احتفت الصحف المقربة من النظام والحكومة بتصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي يوم أمس حول "النخب والخواص" والمهمة التي يتحملونها في إيران في هذه المرحلة، مدعيا أن مهمة "الخواص" ثقيلة اليوم، وأن "العدو" قد أعد لهم خطة خاصة.
خامنئي دعا هؤلاء الخواص إلى أن يلعبوا دورا في حث الناس على المشاركة في الانتخابات القادمة، موضحا أنه كلما ارتفعت نسبة المشاركة قويت أعمدة النظام.
خامنئي تجاهل في خطابه الاستبعاد الواسع للتيار الإصلاحي من العملية الانتخابية بعد رفض معظم مرشحيه، بمن فيهم الشخصيات البارزة والمعروفة في المشهد السياسي أمثال الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، وأكد في المقابل على أهمية دور "الخواص" في "تسخين" الانتخابات.
الصحف الإصلاحية طعنت بكلام خامنئي لكن دون تصريح، عبر الإشارة إلى الإقصاء والتهميش الذي يتعرض له "الخواص" محاولة تقديم تعريف شامل وواضح عمن هم هؤلاء الخواص.
صحيفة "آرمان ملي" نقلت عن الخبير السياسي صالحي أميري الذي قال إن السلطة السياسية الحاكمة هي السبب في ابتعاد "الخواص" عن دورهم الحقيقي في المجتمع، وهو ما دفع الكثير منهم إلى اختيار الهجرة كطريق للتعامل مع الوضع الراهن في إيران.
صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، حاولت إعطاء تعريف جديد لمفهوم كلمة "الخواص"، وذلك بسبب أن أكثر النخب والخواص اليوم باتت في موقف منتقد ومعارض للسلطة السياسية في إيران، لا سيما بعد أحداث مهسا أميني عام 2022.
الصحيفة زعمت أن "الخواص" قد يكونون مواطنين عاديين حتى إذا لم تكن لديهم مكانة اجتماعية مرموقة أو تخصص أكاديمي بعينه، المهم في الخواص- حسب تعريف الصحيفة- هو أن تكون لديهم "قدرة تشخيص" واتخاذ المواقف التي تصب في صالح النظام والبلد.
صحف أخرى مثل "سازندكي" الإصلاحية أشارت إلى عدد من النخب المشهورين أمثال نجم كرة القدم علي دائي حيث يستمر النظام في ممارسة التضييق عليه، بسبب مواقفه الداعمة للاحتجاجات والمنتقدة للوضع السياسي في البلد.
الصحيفة ذكرت أن من يريد أن يكون ضمن الخواص في إيران فعليه تحمل طريق شائع ووعر بسبب ممارسات السلطة ضد هؤلاء الخواص، مؤكدة أن أي موقف يأخذه الخواص ويكون في صالح المواطن العادي فإنه يواجه بغضب السلطة وقهرها.
كما لفتت صحف أخرى إلى دعوات خامنئي إلى المشاركة في المظاهرات المؤيدة للنظام الأسبوع القادم، بمناسبة ذكرى انتصار الثورة في عام 1979، حيث أعرب مرشد إيران عن أمله في أن تشهد هذه المسيرات هذا العام حضورا شعبيا.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جهان صنعت": الاقتصاد الإيراني غير مستدام وآيل إلى الخراب
تطرقت صحيفة "جهان صنعت" إلى الوضع الاقتصادي المتدهور في إيران، وقالت إنه يمكن تلخيص حالة الاقتصاد الإيراني في عبارة واحدة وهي أنه "غير مستدام وآيل إلى الخراب"، مشيرة إلى زيادة نسب التضخم وتراجع نسبة النقد الأجنبي وارتفاع تكاليف الحكومة.
وأوضحت الصحيفة أن الاقتصاد الإيراني هو اقتصاد تابع لأوامر السلطة السياسية بشكل شديد، كما يفتقد للشفافية ومن الصعب التكهن في وضع السوق الإيراني، وهو ما جعل المستثمرين يهربون من هذا السوق ولا يستطيعون توقع الحالة المستقبلية له.
كما لفتت الصحيفة إلى تأثر هذا السوق بشكل كبير بالأحداث السياسية الخارجية، فحرب غزة مثلا لم تأثر على عملة الدول المجاورة لغزة وإسرائيل، لكن العملة الإيرانية سجلت تراجعا بنسبة 18 في المائة مقابل العملات الصعبة منذ اندلاع الأزمة في السابع من أكتوبر الماضي.
وختمت الصحيفة أن تطبيع العلاقات مع العالم هو الشرط الرئيسي للوصول إلى حالة اقتصادية، مستدامة لكنها استبعدت أن يتم هذا التطبيع بين إيران ودول العالم في ظل نظام الجمهورية الإسلامية.
دنياي اقتصاد: الإيرانيون يلجؤون للشراء بالتقسيط بعد تراجع قدرتهم الشرائية
أشارت صحيفة "دنياي اقتصاد" إلى آثار الأزمة الاقتصادية على الحياة المعيشية للإيرانيين هذه الأيام، وكتبت أنه وبعد عجز المواطنين عن شراء ما يحتاجونه بشكل نقدي لجأوا إلى الشراء بالتقسيط، ويشمل هذا النوع من الشراء كافة الأشياء بما فيها الخضروات والفواكه، إلى أن تصل إلى الأثاث المنزلي وما شابه.
الصحيفة لفتت إلى عمليات احتيال كبيرة يتعرض لها هؤلاء المواطنون المعسرون من قبل أصحاب المحال التجارية، حيث يتقدمون لشراء سلعة بربح يتم الاتفاق عليه أن 18 في المائة في البداية، لكن وعند الدفع تزيد هذه النسبة لتصل إلى 60 وأحيانا 80 في المائة.
وانتقدت الصحيفة تجاهل الحكومة لهذا الوضع، وأوضحت أن المشتري يجب عليه أن يدفع لمدة عامين مبلغ مليونين و700 ألف تومان شهريا إلى أن يسدد أرباح السلع التي اضطر لشرائها.
"توسعه إيراني": حضور ممثلة إباحية أميركية في طهران وازدواجية التيار الحاكم في إيران
سلطت صحيفة "توسعه إيراني" الضوء على زيارة الممثلة الإباحية الأميركية "ويتني رايت"، والمعروفة بانتقاداتها لإسرائيل، لإيران وحضورها أمام مقر السفارة الأميركية السابقة في طهران، وقالت إن السماح لهذه الممثلة بالدخول إلى إيران يكشف حجم الهشاشة في معتقدات التيار الحاكم في البلاد.
وقالت الصحيفة إن "ويتني رايت" غردت مجموعة من التغريدات المؤيدة للنظام الإيراني والمنتقدة للمعارضين، ونشرت صورا له بجانب بعض المسؤولين الإيرانيين، وهذا يكشف أن التيار الحاكم يتعامل بازدواجية مفضوحة، ويتناقض في سلوكه وأقواله.
وكتبت: "إذا تم إطلاق شعارات ضد أميركا فهذا يبرر كل شيء بالنسبة للتيار الحاكم حتى دعوة ممثل إباحية والسماح لها بالدخول إلى البلد".