صدرت الصحف أو التي كانت في طريقها للصدور عندما تم الإعلان عن الهجمات الصاروخية للحرس الثوري في منتصف الليل على مواقع في شمال العراق وسوريا، لهذا غاب تناول هذا الحدث في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 16 يناير (كانون الثاني).
مع ذلك فإن التطورات الأخيرة في المنطقة ودخول حرب غزة يومها الـ100، وأحداث البحر الأحمر، وأعمال الحوثيين التي تُتهم إيران بدعمها وتشجيع الحوثيين للقيام بها احتلت حصة من تغطية الصحف اليوم.
صحيفة "إسكناس" كتبت تعليقا على عملية أحداث السابع من أكتوبر، وقالت: "في الوقت الذي كانت هناك تطورات إيجابية مثل المصالحة بين إيران والسعودية، وتطبيع العلاقات بين أنقرة والرياض، وتوقف الحرب في اليمن، وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وكذلك تزايد الحديث عن عودة العلاقة بين إيران ومصر وكلها أحداث تبشر بمرحلة جديدة من السلام والاستقرار في المنطقة، إلا أن الأيام المائة الأخيرة خلقت عاصفة كبيرة في الشرق الأوسط وغيرت كل تلك التوجهات المتفائلة التي سبقت ذلك الحدث".
صحيفة "كيهان" دافعت عن أعمال الحوثيين وزعزعتهم للملاحة البحرية في البحر الأحمر، وقالت إن "أنصار الله" الحوثي بادروا بإغلاق باب المندب والتأثير على حركة السفن على الرغم من أنهم كانوا يعرفون أن الغرب سيبادر برد عسكري ضدهم، لكنهم قرروا المضي في هذا الأمر "دفاعا عن فلسطين وغزة".
من الملفات الأخرى في تغطية الصحف اليوم هو موضوع الإفراج عن الصحافيتين نيلوفر حامدي وإلهه محمدي المعتقلتين على خلفية أحداث مهسا أميني، حيث يستمر التيار الأصولي وصحفه بالترحيب بخبر إطلاق سراح الصحافيتين، لكن قد لا يطول هذا الفرح، لا سيما أن القضاء الإيراني أعلن عن فتح ملف قضائي جديد ضدهما بعد أن انتشرت صور لهما دون حجاب بعد خروجهما من السجن.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، هاجمت الصحف ووسائل إعلام الإصلاحيين بسبب فرحهم بخروج الصحافيتين، وأشارت إلى نشر حسابات ووسائل إعلام أميركية وإسرائيلية خبر الإفراج عنهما، وقالت إن الإصلاحيين يفرحون مع الأميركيين والإسرائيليين بشكل متزامن، وهو ما اعتبرته دليلا على صحة الاتهامات السابقة التي وجهت لحامدي ومحمدي كـ"العمالة للأجانب" وما شابه من تهم.
في شأن آخر تطرقت بعض الصحف مثل "جهان صنعت" إلى رداءة خدمة الإنترنت في إيران، واستمرار الحالة دون وجود أفق قريبة تبشر بحل لهذه المعضلة، وقالت إن إيران باتت من أسوأ دول العالم في خدمة الإنترنت.
كما لفتت صحيفة "خراسان" إلى تقرير لجنة الإنترنت والبُنى التحية لمنتدى التجارة الإلكترونية، حيث قالت في تقريرها الثاني حول حالة الإنترنت في إيران: "كما هو واضح، فإن إيران، تعد البلد الأول عالميًا في خلل الإنترنت خلال الأشهر التسعة الماضية، وبمتوسط يناهز 48 في المائة، وتأتي بعدها الصين بمتوسط يقترب من 47 بالمائة".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"أرمان أمروز": لا دور لإيران في القضية الفلسطينية إن تم التخلص من حماس
في مقالها الافتتاحي قالت صحيفة "أرمان أمروز" إن حرب غزة قد أفشلت المساعي التي كانت إيران والولايات المتحدة الأميركية تقومان بها لحل المشكلات والخلافات بينهما، مشيرة إلى صفقة تبادل السجناء التي توصل إليها البلدان قبل حادثة السابع من أكتوبر.
وأضافت أن التخلص من حماس وإنهاء هذا الملف يترتب عليه إبعاد إيران كأحد اللاعبين في القضية الفلسطينية، وسوف تحل دول أخرى مثل تركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات ودول عربية أخرى للقيام بأدوار في هذا الملف.
وأضاف الكاتب: في حالة انتصار حماس وحدها تبقى إيران حاضرة في المشهد، لكن ليس في الجانب السياسي والدبلوماسي وإنما في الجانب العسكري فقط، وهو أمر لا يساعد في حل مشكلات إيران وأزماتها.
وأوضح الكاتب أن "السبب الرئيسي وراء هذا الأمر يعود للاستراتيجية الخاطئة التي تنتهجها إيران في سياساتها الخارجية، حيث ترفض أي أشكال من التفاوض مع الغرب حول القضايا والمشكلات في الشرق الأوسط، مضيفا: "العالم يتفق على أن الأعمال العسكرية لا بد وأن تؤدي إلى إنجازات دبلوماسية، لكن يبدو أن الساسة في إيران يعتقدون خلاف ذلك".
"جهان صنعت": إيران تفوز بلقب "رداءة الإنترنت" عالميا
علقت صحيفة "جهان صنعت" على الوضع السيئ في خدمات الإنترنت في إيران، وقالت إن إيران أصبحت أسوأ دولة في العالم من حيث خدمة الإنترنت، وكتبت ساخرة: "أصبحنا الأول من أخر القائمة.. لقد فزنا بلقب الإنترنت الرديء في العالم".
وقالت الصحيفة: العالم يسير بسرعة فائقة نحو الاعتماد الكبير على التكنولوجيا والحياة الرقمية، وأصبحت الإنترنت تلعب دورا لا بديل له في تنمية الأعمال والخدمات العامة والتواصل الفردي والجماعي، لكن مستخدمي الإنترنت في إيران يعانون من رداءة الإنترنت والسرعة البطيئة والاتصال المتقطع في خدمات الإنترنت.
ولفتت الصحيفة إلى التكاليف المادية التي يتحملها الإيرانيون في سبيل شراء برامج رفع الحجب، وقالت إن هذه التكاليف التي تقدر بالمليارات تضاعف أيضا من مخاطر قرصنة معلومات المواطنين وتسهل عمل المخترقين.
وأكدت الصحيفة أن استمرار هذه القيود على الإنترنت ستوسع من نطاق اليأس والاستياء الشعبي داخل إيران، كما ستدفع بالمتخصصين والنشطاء الاقتصاديين إلى الخروج من البلاد.
"كيهان": على السلطات أن تتدخل في إدارة الانتخابات
في سياق آخر دعت صحيفة "كيهان" الأصولية السلطات الإيرانية إلى مزيد من التدخل في "هندسة" الانتخابات القادمة، مبررة ذلك بأن التدخل مطلوب "لكي لا يقع الناس في الخطأ" ويختاروا مرشحين غير جديرين.
وكتبت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء: "الشعب هو من يقرر مصير الانتخابات، وهو من سيحدد من سيتولى الأمور، لكن من الأفضل أن يقوم المسؤولون بتمهيد الطريق لاختيار أشخاص أكثر جدارة، بحيث يصبح الناس مصانين من الخطأ في اختيار الأصلح".
الصحيفة بطبيعة الحال تدعو إلى مزيد من الإقصاء والإبعاد ضد المرشحين غير الموالين، بحيث لا يبقى في المنافسة سوى المرشحين الموالين للنظام، وبالتالي فإن أيا منهم يتم انتخابه يكون في صالح النظام، ولا يشكل له إزعاجا عبر انتقاداته أو تصريحاته.