ركزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 18 يناير (كانون الثاني)، على تبرير هجوم الحرس الثوري الصاروخي على باكستان، وتبنت رواية النظام التي تدعي أن طهران لم تنتهك الأعراف الدولية في هجومها لأنها هاجمت الإرهابيين وليس سيادة باكستان أو مواطنيها.
جاءت هذه المحاولات الإعلامية بعد موقف باكستان الواضح والصريح في رفض تصرفات إيران التي اعتبرتها الحكومة الباكستانية متعارضة مع ميثاق الأمم المتحدة، وأكدت حقها في الرد بالمثل.
موقف المسؤولين الإيرانيين ووسائل إعلامهم المبرر للهجمات لم يثن باكستان عن عزمها في الرد، حيث قامت في الساعات المتأخرة من ليلة أمس بشن سلسلة من الهجمات الصاروخية داخل الأراضي الإيرانية مستخدمة نفس "التبريرات" التي لجأت لها إيران في الاعتداء على الأراضي الباكستانية.
الهجوم الصاروخي الباكستان على الأراضي الإيرانية هو الأول من نوعه منذ نهاية الحرب الإيرانية العراقية عام 1988.
صحيفة "أرمان ملي" نشرت مقالا لرئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني السابق، حشمت فلاحت بيشه، الذي أشار إلى هجمات إيران الصاروخية على العراق وسوريا وباكستان، وقال إن هذه الدول لو تحركت قانونيا في مجلس الأمن فعلى طهران حينها أن تكون لها إجابات واضحة وشفافة.
صحيفة "جهان صنعت" أشارت إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين طهران وإسلام آباد، حيث استدعت باكستان سفيرها من إيران، ومنعت السفير الإيراني من العودة إلى إسلام آباد احتجاجا على الهجمات الإيرانية.
كما لفتت صحف أخرى مثل "شهروند" إلى انعكاسات هذه التطورات على العملة الإيرانية، إذ استمر التومان الإيراني في التراجع أمام العملات الأجنبية، وبات يتداول اليوم الخميس 18 يناير (كانون الثاني)، بـ54 ألف تومان إيراني لكل دولار أميركي واحد.
صحف النظام اعتبرت أن هذا الهبوط في قيمة العملة الإيرانية مؤقت وستتحسن في الأيام القادمة بعد أن تخف وطأة الأخبار والتوترات الأخيرة.
على صعيد اقتصادي تستمر الانتقادات على أداء الحكومة الحالية بشكل متزايد، لدرجة أن الصحف المقربة منها والمعروفة بدفاعها عن الحكومة انتقدت أيضا عدم تحقيقها لوعودها.
صحيفة "كيهان" كتبت: "لا ننكر الجهود التي يقوم بها المسؤولون الحاليون، لكن يجب أن تكون هناك برامج وخطط اقتصادية صحيحة وعادلة من أجل القضاء على الفقر والحرمان"، مشددة على ضرورة أن يشعر المواطن بهذه الجهود التي تقوم بها الحكومة، حسب قولها.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"کیهان": على باكستان أن تشكر الحرس الثوري على هجماته الصاروخية
بررت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، الهجمات الصاروخية للحرس الثوري على الأراضي الباكستانية، وقالت إن على باكستان أن تشكر الحرس الثوري على هذه الهجمات، ويجب أن تُسأل عن سبب استضافتها لجماعة "جيش العدل" المعارضة للنظام الإيراني.
وانتقدت تصعيد باكستان الدبلوماسي واستدعائها لسفيرها ورفض عودة سفير إيران إلى إسلام آباد، وكتبت: "من المفروض على باكستان أن تشكر الحرس الثوري الذي هاجم مقار الإرهابيين وكفى باكستان شرهم لأن مواجهة الإرهاب هي هدف كلا البلدين".
وأضافت الصحيفة: "الأمر لا يخرج عن حالتين؛ فإما أن يكون وجود "جماعة جيش العدل" في باكستان بشكل قانوني وبعلم من الحكومة الباكستانية أو بشكل غير قانوني، فإن كانوا يعلمون بوجودها لماذا لم يبادروا لمواجهتها على الرغم من تبنيها للعديد من الأعمال الإرهابية في إيران، وإن كان وجودها غير قانوني فلماذا لم تبادر الحكومة الباكستانية بالقضاء على هذه المجموعة غير القانونية وتطردها من أراضيها".
واتهم مدير تحرير الصحيفة حسين شريعتمداري باكستان بأنها خضعت للضغوط الأميركية في عدم التصدي لجماعة جيش العدل.
"جوان": الإصلاحيون يقاطعون الانتخابات لأنهم يعتبرونها عملية "عبثية"
هاجمت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، "الإصلاحيين" واتهمتهم بأنهم يثبطون الناس عن المشاركة في الانتخابات القادمة عبر انتقادهم المستمر لطريقة عمل مجلس صيانة الدستور ورفضه للمرشحين.
وكتبت الصحيفة: "الإصلاحيون يتهمون النظام بأنه منع تيارهم من الحضور والمشاركة في الانتخابات، وأنه يسلك طريقة لتوحيد السلطات بيد تيار واحد (التيار الأصولي) لهذا يرون أنه لا فائدة من مشاركتهم في الانتخابات".
وأشارت إلى تصريح إحدى الشخصيات البارزة في التيار الإصلاحي، سعيد حجاريان، الذي قال إن الإصلاحيين لا يدعون إلى مقاطعة الانتخابات، لكنهم لن يقوموا بعد اليوم بالمشاركة في عمل "عبثي"، في إشارة إلى فقدان الفائدة من المشاركة في الانتخابات إذ إن الفائزين معروفون سلفا.
وذكرت الصحيفة أن الإصلاحيين ومن خلال تكرارهم حديثهم عن سوء الأوضاع في البلد يسعون لمنع الناخبين من المشاركة في العملية الانتخابية ويشنون حربا نفسية تشجع على مقاطعتها.
"جمله": الوفد الإيراني المفاوض في الملف النووي لا يهتم بما يعاني منه الإيرانيون من مشكلات معيشية
صحيفة "جملة" سلطت الضوء في تقرير لها على طبيعة الوفد الإيراني الذي من المفترض أن يقود المفاوضات النووية، وقالت إن الوفد الحالي- الذي بدأ عمله منذ عامين- لم يحقق شيئا على أرض الواقع، لافتة إلى تولي علي باقري كني رئاسة هذا الوفد، وهو من المعروفين بمعارضتهم للاتفاق النووي.
وكتبت الصحيفة أن باقري كني أثبت أنه "ضد الاتفاق النووي وضد الغرب"، لهذا من الصعب أن نتوقع حدوث شيء إيجابي لصالح الاتفاق النووي.
وذكرت الصحيفة أن رئيس الوفد الإيراني المفاوض لا يؤمن أساسا أن هناك علاقة بين الاتفاق النووي والعقوبات الاقتصادية مع الوضع المعيشي للإيرانيين.
وأوضحت الصحيفة أن الوفد الإيراني الحالي، وعلى الرغم من ادعائه بأنه يعمل من أجل تحسين الوضع الاقتصادي على المواطنين ورفع العقوبات عن البلاد، إلا أنه من الناحية العملية لم يخط خطوة في هذا الاتجاه، بل إنه ربما يُقْدم على إجراءات من شأنها أن تفاقم الوضع المعيشي على الإيرانيين.