجعة أطباء الأسنان خلال العام الماضي بسبب عدم قدرتهم على تسديد التكاليف.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": الوضع القائم في إيران يصب في صالح الداعين إلى إسقاط النظام
قال المحلل السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد"، أن الحكومة الحالية وصلت لدرجة من اليأس دفعها إلى اعتماد التهديد وإصدار الفتوى ضد من لا يعتزمون المشاركة في الانتخابات القادمة.
واعتبر الكاتب أن هذا النهج سيضر بالحكومة والنظام بشكل عام، وكتب قائلاً:" "لو كانت الحكومة تعرف مصلحتها جيدًا، ما لجأت إلى التهديدات وإصدار الفتاوى عبر التليفزيون الرسمي، واعتبار أن عدم المشاركة في الانتخابات معصية كبيرة".
وأضاف، أن الحكومة تخطئ عندما تظن أن هذا النهج سيكون في صالحها، بل إن هذا الواقع والسياسات التي تعتمدها ستكون في صالح الداعين إلى إسقاط النظام، ولن تنفع الإصلاحيين أو الحكومة كذلك.
كما انتقد عبدي، في مقابلته، دعوة 110 ناشطين إصلاحيين إلى المشاركة في الانتخابات، وقال إن هذا البيان سيعطي انطباعات خاطئة لمجلس صيانة الدستور مفادها أنه مهما فعل من إقصاءات واستبعاد للمرشحين، فإن هناك من يلبون أوامره ويشاركون في الانتخابات.
"يادكار امروز": الانتخابات الأميركية ستؤثر على إيران والمنطقة
تطرقت صحيفة "يادكار امروز" إلى الانتخابات الأميركية نهاية هذا العام، وانعكاساتها على إيران والمنطقة، وقالت إنه من المستبعد أن يفوز الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، في الانتخابات المقبلة؛ بسبب سياساته الداخلية والخارجية، وشيخوخته التي أثرت على ظهوره الإعلامي.
وأضافت الصحيفة: لكن في حال فاز الرئيس الحالي، فإننا سنشهد استمرار الوضع الحالي، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي؛ حيث سنشهد سياسة العصاء والجزرة في التعامل مع إيران؛ إذ تقوم واشنطن أحيانًا بالحديث عن المفاوضات، وتلجأ أحيانًا أخرى إلى وضع قيود على طهران ونشاطاتها الاقتصادية والسياسية داخليًا وخارجيًا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال فاز الرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات البيت الأبيض، فإننا سشنهد مرة أخرى عودة الضغوط القصوى على إيران وزيادة الدعم إلى إسرائيل، حسب قراءة الصحيفة.
وقالت الصحيفة: إن فرضية فوز مندوبة الولايات المتحدة الأميركية السابقة في الأمم المتحدة، نيكي هلي، تبقى قائمة في هذه الانتخابات، مضيفة أنه إذا تحقق هذا السيناريو، فإننا أيضًا سنشهد عودة الضغط على إيران، والعمل على خلق المشاكل بين طهران والدول الخليجية وزيادة التوترات في المنطقة.
"ستاره صبح": العقوبات أكثر ضررًا على إيران من الحرب
قال مدير تحرير صحيفة "ستاره صبح"، علي صالح آبادي، إن إيران وبسبب موقعها الجغرافي والجيوسياسي، تعتبر دولة مهمة للغاية على صعيد العالم والمنطقة، لكن بسبب سوء الإدارة والفشل وإضاعة الفرص واستمرار العقوبات والعزلة الدولية والاستياء الشعبي في الداخل، لم تستفد من الميزات الإيجابية التي تتمتع بها.
وتساءل الكاتب عن الآليات والطرق التي يمكن لإيران استخدامها للخروج من أزمة العقوبات دون الوقوع في أزمة الحرب والصراع المباشر، وقال إنه ذكر قبل عامين أن العقوبات على إيران خلال 3 أعوام قد حمّلت البلد خسائر تقدر بـ 500 مليار دولار، وأن هذه العقوبات لم تقل حتى الآن، بل زاد حجمها وتنوعت أشكالها.
ورأى صالح آبادي أن العقوبات أكثر ضررًا من الحرب على إيران؛ لأنها تضع البلد تحت الضغط والخسائر دون أن تكلف الطرف الآخر (الولايات المتحدة) أية تكلفة، مقارنة مع تكلفة الحرب.
وأضاف الكاتب أن للعقوبات آثارًا بعيدة المدة، وهي كالنمل في البناء حيث ستأتي حتمًا على أساس هذا المبنى وتهدمه، وتحمل صاحبه خسائر في الأرواح والأموال.
واختتم الكاتب بالقول: إن على الشعب الإيراني أن يستعد لفترة قادمة من العقوبات، كما عليه في الوقت نفسه تحمل زيادة التضخم والغلاء والبطالة وكساد الإنتاج.