بعد أسابيع من دعوات النظام للإيرانيين إلى المشاركة في مسيراته بمناسبة ذكرى ثورة عام 1979، شهدت بعض المدن الإيرانية أمس الأحد مسيرات رفعت فيها أعلام النظام وصور مسؤوليه.
الصحف الصادرة اليوم، الاثنين 12 فبراير (شباط)، لا سيما المقربة من صناع القرار في إيران احتفلت على نطاق واسع بهذه المسيرات "المليونية"، مدعية أنها دليل على شعبية النظام ومشروعيته بين الإيرانيين بعد مرور 45 عاما من عمر "الجمهورية الإسلامية".
صحيفة "همشري"، المقربة من الحكومة، زعمت أن 25 مليون إيراني شاركوا في مسيرات أمس، وهو ما تكذبه الصور المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تظهر المقاطع أن التجمعات كانت متواضعة للغاية، على الرغم من إغراءات السلطات للمشاركين، عبر تقديم الوجبات الغذائية والمالية للموظفين والعاملين في القطاعات الحكومية.
الصحيفة قالت إن هذه النسبة من المشاركين في المسيرات الداعمة للنظام ستحضر أيضا في الانتخابات القادمة، وبالتالي لا خطر يهدد الانتخابات التي قال المعارضون للنظام إنها ستشهد أقل نسبة مشاركة بسبب مقاطعة المواطنين لها، كما حدث في الانتخابات الماضية التي سجلت أدنى نسبة مشاركة منذ بداية عمر النظام.
في سياق متصل سخرت صحف إصلاحية مثل "هم ميهن" و"سازندكي" من ترديد الحكومة ومسؤوليها للشعارات المكررة عن الإنجازات الاقتصادية في حكومة رئيسي الحالية، مؤكدة أن الحكومة تلجأ إلى هذه الشعارات دائما لإخفاء فشلها في القضايا الكبرى التي تعني الإيرانيين.
وادعى رئيسي يوم أمس في كلمته أمام تجمع لأنصار النظام في طهران أن "قطار التقدم سيزداد سرعة" وأن "إيران أكثر بلد مستقل في العالم"، وهي تصريحات حظيت بسخرية كبيرة بين الإيرانيين في وسائل التواصل الاجتماعي.
صحيفة "سازندكي" قالت إن سجل الحكومات الإيرانية مليء بالفشل والانتكاسات لكنها تدعي التقدم والإنجاز، وإنه خلافا لدول الجوار التي باتت تحقق التقدم والتنمية الحقيقة، فإن المسؤولين في إيران لا يؤمنون أساسا بفكرة التنمية ومتطلباتها، ويكتفون بالشعارات والسياسات المسرحية والشعبوية.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"ستاره صبح": بعد 45 عاما من عمر الثورة.. حفر عميقة من الفقر في إيران
أشارت صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية إلى الشعارات التي يرددها النظام الإيراني مثل شعار "القضاء على إسرائيل"، وقالت إن السلطة تعيش في تخبط تجاه هذا الموضوع وغيره من الموضوعات، فقبل أشهر فقط قبلت إيران في البيان المشترك للجمعية العامة للأمم المتحدة فكرة حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الشعارات يبدو أنها باتت تردد فقط في المسيرات والتجمعات التي ينظمها النظام بمناسباته الخاصة، كما شهدنا ذلك في مسيرات أمس الأحد.
ودعا مدير تحرير الصحيفة في مقاله الافتتاحي إلى ترك هذه الشعارات التقليدية، وقال: "بدل هذه الشعارات غيروا سياساتكم الخارجية وأنهوا التوتر مع الولايات المتحدة. أنهوا لعبة الفأر والقط".
وعن الأزمة الاقتصادية قالت الصحيفة إن ما تحقق طوال 45 سنة ما هو سوى "حفر عميقة للفقر"، وإن المسؤولين يصرون على إخفاء هذه الحقائق عبر شعاراتهم المتكررة حول الإنجازات والتقدم.
"هم ميهن": تصريحات رئيسي عن الإنجازات شعارات "خيالية"
صحيفة "هم ميهن" هي الأخرى عرجت على تصريحات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس أمام أنصار النظام المشاركين في تجمعات الاحتفال بذكرى الثورة، وقالت تعليقا على هذه التصريحات: "في العادة نسمع شعارات وكلاما خطابيا في مثل هذه الأيام، لكن الرئيس الإيراني هذه المرة ردد شعارات "خيالية" و"غير صحيحة للغاية".
ولفتت الصحيفة إلى ما قام به الرئيس الإيراني من مقارنة الوضع الراهن مع النظام السابق قبل 45 عاما، وقالت إن "مقارنة وضع فعلي مع حالة قبل 45 عاما لا يصح منطقيا، فالمفروض أن تتم المقارنة مع دول الجوار في وقتنا الحالي، فأين وصلوا هم وأين بقينا نحن؟".
وذكرت الصحيفة أن اقتصادات الدول المجاورة لإيران تضاعفت من 10 إلى 20 مرة أكثر من الاقتصاد الإيراني، واستشهدت بفشل تأهل المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم إلى نهائي آسيا، حيث لم يستطع أن يتأهل ولا مرة واحدة خلال 45 عاما، في حين تأهل في عهد النظام السابق 3 مرات إلى نهائي البطولة.
"توسعه إيراني": زيادة حالات الانتحار في صفوف الجنود والعسكريين الإيرانيين
سلطت صحيفة "توسعه إيراني" الضوء على ظاهرة انتحار الجنود أو مبادرتهم بقتل زملائهم في المعسكرات، وقالت إن زيادة حالات الانتحار والقتل بين الجنود في المعسكرات تدعو إلى ضرورة إعادة النظر في ظروف عملهم والضغوط التي يتعرضون لها.
الصحيفة أشارت إلى وقوع 3 حالات قتل وانتحار بين الجنود في المعسكرات في أقل من شهر، لافتة إلى انتشار هشتاغات في وسائل التواصل الاجتماعي تتناول أزمة الخدمة العسكرية في إيران مثل: "تحدث عن خدمتك العسكرية"، "لا للخدمة العسكرية الإجبارية".
الصحيفة نقلت كلام الخبير النفسي محمد غراوندنيا حول زيادة حالات الانتحار بين الجنود في المعسكرات الإيرانية، حيث قال إن هذه الحالات هي نتيجة لزيادة التوتر والاكتئاب والإهانة التي يتعرض لها هؤلاء الجنود.
وقال غراوندنيا إنه لكي تتم معالجة هذه الأزمة الصاعدة ينبغي أولا تعليم القادة في المعسكرات كيفية السلوك الصحيح والتعامل السليم مع الجنود، معتقدا أن جذور الأزمة تنبع من طبيعة التعامل والإهانات والتحقير الذي يمارس على هؤلاء الجنود في معسكراتهم.