إعدام المتظاهر محمد قبادلو والآثار السلبية التي تركها هذا الحدث على الشارع الإيراني دفع صحيفة "سازندكي" إلى أن تكون صورة قبادلو مع عنوان "الإعدام" في صدر صفحتها الأولى في عدد اليوم، الأربعاء 24 يناير (كانون الثاني)، دون أن تتجرأ كثيرا إلى نقد الحكم وسرعة تنفيذه.
الصحيفة اكتفت بإيراد الملاحظات والانتقادات التي قدمها أمير رئيسيان، محامي قبادلو، حيث طعن في الحكم وانتقد بشدة سرعة الإجراء والتنفيذ، مؤكدا أن هذه الإجراءات غير قانونية وتعد بمثابة "القتل".
صحيفة "توسعه إيراني" أشارت إلى إعدام هذا المتظاهر وتزامن ذلك مع قرار الحكومة خفض حصة المواطنين من الوقود المدعوم، وتساءلت بالقول: ما هي دلالات هذين القرارين؟
من الملفات الأخرى التي حظيت باهتمام الصحف الإيرانية اليوم هو موضوع الانتخابات البرلمانية القادمة، وكذلك انتخابات مجلس خبراء القيادة (المجلس المسؤول عن اختيار المرشد)، وأشارت إلى دور مجلس صيانة الدستور في رفض تزكية العديد من المرشحين الراغبين في خوض المنافسة الانتخابية.
صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، قالت إن "المتطرفين" الإصلاحيين هم الذين يقاطعون الانتخابات، موضحة أن هؤلاء المقاطعين لم يعاودوا طرح فكرة المشاركة "المشروطة"، وإنما أصبحت استراتيجيتهم تتمثل في "مقاطعة الانتخابات" بشكل نهائي.
المقاطعون، وهم في تزايد، يبررون مواقفهم بالقول إن السطلة أصبحت راغبة ومصرة على تسليم الحكم وإدارة البلد بيد تيار واحد هو التيار الأصولي، وهمشت الآخرين عبر رفض تزكيتهم.
وأثناء إعداد هذا التقرير أفادت وسائل إعلام رسمية أن مجلس صيانة الدستور (الذي يسيطر عليه المرشد) رفض تزكية الرئيس السابق حسن روحاني للترشح لعضوية مجلس خبراء القيادة.
هذا القرار من شأنه أن يثير أزمة في الانتخابات القادمة، حيث سيعمل تيار روحاني على مقاطعة الانتخابات، بعد أن كان سلك في الفترة الأخيرة موقفا ضبابيا من العملية الانتخابية المرتقبة.
صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية نقلت كلام الناشط الإصلاحي، حسين نقاشي، الذي قال إن "الإصلاحيين لن يشاركوا في انتخابات فارغة من أي معنى وغير تنافسية وبعيدة عن الانصاف والتأثير".
في شأن آخر انتقدت صحيفة "هفت صبح" اكتفاء المسؤولين الإيرانيين بالحديث عن ضرورة الصبر أمام الأزمة الاقتصادية، حيث أشار وزير الصناعة قبل أيام إلى ارتفاع الأسعار في قطاع السيارات، وقال: "ليتحمل الناس وليصبروا قليلا فإن الأسعار ستتحسن". وعلقت الصحيفة على هذا الكلام وقالت: "الصبر.. ما أعجبه من حل"!
صحيفة "جهان صنعت" أشارت إلى التراجع الملحوظ في أسواق البورصة الإيرانية، أمس الثلاثاء، حيث خسرت 26 ألف وحدة، وبلغ المؤشر الإجمالي للسوق مليونين و129 ألف وحدة بنهاية تداولات 23 يناير (كانون الثاني).
وتزامن تراجع البورصة مع تراجع في قيمة العملة الإيرانية وارتفاع أسعار الذهب، حيث وصل سعر كل دولار أميركي إلى أكثر من 55 ألف تومان، كما وصل سعر العملات الذهبية إلى 32 مليونا و752 ألف تومان يوم الثلاثاء 23 يناير (كانون الثاني).
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"ستاره صبح": إيران أمام خيارين مكلفين في سياستها الخارجية
الخبير في العلاقات الدولية، مهدي مطهرنيا، قال لصحيفة "ستاره صبح" إن خطر المواجهة مع طهران دوليا بات ممكنا في ظل هيمنة الأجواء السلبية تجاه إيران، فمحور المقاومة أصبح بمثابة مجموعات تعمل بالنيابة عن النظام الإيراني.
وعلى هذا الأساس فإن إيران بات ينظر إليها على أنها "مركز تيار متمرد في الشرق الأوسط"، وفي الوقت نفسه تعتبر طهران دعم هذه المجموعات هو تطبيق لفكرة "تصدير الثورة".
وقال الكاتب إن إيران، التي دافعت سابقا عن مبادئ القضية الفلسطينية ومحور المقاومة، باتت الآن أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما الاستمرار في دعم هذا المحور وقبول الصراع مع الولايات المتحدة وتحمل تكاليفه أو تغيير نهجها على صعيد سياساتها الخارجية.
الكاتب يعتقد أن الخيارين مكلفان، لكنه يشدد بأن السلطة يجب أن تختار الطريق الذي يحمّل المواطنين تكلفة أقل.
وأكد مطهرنيا في ختام مقابلته مع الصحيفة أن "إيران اليوم تعيش في عزلة دولية".
"دنياي اقتصاد": احتمالية عودة ترامب إلى البيت الأبيض ترفع أسعار الدولار في إيران
قالت صحيفة "دنياي اقتصاد" تعليقا على تراجع العملة الإيرانية أمام العملات الأجنبية، وكتبت في تقريرها اليوم، الأربعاء 24 يناير (كانون الثاني)، أن الدولار يسير باتجاه صعودي منذ 34 يوما، لافتة إلى تأثير احتمالية عودة ترامب إلى البيت الأبيض على وضع العملة الإيرانية.
وذكرت الصحيفة أن الطلب على الدولار في إيران خلال الفترة الأخيرة بات متزايدا، وهو ما يمكن أن يأخذنا إلى قضية الانتخابات في الولايات المتحدة الأميركية، ففرضية أن يعود الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد رفعت سعر الدولار في إيران!
وشهدت إيران في عهد ترامب أقسى عقوبات أميركية والتي أثرت بشكل غير مسبوق على الوضع الاقتصادي، حيث انهارت العملة الإيرانية من 4 آلاف تومان للدولار الواحد لتصل في نهاية عهد ترامب قريبا من 30 ألف تومان، وقد سلك ترامب في حملاته الانتخابية أخيرا نهجا يوحي بأنه سيعود إلى سياساته السابقة تجاه طهران، وهو ما أثر سلبا على وضع العملة في السوق الإيرانية.
"توسعه إيراني": دلالات إعدام المتظاهر قبادلو ورفع أسعار الوقود
صحيفة "توسعه إيراني" قالت إن السلطة السياسية في إيران تعودت خلال السنوات الماضية أن تسلك نهجا مسالما مع الشارع قُبيل الانتخابات والمناسبات التي ترغب في تضخيمها، ودعوة الناس إلى المشاركة فيها، مثل مسيرات ذكرى الثورة الإيرانية.
وأضافت الصحيفة: هذا العام نرى أن السلطة قد تخلت عن هذا النهج، وأقدمت على قرار خفض حصة الوقود المدعوم، وكذلك إعدام المتظاهر محمد قبادلو، وهي ممارسات قرنت بالأحداث المؤلمة في السنوات الماضية حيث فجرت أزمة الوقود عام 2019 مظاهرات عارمة اجتاحت إيران.
الصحيفة خلصت إلى أن السلطة أصبحت لا تهتم بقضية مشاركة الناس في الانتخابات، لهذا فهي لم تتردد في القيام بمثل هذه الأعمال عشية الانتخابات وذكرى الثورة في إيران.