قال بابك نكاهداري، رئيس مركز أبحاث البرلمان في إيران، إن كمية الأمطار انخفضت بمقدار 50 ملليمترًا خلال الخمسين عامًا الماضية، وأعلن أن 61.7% من تربة البلاد تتأثر بالجفاف.
وأشار رئيس مركز أبحاث البرلمان، في المؤتمر الدولي السابع لتغير المناخ، إلى أن تغير المناخ لا يقتصر على قطاع بعينه، ولكنه يشمل جميع القطاعات، مضيفًا: "إن العواقب الوخيمة لتغير المناخ تؤثر على قضايا مثل الأمن الغذائي والنظم البيئية وأمن الطاقة... إلخ".
وأضاف أن متوسط درجة الحرارة ارتفع بمقدار أربع درجات كل عقد خلال الخمسين عامًا الماضية، قائلًا: "التغيرات المناخية يمكن أن تلحق أضرارًا بنسبة 23 تريليون دولار في الاقتصاد بحلول عام 2050".
وتابع نكاهداري: نشهد في القطاع الصحي وفاة كبار السن بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ومن ناحية أخرى وبسبب قلة الأمطار قلصنا إنتاج الأرز والبطاطس والنباتات السكرية، ونحن نواجه العديد من القضايا العابرة للحدود مثل العواصف الترابية التي تأتي من بلدان أخرى.
ووصف هاشم أميني، الرئيس التنفيذي لشركة هندسة المياه والصرف الصحي الإيرانية، في وقت سابق من الشهر الماضي، الفترة الحالية بأنها السنة الرابعة على التوالي من الجفاف في البلاد، وقال إنه على الرغم من توقعات هيئة الأرصاد الجوية بشأن "هطول أمطار عادية وغير عادية"، فقد شهدنا انخفاض هطول الأمطار هذا الخريف.
وأضاف: إن موارد المياه المتجددة في البلاد كانت 130 مليار متر مكعب قبل نحو 10 سنوات، لكنها انخفضت هذا العام إلى نحو 100 مليار متر مكعب.
وبحسب قول أميني، فإنه مع انخفاض موارد المياه السطحية، سيزداد استخراج موارد المياه الجوفية، ومع تفاقم التوازن السلبي للطبقات الجوفية، سنشهد زيادة في الهبوط الأرضي في أماكن مختلفة.
وقال محمد رضا كاويانبور، رئيس معهد أبحاث المياه، اليوم، الإثنين، إنه "ليس من الصواب إخفاء ظاهرة سرقة الأمطار"، وأضاف أنه بسبب نقص الموارد المائية دخلت جميع الدول إلى هذا المجال، وتحاول استغلال هذه القدرة لحل مشكلة المياه.
وسبق أن رفض بعض المسؤولين في مجال المياه والبيئة الحديث عن "سرقة الأمطار".
وقال أحد وظيفه، رئيس المركز الوطني لإدارة أزمات المناخ والجفاف التابع لهيئة الأرصاد الجوية، في هذا الصدد، "سرقة الأمطار ليس أكثر من مجرد قصة، إنها شائعة تثير قلق الرأي العام أكثر".
وحذر، في فبراير من العام الماضي، من أن 90% من مساحة إيران تتأثر بالجفاف.
ووفقًا لقوله، فقد تراكم الجفاف في إيران، وخلال العقدين الأخيرين، كانت قلة الأمطار في بعض المحافظات أكثر من كمية الأمطار.
وقد تلقت "إيران إنترناشيونال" وثائق حول هبوط الأراضي في مناطق مختلفة من إيران، والتي تظهر أنه مع تزايد خطورة الهبوط، تتعمد إيران إخفاء المعلومات في هذا المجال عن الجمهور.
وكانت إحدى هذه الوثائق رسالة "سرية للغاية" من علي جاويدانه، رئيس منظمة رسم الخرائط في البلاد، إلى وزير الجهاد الزراعي، والتي تم إرسالها في 23 يناير الحالي، وتشير إلى هبوط 550 كيلو مترًا مربعًا من طهران والمناطق المحيطة بها.
وبحسب تصريحات السلطات الرسمية، فإن 49% من سكان البلاد؛ أي 39 مليون نسمة، معرضون لخطر الهبوط الأرضي.
وتشير إحصائيات عام 2016 إلى أن إجمالي عدد الوحدات السكنية الواقعة في مناطق هبوط الأرض يُقدر بنحو أربعة ملايين و240 ألف وحدة.
ويوجد في محافظتي طهران وخراسان جنوبي، أكبر عدد من السكان المعرضين لخطر الهبوط الأرضي، والوضع في مدينة أصفهان هو الأكثر خطورة.