لايزال مقتل المستشارين العسكريين الإيرانيين يحتل الأهمية الكبرى في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم، الإثنين؛ حيث اختلفت طريقة نظرها إلى هذه الأحداث وتبعاتها.
بعض الصحف مثل "جمهوري إسلامي" طرحت فكرة أن يكون الروس هم من يسربون المعلومات عن تحركات القادة الإيرانيين إلى إسرائيل، ومِن ثمَّ يسهل الوصول إليهم وتصفيتهم بشكل دقيق.
واتهمت الصحيفة روسيا، وقالت إن سجلها مليء بالغدر والخيانة لإيران، وإن الروس وبعد انحسار الحرب في سوريا بدأوا بمحاولة الانفراد بالقرار وحاولوا تحقيق مصالحهم بعيدًا عن إيران.
في سياق غير بعيد أشارت صحيفة "آسيا" إلى تعقيدات الملف الفلسطيني- الإسرائيلي، والمواقف الدولية التي تجمع على أن أفضل الحلول لهذا الصراع المستمر منذ عقود هو التوصل إلى صيغة حل الدولتين.
ولا تجهل الصحيفة، بطبيعة الحال، الموقف الإيراني الرافض لهذه الفكرة، وهو ما دفع بالصحيفة إلى عدم الخوض في التفاصيل، لكنها عنونت فقرتها حول الموضوع بـ "الصراع الذي له حل واحد"، في إشارة إلى حل الدولتين.
وتناولت صحيفة "إسكانس" أيضًا التوترات الإقليمية، وقالت ليس من الخطأ أن نصف هذا التصعيد المستمر منذ أشهر بأنه بداية "الحرب العالمية الثالثة"، وإن اختلفت مظاهرها وشكلها.
وأوضحت الصحيفة أنه لولا وجود رادع للأسلحة النووية، لرأينا ربما حروبًا شاملة على غرار الحربين العالميتين: الأولى والثانية، والمراقبون للشأن الدولي يعتقدون بالفعل أن محور روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية بات في مواجهة مع محور الغرب.
ونقلت صحيفة "مواجهة" تصريحات وزير الخارجية الإيراني، الذي أدان مقتل المستشارين العسكريين لإيران في سوريا، وأكد أن طهران ستستمر في إرسال المستشارين العسكريين إلى سوريا لـ "محاربة الإرهاب" و"تأمين الأمن في المنطقة".
وتخلت الصحف المقربة من النظام، مثل "كيهان"، عن شعارات الثأر والانتقام، بعد أن تراكمت على إيران الضربات والخسائر في صفوف قادتها العسكريين، دون أن تملك أوراقًا عملية للرد على هذه الأحداث.
ورجحت الصحيفة الحديث عن الهجمات الصاروخية وعبر الطائرات المُسيَّرة التي تقوم بها الميليشيات التابعة لإيران في سوريا والعراق على مواقع أميركية هنا وهناك، مدعيةً أن هذه الهجمات تشكل ضربات موجعة على الولايات المتحدة الأميركية.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جمهوري إسلامي": إلى متى تريد السلطة في إيران حُسن الظن بروسيا بشكل مطلق؟
شددت صحيفة "جمهوري إسلامي" على ضرورة أن يراجع المسؤولون الأمنيون في إيران خطط عملهم والأطراف التي تحيط بهم، لافتة إلى أن مقتل مستشاري إيران العسكريين الكبار في سوريا يكشف عن وجود خلل أمني واضح ينبغي العمل على إصلاحه ومعرفة نقاط الضعف في هذا الموضوع.
وتساءلت الصحيفة بالقول: "مَن يقدم لإسرائيل هذه المعلومات الدقيقة عن مكان هؤلاء المستشارين وعددهم وساعات اجتماعهم؟"، مضيفة أنه بالإضافة إلى ضرورة البحث عن المندسين في الداخل الإيراني ينبغي كذلك النظر في العملاء الأجانب من الأفراد المحليين أو الروس، فمن المحتمل أن يكون هؤلاء هم من يقدم هذه المعلومات الدقيقة.
وسردت الصحيفة قائمة بحالات الخيانة التي ارتكبتها روسيا بحق إيران، وتساءلت بالقول: "إلى متى تريد السلطة الإيرانية الحالية أن تستمر في حُسن ظنها المفرط والمطلق تجاه روسيا؟".
"ستاره صبح": خطر حرب إقليمية واسعة يتزايد والهجمات على باكستان والعراق عمل غير مدروس
رأت صحيفة "ستاره صبح" أن دخول الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا إلى الصراع في منطقة البحر الأحمر وبدء عملياتهم ضد الحوثيين ينذر بخطر اندلاع حرب إقليمية واسعة، وهي ستكون أكبر وأعنف حرب في المنطقة.
وقالت الصحيفة: إن أحد الاحتمالات القوية لهذا الصراع أن تبدأ إسرائيل هجومًا شاملًا على حزب الله، وهو ما يعد خطرًا على إيران، فعلى الرغم من تأكيد إيران عدم رغبتها لمحاربة إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية بشكل مباشر، فإن خطأً استراتيجيًا واحدًا قد يجر البلاد إلى هذه الحرب.
ولفتت الصحيفة كذلك إلى هجوم إيران على باكستان والعراق، وقالت إن هذه الهجمات لم تكن مدروسة ولا منطقية؛ فواشنطن وتل أبيب تريدان من إيران ارتكاب مثل هذه الأعمال؛ لكي تتأثر دول الجوار بتصرفات إيران وأن تكون هناك ردود فعل متقابلة ضد إيران.
"هم ميهن": الانتخابات في إيران لا تمثل الديمقراطية وحكم الشعب
انتقد الناشط السياسي البارز صادق زيبا كلام، في مقال بصحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، طريقة الحكم والإدارة السياسية في إيران معتقدًا أنها أصبحت بعيدة كل البعد عن الشعارات والقيم التي أدت إلى إنهاء النظام السياسي السابق وتشكيل النظام الجديد عام 1979.
وأوضح الكاتب، الذي كان من المتضامنين سابقًا مع شكل النظام الجديد بعد الثورة، أن الثورة الإيرانية في نهاية العقد السابع من القرن الماضي ادعت أنها جاءت بشكل جديد من الحكم يختلف عن القطبين العالميين آنذاك: الغرب الليبرالي والشرق الشيوعي، وأن التداول على السلطة سيكون عبر الانتخابات حرة نزيهة.
ويضيف الكاتب: لكن شكل الانتخابات الذي جاءت به الجمهورية الإسلامية غير موجود في دول العالم التي تمارس أقل نسبة من الديمقراطية، ففي الانتخابات الإيرانية يوجد مجلس صيانة الدستور، الذي يرفض كل من لا يريده ثم يقول للمواطنين انتخبوا من بين هؤلاء الذين اخترتهم لأنهم أناس صالحون.
وختم الكاتب بالقول: إن هذا النوع من الانتخابات لا يمكن بأي شكل من الأشكال اعتباره ديمقراطية أو حكم الشعب.