اختلفت رواية صحف النظام الصادرة اليوم، الأربعاء 17 يناير (كانون الثاني)، في تعاطيها مع الهجمات الصاروخية التي نفذها الحرس الثوري الإيراني مساء الاثنين على أهداف في سوريا والعراق.
فبينما اعتبرتها بعض الصحف مثل "جوان" و"صبح نو" بأن الهجمات كانت "الانتقام الصعب" الذي يتوعد به النظام "الأعداء" منذ سنوات، قالت صحف أخرى مثل "فرهيختكان" بأن الهجوم كان "مرحلة أولى" من "الانتقام الموعود"، وأنه كان بمثابة التمهيد و"الاختبار" للصواريخ الإيرانية.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، تباهت بهذه الهجمات على الأراضي العراقية والسورية، وقالت: "أبطال" الحرس الثوري وعناصر الاستخبارات الإيرانية عملوا بشكل منسق لتحديد الأهداف واستهدافها في العراق وسوريا.
أما الصحف الإصلاحية، التي لا تستطيع نقد هذه الهجمات بشكل صريح، ركزت على انعكاسات الهجمات وتأثيرها على العلاقات بين إيران والعراق.
صحيفة "اعتماد" أشارت إلى رد الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان العراق التي اعتبرت هذه الهجمات بأنها "انتهاك صارخ" للسيادة الوطنية العراقية.
كما لفتت الصحيفة إلى رد رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني الذي كذّب الرواية الإيرانية حول استهداف "مواقع للموساد" الإسرائيلية، مؤكدا أن النظام الإيراني "استهدف المدنيين الأبرياء" وقتَل النساء والأطفال.
صحف إصلاحية أخرى مثل "ستاره صبح" سلطت الضوء على الانعكاسات الاقتصادية لهذه الهجمات على الداخل الإيراني، حيث شهدت عملة التومان الإيراني تراجعا سريعا أمام الدولار، وبات الدولار الواحد يتداول بـ53 ألف تومان تقريبا، بعد أن كان يباع في الأسواق بـ51 ألف تومان قبل الهجمات.
في شأن آخر تطرقت صحيفة "هم ميهن" إلى نفوذ التيارات والجماعات الخاصة في عجلة الاقتصاد الإيراني والسياسات المعنية، وقالت إن الاقتصاد أصبح يدار من أجل مصلحة هذه المجموعات.
ولفتت الصحيفة إلى نسب التضخم العالية في البلاد، وقالت إن هذه المجموعات هي المستفيدة من ارتفاع التضخم لهذا لا تتم مواجهته بالطريقة المؤثرة والنافعة.
وأكد كاتب الصحيفة أن هذه المجموعات لها نفوذ كبير وتصل قدراتها إلى هرم السلطة، دون أن يشير بالتحديد إلى هوية هذه المجموعات أو الكيانات التي تنتمي إليها، لكن المعروف أن هذه الجماعات مرتبطة بالحرس الثوري والمرشد علي خامنئي، حيث باتت تتحكم بكل شيء في إيران، بعد أن انفردت بالسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والإعلام والسياسة الخارجية والصناعات الاقتصادية.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"تعادل": لعبة الشطرنج في المنطقة باتت معقدة
حذر الكاتب والمحلل السياسي، بير محمد ملازهي، النظام الإيراني من "ميدان الألغام" الذي أعدته الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل لإيران، وقال إن لعبة الشطرنج في المنطقة أصبحت معقدة للغاية، وباتت طهران على مقربة من الدخول في حقل الألغام الذي يُعد لها، حسب تعبيره.
وقال ملازهي لصحيفة "تعادل" الإصلاحية إن الغرب وإسرائيل يريدون توريط حزب الله في الحرب ليجعلوا إيران بين خيارين كليهما مر، فإما أن تتخلى عن حزب الله وإما أن تنخرط في الحرب دفاعا عنه.
وأضاف: إذا امتنعت إيران عن الدفاع عن الحزب وتركته لحاله فذلك يعني في المحصلة أن محور المقاومة الذي تقوده طهران أصبح فاقدا للمعنى، وإن دخلوا الحرب فهذا يعني الدخول في حقل الألغام المعد سلفا.
"توسعه إيراني": الحرب في المنطقة باتت وشيكة
رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني السابق، حشمت فلاحت بيشه، قال أيضا تعليقا على هذه الأحداث إن مجموع التطورات الأخيرة تسير في الاتجاه الذي يريده نتيناهو والمتطرفون الإسرائيليون.
وأضاف: أعتقد أن نتنياهو سيحوّل موضوع الحرب مع إيران إلى قضية انتخابية، وفي حال أصبح ترامب منافسا لبايدن فإن الديمقراطيين حينها لن يكتفوا بحرب محدودة مع إيران، لأنهم إذا لم يقموا بالحرب معها فإن ترامب سيكون هو الفائز، ويخسرون البيت الأبيض.
وأوضح فلاحت بيشه، كما أوردت ذلك صحيفة "توسعه إيراني": "على هذا الأساس إذا استمر الوضع الراهن فإننا سنشهد حالة حرب خطيرة في المنطقة خلال العام أو العامين القادمين".
"كيهان": على الدول الغربية التوقف عن دعم إسرائيل وإلا فستُمنع من العبور من المضايق البحرية
في مقابل هذا وذاك يستمر المقربون من المرشد علي خامنئي والتيار المتطرف في إيران في دق ناقوس الحرب والتهديدات التي لا تنتهي، فمدير صحيفة "كيهان"، حسين شريعتمداري، هدد هذه المرة بإغلاق المضايق البحرية مثل مضيق هرمز وباب المندب وجبل طارق والبوسفور والدردنيل أما الدول الغربية.
وكتب شريعتمداري، المعروف بقربه من المرشد علي خامنئي: "على الغرب أن يعرف أنه في حال استمر في دعم إسرائيل فإنه سيجد نفسه محروما من العبور من مضيق هرمز وباب المندب وجبل طارق والبوسفور والدردنيل والتي تقع تحت إشراف الدول الإسلامية".
"جهان صنعت": إيران وشعبها في جحيم غير مسبوق
في شأن اقتصادي حذر أعضاء الغرفة التجارية الإيرانية من الوضع الاقتصادي المتأزم في إيران، ودعوا في اجتماع لهم المسؤولين وصناع القرار إلى تدارك الوضع و"إنقاذ" الصناعة.
وأشار هؤلاء الأعضاء، حسبما جاء في صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية، إلى حالة الصناعة في إيران وقالوا: باستثناء قطاع السيارات والذي يعمل وفقا للنسخ الصينية فإن باقي الصناعات في البلد باتت معطلة بسبب ضعف البنية التحتية وهجرة النخب والمتخصصين والتضخم غير المسبوق وأزمة السيولة.
وتعليقا على الموضوع قالت الصحيفة إن إيران وشعبها باتوا يعيشون اليوم في جحيم لا يطاق، وأصبح الوضع في البلاد غير مسبوق، وحتى أثناء هجوم المغول على إيران لم يكن الوضع بهذا السوء.
وذكرت الصحيفة أن السلطة قد أغلقت جميع الطرق نحو الإصلاح والإعمار، وكتبت: "لو لم تغلق السلطة الطرق أمام الناس لوجد الشعب طرقا مختلفة للعمل والإنتاج".