شغل الإفراج عن الصحافيتين نيلوفر حامدي وإلهه محمدي، المسجونتين على خلفية احتجاجات 2022، معظم الصحف الإصلاحية الصادرة اليوم الإثنين.
وكانت السلطات الإيرانية، قد أطلقت، أمس، الأحد، سراح الصحافيتين بشكل مؤقت من سجن إيفين، بعد دفع كفالة مالية قدرها 10 مليارات تومان لكل منهما؛ حيث كان القضاء الإيراني قد حكم على إلهه محمدي بالسجن 12 سنة، منها 6 سنوات نافذة، وعلى نيلوفر حامدي بالسجن 13 سنة، منها 7 سنوات نافذة، وقد اعتقلا بسبب تغطيتهما للأحداث، وحالة مهسا أميني من المستشفى قبيل وفاتها.
وأكدت معظم الصحف الإصلاحية، التي رحبت بقرار الإفراج عن الصحافيتين، براءتهما من أي جريمة أو مخالفة للقانون؛ حيث أوضحت صحيفة "اعتماد" أن حامدي ومحمدي كانتا تقومان بمهمتهما، حسبما تم تكليفهما من قِبل المؤسستين، اللتين كانتا تعملان فيهما.
من الملفات الأخرى، التي غطتها الصحف الصادرة اليوم، هي قضية الحرب في غزة بين حماس وإسرائيل وانعكاساتها على الأوضاع الإقليمية، لاسيما التطورات في البحر الأحمر وتدخل الدول الكبرى في استهداف الحوثيين؛ بداعي تهديدهم لاستقرار الملاحة البحرية في البحر الأحمر عبر مهاجمتهم السفن التجارية.
حذرت صحفية "هم ميهن" السلطات الإيرانية من خطورة توسيع نطاق الحرب، ودعتها إلى دفع الحوثيين إلى التوقف عن أعمالهم؛ لأن الوضع في البحر الأحمر وصل إلى نقطة خطيرة.
صحيفة "آرمان امروز" أيضًا كتبت أن التطورات الأخيرة والتهديدات الغربية ضد إيران تنذر باحتمالية أن يؤدي ذلك إلى "حرب عظيمة" أو "توافق كبير"، حسب تعبير الصحيفة.
كما لفتت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، الذي قال إن إيران بلا شك هي "المخرب الكبير" في المنطقة عبر دعمها للميليشيات والجماعات التابعة لها.
على صعيد داخلي أشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى تفاقم ظاهرة الهجرة بين الطواقم الطبية، وتأثير ذلك على النظام الصحي في إيران، ولفتت إلى أن المسؤولين في هذا القطاع باتوا ينتهجون طريقة غير معقولة للحد من ظاهرة الهجرة بين الأطباء والعاملين في القطاع الطبي.
وعن طبيعة هذه الخطة الجديدة، قالت الصحيفة إن وزارة الصحة باتت تشترط على الجامعات أن تأخذ من الطلاب الجدد وثائق ومستندات عقارية أو ما شابه ذلك؛ وذلك لكي تضمن أنهم لن يغادروا البلد بعد انتهاء دراستهم.
انتقدت الصحيفة هذه الإجراءات، وقالت إن المسؤولين كان الأولى بهم التفكير في إصلاح الأوضاع، وتحسين ظروف هؤلاء الأطباء والممرضين، بدل التفكير في خطط غير معقولة لمنعهم من الهجرة.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": تناقض السلطة السياسية في إيران تجاه الأوضاع في غزة
قال الكاتب والناشط الإصلاحي، أحمد زيد آبادي، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد": إن السلطة في إيران اليوم تعاني تناقضات صارخة؛ فعلى سبيل المثال في حرب غزة أعلنوا أنهم لن يتدخلوا، على الرغم من شعاراتهم السابقة وتأكيدهم الدفاع عن المظلومي،ن حتى أن أنصار النظام ينتقدون هذا الموقف من السلطة.
وأضاف زيد آبادي: في فترة حكم روحاني وخاتمي، وقبلهما علي أكبر هاشمي رفسنجاني، كان أنصار السلطة الحالية من المؤمنين بشعارات "دعم المستضعفين" يتعللون بالقول إن الممسكين بالسلطة السياسية (رئيس الجمهورية) يمنعون هؤلاء "الثوريين" من دعم وحماية المستضعفين، لكنهم اليوم يجدون أنفسهم أمام حكومة وبرلمان ونظام سياسي برمته تحت إدارة الأصوليين، لكنهم عاجزون عن فعل شيء.
"آرمان ملي": الوضع في البحر الأحمر وصل إلى مرحلة خطيرة والدول الغربية تتهم إيران بتحريك الحوثيين
صحيفة "آرمان ملي" نشرت مقالًا للكاتب علي بيكدلي، دعا فيه إيران إلى العمل على خفض حدة التوتر في البحر الأحمر، ودفع الحوثيين إلى عدم توسيع نطاق أعمالهم، معتقدًا أن الوضع وصل إلى مرحلة "خطيرة"؛ حيث إن معظم الدول الغربية تتهم إيران بالضلوع في هذه الأحداث عبر دعمها للحوثيين.
وكتب بيكدلي قائلًا: "على إيران احتواء هذا التصعيد، ومنع اتساع نطاق الحرب التي ستُجر إيران إليها. اليوم كل الدول الغربية تتهم إيران بتحريك الحوثيين وتشجيعهم على مهاجمة السفن وهذه نقطة بداية خطيرة".
وختم الكاتب مقاله بالقول: "إن الأوضاع بشكل عام ليست مريحة، ويجب العمل على الحد من انتشار الصراع، على الرغم من وجود أدلة على أن إيران والولايات المتحدة الأميركية لا يريدان توسيع هذا الصراع".
"آرمان امروز": على إيران ألا تضيع آخر فرصة تاريخية لإنقاذ اقتصادها عبر التوصل إلى توافق كبير مع الغرب
أشار الكاتب والمحلل السياسي، تقوي أصل، إلى تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي، والظرف الخاص الذي بات يواجه إيران، وكتب- كما نشرت ذلك صحيفة "آرمان امروز"-: "يبدو أن إيران باتت أمام فرصة زمنية محدودة لاتخاذ قرار مهم بالتوصل إلى توافق كبير مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا".
وأضاف تقوي أصل: إذا لم نبادر ونستغل نفوذنا في المنطقة لحل مشاكلنا المستمرة منذ عقود مع الغرب عبر التفاوض؛ فإننا نكون قد ضيَّعنا آخر فرصة تاريخية لإنقاذ الاقتصاد الإيراني".
"كيهان": الحكومة ليست هي المسؤولة عن الغلاء الذي يضرب جميع القطاعات
على صعيد اقتصادي، دافعت صحيفة "كيهان" عن حكومة رئيسي، وقالت إن الغلاء، الذي نعايشه هذه الأيام في قطاعات السيارات والعقارات والأدوية واللحوم والتذاكر، لا شأن للحكومة به؛ لأنها ليست هي من يحدد الأسعار.
واعترفت الصحيفة بأن الغلاء بات يضرب هذه القطاعات، وفي بعض الأحيان يتم تغيير الأسعار بشكل يومي، لكنها برأت ساحة السلطة السياسية من ذلك، وقالت: إن السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية ليست هي المسؤولة عن الغلاء، وإنما هناك "مافيا" في هذه القطاعات الاقتصادية المختلفة هي التي ترفع أسعار هذه السلع والبضائع.