يعتبر النظام الإيراني والمعارضة في إيران أن الانتخابات البرلمانية المقرر أن تُعقد الشهر المقبل هي انتخابات "مصيرية ومهمة"، خاصة فيما يتعلق بمشاركة المواطنين من عدمها.
النظام دعا بكل قوة الشارع وأنصاره إلى المشاركة في هذه الانتخابات وعدم مقاطعتها كما يدعو معارضوه الذين يرون أن الانتخابات الإيرانية باتت مفرغة من أي معنى، بعد أن تمت هندستها من خلال مجلس صيانة الدستور الذي أقصى كل من له انتقادات وآراء تعارض أصحاب السلطة والقرار.
المعارضون والمنتقدون للنظام يعتبرون عدم المشاركة في تلك الانتخابات بمثابة "استفتاء على مشروعية النظام"، حيث ستظهر المقاطعة الكبيرة لتلك الانتخابات أن النظام فاقد للشعبية والمشروعية في الشارع الإيراني.
الصحف الصادرة اليوم، الاثنين 5 فبراير (شباط)، عكست جانبا من هذا الجدل، حيث تصف صحف الإصلاحيين الانتخابات في إيران بأنها "غير تنافسية"، وأن المواطن قد سُلب حقه في الانتخاب الحقيقي، كما لفتت إلى أن صناديق الاقتراع ستكون فارغة من المصوتين.
صحيفة "همشهري"، المقربة من النظام، لفتت إلى الانتخابات في عهد النظام السابق، ورصدت أوصافا وخصائص لها تنطبق تماما على شكل الانتخابات الحالية.
الصحيفة قالت إن شاه إيران السابق كان لا يؤمن بالانتخابات والديمقراطية، وأن الأحزاب آنذاك كانت بلا صلاحية أو قدرة على التأثير، كما أن الإعلام كله كان بيد السلطة الحاكمة.
وقالت الصحيفة إن هذا الاستبداد والتهميش السياسي أدى إلى الثورة بعد أن ضجر الناس من الوضع، كما دفع بالعديد من المجموعات والتيارات إلى تبني الخيار المسلح الذي وصفته الصحيفة بـ"الانتفاضة الوطنية" التي أطاحت بحكم الشاه.
صحيفة "هم ميهن" نقلت كلام وزير الداخلية الإيراني الذي ادعى أن مؤشرات المشاركة الشعبية في الانتخابات القادمة ازدادت في استطلاعات الرأي التي أجريت في الشهرين الماضيين، دون أن يحدد مكان هذه الاستطلاعات أو نتائجها التفصيلية.
الصحيفة نقلت كلام الناشط السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، الذي قال إن الحكومة تمتنع عن نشر نتائج الاستطلاعات لأنها تجد النتائج غير مرضية لها ولا تريد أن تكشف عن الحقيقة، لكن، يضيف الكاتب، سواء أحب المسؤولون أم لم يحبوا فإن الحقيقة هي أن الشعب لن يشارك في هذه الانتخابات.
من الملفات الأخرى التي تناولتها بعض الصحف مثل صحيفة "سازندكي" هو حجم السيولة والتضخم المتزايد في إيران، ولفتت إلى تقرير نشره البنك المركزي الإيراني أشار فيه إلى نمو هذا الحجم بنسبة 32% تقريبًا في معدل السيولة في ديسمبر (كانون الثاني) من عام 2023، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وجاء ذلك عقب تصريحات المرشد الإيراني، علي خامنئي، حول ضرورة وقف نمو السيولة.
وقالت الصحيفة تعليقا على هذا التقرير إن مجمل الزيادة في حجم السيولة في عهد حكومة رئيسي الحالية ارتفع إلى 92 في المائة، وهي أحد الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع التضخم إلى 50 في المائة.
في شأن آخر قالت صحيفة "ستاره صبح" نقلا عن المحلل السياسي، عبدالرضا فرجي راد، إن الغرب والدول العربية باتت تعارض أعمال "محور المقاومة"، وإيران وحدها هي من يساند هذه المجموعات المسلحة، وبالتالي فإن طهران باتت في عزلة دولية نتيجة مواقفها هذه.
وأشار إلى العلاقة بين إيران وهذه الجماعات، وقال من الطبيعي أن تكتب جميع أعمال هذه المجموعات المسلحة باسم إيران، معتقدا أن هذه الجماعات المسلحة إذا صُنفت منظمات إرهابية فإن الشعب الإيراني هو الذي سيدفع الثمن.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"ستاره صبح": الانتخابات في إيران أصبحت شكلية ولا تأثير لها على مصير المواطنين
قال المحلل السياسي حسين علائي في مقال بصحيفة "ستاره صبح" إن السلطة السياسية الحاكمة في إيران أصبحت تهتم أكثر بظاهر الانتخابات وشكلها دون أن تعير أي اهتمام لمحتوى هذه الانتخابات وفحواها الحقيقية.
وأضاف الكاتب: لكن المواطنين لا يهتمون بهذه الانتخابات الشكلية، ويشعرون أن أي تصويت يقومون به أو شخص ينتخبونه سيكون النموذج الذي تريده السلطة، حيث حددت المرشحين سلفا، وبالتالي فإن هؤلاء المواطنين يشعرون بأن الانتخابات لا تأثير لها على مصيرهم.
وختم الكاتب بالقول إن الإيرانيين توصلوا إلى نتيجة مفادها أنه لا فرق بين مشاركتهم في الانتخابات من عدمها، لأنها ليس لها تأثير سلبي أو إيجابي على حياتهم ومصائرهم.
"توسعه إيراني": السلطة تعتمد التهديد والتخويف لدفع الناخبين إلى التصويت في الانتخابات المقبلة
أشارت صحيفة "توسعه إيراني" إلى أن السلطة السياسية الحاكمة في إيران قد تخلت عن أساليب التشجيع والإغراء من أجل حث الناس على المشاركة في الانتخابات، وأصبحت تلجأ إلى أساليب التهديد والتخويف.
وذكرت الصحيفة أنه وبعد أن أصبحت الشعارات غير مجدية لجأت السلطة إلى تحذير الناس وتخويفهم من مغبة عدم المشاركة في الانتخابات.
ولفتت "توسعه إيراني" إلى تصريحات بعض المسؤولين الذين جردوا المقاطعين للانتخابات من صفة "الإسلام"، وأنهم "أدوات بيد الأعداء"، كما لفتت إلى تصريحات بعض وسائل إعلام النظام مثل صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري، التي هددت المواطنين الإيرانيين بالتبعات الاقتصادية السيئة إذا لم يشاركوا في العملية الانتخابية المقبلة.
وقالت "جوان" في وقت سابق "إنه إذا انخفضت المشاركة في الانتخابات، علينا أن نتوقع اشتداد ضغوط العدو والصدمات الاقتصادية".
وطالبت الصحيفة المواطنين بالمشاركة في هذه الانتخابات إذا ما أرادوا "إنهاء أزمة العقوبات"، وكتبت: "إذا كان المواطنون يريدون إنهاء العقوبات الاقتصادية فيجب أن تكون مشاركتهم في الانتخابات كبيرة وملحوظة".
"جهان صنعت": مشكلات وأزمات متراكمة في إيران.. والنظام عاجز عن الحلول
قال المحلل السياسي، مجيد سليماني بروجني، في مقاله بصحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية إن التحديات والأزمات في إيران أصبحت متراكمة لدرجة أن النظام السياسي أصبح عاجزا عن حل هذه المشكلات والأزمات.
وأضاف الكاتب أن الحكومة أصبحت تعمل في دوامة من القرارات الخاطئة نتيجة غياب الخبراء والمتخصصين على خلفية الهجرة الكبيرة بين أهل التخصص والخبرة.
وقال سليماني بروجني: في السابق كنا نعاني من مشكلات مثل العقوبات، وملف الانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF)، والنظام المصرفي الفاسد، لكن البلاد اليوم باتت تواجه مشكلات أخرى، منها: أزمة شح المياه والتصحر والنفايات وحجب المواقع والتطبيقات وقضية الحجاب الإجباري، وهي أصبحت من المشكلات المستعصية على الحل في البلد، حسب ما جاء في الصحيفة.