بعد مرور أكثر من 4 أشهر على الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، لا تتوقف إيران وآلتها الإعلامية عن إطلاق الشعارات والتهديدات الكلامية ضد إسرائيل وأميركا.
فبعد أن كان المسؤولون في إيران يتحدثون عن "ساعات قادمة" و"أيام صعبة" على إسرائيل إذا لم تتوقف عن الحرب، نرى تجاهلا إسرائيليا لهذه التهديدات الكلامية، والاستمرار في حربها المدمرة على القطاع المحاصر.
لكن الصحف الموالية للنظام لا تفوت يوما للحديث عن "القدرات الصاروخية" لإيران وقوة "محورة المقاومة".
صحيفة "خراسان" نشرت، اليوم الأربعاء 14 فبراير (شباط)، صورة لصاروخ أعلن الحرس الثوري إطلاقه من البحر، زاعما أن مسافته تصل إلى 1700 كيلومتر، متوعدة إسرائيل والولايات المتحدة بالرد إذا ما تم استهداف مصالح إيران.
أما صحيفة "سياست روز" المقربة من الحكومة كتبت في مانشيتها: "سنضرب".. ناشرة صورة لأحد صواريخ الحرس الثوري.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، نقلت تصريحات الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله الذي كان يتوعد إسرائيل منذ البداية بالحرب والدمار إذا ما بادرت بالهجوم البري على غزة.
لكن اليوم وبعد أشهر من دخول إسرائيل إلى القطاع يستمر زعيم الحزب الموالي لإيران في لبنان بالوعيد والتهديد الكلامي، قائلا هذه المرة إنه سيهجر مليوني إسرائيلي من الحدود الشمالية لإسرائيل.
في شأن آخر تطرقت بعض الصحف مثل "توسعه إيراني" إلى اختراق موقع البرلمان الإيراني، أمس الثلاثاء، وتعطيل مئات الخوادم التابعة للأنظمة الإلكترونية للمؤسسة التشريعية الإيرانية، وذلك قبيل أيام من الانتخابات البرلمانية المثيرة للجدل.
الصحيفة أشارت إلى هذه الحادثة، وقالت إنه يجب أن نركز في البحث عن جذور هذه الحادثة على العوامل الداخلية وليس البحث عن المندسين من الخارج.
وأوضحت "توسعه إيراني" أن حربا خفية تدور بين المتنافسين على الانتخابات البرلمانية القادمة، وقد تكون هذه الحادثة هي نتيجة لهذه المعارك الحزبية بين الفرقاء السياسيين في داخل البلد.
وأعلنت مجموعة قرصنة "انتفاضة حتى إسقاط النظام" مسؤوليتها عن الاختراق. وقالت إنها قامت عبر هذا الاختراق بتعطيل أكثر من 600 خادم للبرلمان الإيراني.
ونشرت مجموعة القرصنة "انتفاضة حتى إسقاط النظام" وثائق تظهر تسهيلات النظام الإيراني للتجار والعاملين في الاحتيال على العقوبات، كالسماح بتغيير هوياتهم أو التلاعب بإيصالات الشراء والجمارك بالإضافة إلى التسهيلات المالية.
في شأن آخر اهتمت بعض الصحف بالانتخابات البرلمانية والجدل القائم حول نسبة المشاركة في ظل التخبط الحاصل بين الإصلاحيين الذين يدعون إلى المقاطعة، وبين الإصلاحيين الذين يفضلون المشاركة في هذه الانتخابات على الرغم من إقصاء معظم مرشحيهم من قبل السلطة.
صحيفة "كيهان" هددت هؤلاء الإصلاحيين الداعين إلى المقاطعة، وقالت إنه في حال امتنعوا عن المشاركة فيجب عليهم أن يقطعوا الأمل بأن تعاطى لهم الفرصة لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": لا خطر من مواجهة مباشرة بين إيران وأميركا لأن هناك اتفاقا "غير مكتوب" بين البلدين
أجرت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية مقابلة مع الخبير في العلاقات الدولية، علم صالح، والأستاذ في جامعة أستراليا الوطنية قال فيها إنه لا خطر من اندلاع حرب مباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية رغم التهديدات والتصريحات لأن هناك اتفاقا "غير مكتوب" قائم ببين البلدين، حسب قوله.
وأكد صالح على أن هناك مفاوضات تجري حاليا بين إيران وأميركا في قطر، وإن هذه المفاوضات أدت إلى التوصل لاتفاق وتفاهمات بين الجانبين، وبالتالي فإنه لا خطر من مواجهة عسكرية بينهما.
"تجارت": السياسة الخارجية الإيرانية فاشلة في الإقناع وتعتمد على مبدأ الشعارات
قال المختص في الشؤون الاقتصادية، رضا نصري، لصحيفة "تجارت" إن السلطة الإيرانية فقدت قوتها على الإقناع سواء في الداخل الإيراني أو على الصعيدين الدولي والإقليمي، مؤكدا أن السياسة الخارجية لإيران لم تستطع حتى أن تقنع "حلفاء إيران الإقليميين" أو الرأي العام في دول الجوار، حسب تعبيره.
وأضاف نصري أن السياسة الخارجية لإيران باتت تقوم على مبدأ الشعارات، وأنها تقتصر الأمن في المقولة العسكرية فقط، معتقدا أن التكاليف التي تعطيها إيران في سبيل سياساتها الخارجية لا تتناسب مع المكاسب.
كما لفت إلى موقع إيران اقتصاديا، وقال إن البلد ليست في مكانة جيدة من الناحية الاقتصادية إذا ما قارنها مع دول المنطقة ناهيك عن دول العالم، مضيفا أن الحكومة لن تستطيع تحسين الوضع الاقتصادي من خلال التلاعب بأرقام وتقديم إحصاءات غير دقيقة.
"اعتماد": تراكم المشكلات في إيران.. والعقود القادمة ستكون صعبة
قال الخبير في الشؤون الاجتماعية، محمد فاضلي، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإيرانية إن العقدين أو الثلاثة المقبلة ستكون صعبة على إيران بسبب تراكم المشكلات والأزمات.
وأشار إلى أن حجم تراكم القضايا التي لم تحل كبير لدرجة أنه لا توجد أفق واضحة في السياسة والاقتصاد خلال العقد أو العقدين القادمين.
ووصف إيران بأنها "مجتمع القضايا التي لم تحل"، مضيفا: يجب أن نقول بمرارة إننا خلال العقدين أو الثلاثة القادمة لدينا كم هائل من المشكلات، وأن هذه المشكلات ستساهم في خلق أوضاع غير سارة للبلاد.