صدمة تعيشها وسائل إعلام التيار الإصلاحي، ومَن لا يزالون مصرين على إمكانية "إصلاح" الأوضاع في ظل النظام الحالي، بعد قرار مجلس صيانة الدستور إبعاد الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني من انتخابات مجلس خبراء القيادة.
صحيفة "هم ميهن" وصفت عدم تزكية روحاني، الشخصية ذات الحضور الكبير في المشهد السياسي والعامل تحت عباءة النظام منذ أكثر من 4 عقود بالخبر "الصادم"، مشيرة إلى المناصب الأمنية والسياسية التي شغلها روحاني في مسيرته السياسية ليواجه في نهاية المطاف بالرفض من قِبل دائرة السلطة.
صحيفة "سازندكي" أيضًا عبرت عن صدمتها من عدم تزكية روحاني، مؤكدة أن هذا القرار سيضاعف أشكال المقاطعة للانتخابات القادمة، وعنونت في صفحتها بالقول: "ضد المشاركة"، معتبرة أن هذا القرار سيساعد الداعين إلى عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة، بعد أن ساهم في خلق اليأس والإحباط في نفوس المواطنين.
المستقبل السياسي لـ "روحاني" هو أحد المواضيع الذي لا تزال وجهات النظر تختلف حولها بين من يرى أن عدم تزكيته سيكون بصالحه؛ لأنه حفظ ماء وجهه؛ حيث إنه في حال تمت الموافقة عليه فإنه لن يحظى بدعم شعبي، ولن يصوت له أحد؛ بسبب فشله في حكومته السابقة، ومِن ثمَّ فإن هزيمته كانت مؤكدة.
محللون آخرون يرون أن روحاني كان يسعى لكي يلعب دورًا شبيهًا بدور هاشمي رفسنجاني في عام 1989 عند وفاة المرشد السابق؛ حيث لعب رفسنجاني الدور الأبرز في اختيار المرشد الجديد (خامنئي)، وعلى هذا الأساس كان روحاني ينوي أن يؤثر على اختيار المرشد القادم لإيران في ظل زيادة التقارير حول الوضع الصحي السيئ للمرشد علي خامنئي، واحتمالية أن يقوم مجلس خبراء القيادة في دورته القادمة باختيار المرشد الجديد.
وعلق على ربيعي، المتحدث السابق باسم حكومة روحاني، على رفض تزكية رئيس البلاد السابق، وتساءل بالقول في مقاله بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية: هل سيمضي النظام في تضييق الحلقة حتى يتم التخلص ممن هم في المركز أيضًا؟
في شأن آخر سخرت صحيفة "آفتاب يزد" من ضعف أداء وزير الخارجية الإيراني باللغة الإنجليزية، وأشارت إلى مقطع فيديو متداول يظهر فيه عبداللهيان وهو يتلعثم في قراءة نص مكتوب بالإنجليزية، مقارنة ذلك بمطقع آخر لبائع بلوشي متجول، وهو يتحدث الإنجليزية بسلاسة وإتقان.
ودعت الصحيفة، وزير الخارجية الإيراني، إلى عدم تكرار مثل هذا المشهد، وكتبت في صفحتها الأولى: "يا سيد عبداللهيان تكلم بالفارسية من فضلك.. أفضل".
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جمله": رفض المرشحين البارزين وإفراغ الساحة لـ "رئيسي"
انتقدت صحيفة "جمله" الإصلاحية تطرف مجلس صيانة الدستور، وتخليه عن أبسط معايير التنافس الحر والعادل بعد القرارات الأخيرة ورفض تزكية المرشحين البارزين أمثال الرئيس السابق حسن ورحاني، ووزراء معروفين بأدوراهم الأمنية والقضائية في تاريخ الجمهورية الإسلامية.
ولفتت الصحيفة كذلك، إلى قرار مجلس صيانة الدستور برفض جميع المتقدمين للترشح لانتخابات مجلس خبراء القيادة في محافظة خراسان جنوبي إيران، باستثناء الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي، الذي سيكون فوزه بمقعد في هذا المجلس أمرًا مؤكدًا.
وسخرت الصحيفة من هذا القرار قائلة: "يبدو أن رئيسي لن ينجح في أي انتخابات، إلا إذا تم إقصاء جميع منافسيه"، في إشارة من الصحيفة إلى الانتخابات الرئاسية السابقة التي فاز بها "رئيسي" بعد أن تم إقصاء المرشحين الاكثر حظًا، مثل: نائب الرئيس السابق إسحاق جهانغيري، ورئيس البرلمان السابق علي ولايتي، والرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد.
وعلقت الصحيفة على ذلك بالقول: يبدو أن التيار الحاكم يدرك أن "رئيسي" فاقد لأي شعبية أو قدرة خطابية على إقناع الناخبين؛ لهذا أفرغوا الساحة له من أي منافس محتمل.
"ستاره صبح": آلاف الإيرانيين يحولون ممتلكاتهم إلى عملات صعبة ويغادرون البلاد
أشارت صحيفة "ستاره صبح" في تقرير اقتصادي لها حول استمرار خروج الاستثمارات من إيران إلى الدول الأخرى في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية والانسداد التي تعيشه إيران في كافة المجالات؛ ما دفع بالآلاف من المواطنين إلى بيع ممتكلاتهم ومنازلهم والخروج من البلد.
الصحيفة قالت إن الأشهر الثلاثة الأخيرة وحدها سجلت خروج 9 مليارات دولار من الأموال من إيران، أي أن كثيرًا من المواطنين باعوا بيوتهم وسياراتهم وممتلكاتهم وحولوها إلى عملة صعبة وغادروا البلد، لافتة إلى أن العام الماضي أيضًا شهد خروج 10 مليارات دولار، لكن يبدو أن وتيرة خروج الاستثمارات من إيران زادت وتيرتها هذا العام، كما جاء في الصحيفة.
ونوهت الصحيفة إلى حرب غزة وأعمال الحوثيين المدعومين من إيران، وقالت إن هذه التطورات وضعت إيران أمام خطر الحرب، وهو ما رفع سعر الدولار الواحد إلى 56 ألف تومان، كما أن البورصة تستمر في تسجيل الخسائر.
"جهان صنعت": إيران ستتحول إلى دولة مستوردة للطاقة بسبب طريقة الحكم والسياسة الخارجية الخاطئة
بدورها قالت صحيفة "جهان صنعت": إن إيران وعلى الرغم من امتلاكها موارد طبيعية هائلة، فإنها وبسبب القطيعة والعزلة الدولية التي تعيشها لا تستطيع أن تلعب أي دور في تحديد أسعار الطاقة على الصعيد الدولي.
وكانت الصحيفة متشائمة أكثر من ذلك؛ حيث رأت أن استمرار طريقة الحكم الحالية ستحول إيران في القريب العاجل إلى دولة مستوردة لموارد الطاقة.
وأضافت: الحكم السيئ الحالي والسياسات الخارجية الخاطئة وضعت البلاد في حالة السقوط والزوال.