تصدرت الضربات الجوية، التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا على أهداف للحوثيين في اليمن، الصدارة في تغطية الصحف الصادرة اليوم، السبت.
كانت صحيفة "دنياي اقتصاد" قد بدأت يومها الأول من الأسبوع، بالحديث عن مرحلة جديدة من التوتر والتصعيد في المنطقة وكتبت: "أميركا قد جهزت نسختها لليمن!"، لكن الصحيفة تعرضت لردود فعل غاضبة انعكست في وسائل الإعلام المقربة من السلطة، ما دفع بها إلى التراجع وتغيير عنوانها.
الصحيفة اضطرت إلى حذف عنوانها الأول والاعتذار عنه؛ ليظهر عنوانها الصباحي اليوم بشكل ومضمون آخر؛ حيث كتبت: "أميركا تتورط في مستنقع اليمن".
الصحف الإصلاحية المعروفة، مثل: "هم ميهن" و"شرق" لم تتجرأ في إجراء مقابلات مع الباحثين والمحللين المعروفين بمواقفهم الانتقادية للسياسات الخارجية لإيران وحلفائها؛ خوفًا من تصريحات قد تغضب التيار الحاكم.
وفي المقابل استمرت الصحف الموالية للنظام، مثل "كيهان"، في ثنائها وتمجيدها للحوثيين وأعمالهم في البحر الأحمر، وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم: إن المصالح الأميركية في البحر الأحمر بما فيها الأسطول الأميركي الخامس في سواحل البحرين باتت هدفًا للحوثيين وصواريخهم.
كما وعد مدير تحرير الصحيفة المقربة من خامنئي، بأن الحوثيين سيهاجمون باقي المدن الإسرائيلية كما كانوا يفعلون في استهدافهم منطقة إيلات في جنوب إسرائيل، باستخدام الصواريخ الباليسيتة والطائرات المسيرة.
وكتبت صحيفة "همشهري"، وهي صحيفة موالية للحكومة أيضًا، في عنوانها الرئيس: "لیحیى اليمن"، وأردفت ذلك بالقول: إن الحوثيين يؤكدون أنهم لن يتركوا الاعتداءات الأميركية دون رد.
اقتصاديًا كتبت صحيفة "جهان صنعت" تقريرًا عن الأوضاع المعيشية في إيران، والغلاء الذي بات يشمل جميع مناحي الحياة في البلد، وكتبت: "الحكومة أصبحت في اتجاه معاكس ومقلوب بالنسبة لكلامها ووعودها الاقتصادية".
وقالت: أكبر إنجاز للحكومة هو الزيادة المفرطة في الغلاء واتساع دائرة الفقر، وعود الحكومة ورئيسيها في تحسين الأوضاع الاقتصادية لم تتحقق وقد فشلت الحكومة في هذا المجال.
صحيفة "توسعه إيراني" أيضًا تناولت موضوع الفقر في إيران، ولفتت إلى سياسات الحكومة الفاشلة في هذا الصدد، وقالت إن "أحد المسؤولين دعا المواطنين إلى إدارة الفقر بحكمة ودراية".
ولنقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"أرمان ملي": الشعب اليمني المتضرر الأكبر من التطورات وعلى إيران أن تدفع الحوثيين للتعقل
أشار الكاتب والمحلل السياسي فريدون مجلسي، في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" إلى تطورات الملف الأمني في المنطقة، والهجمات الصاروخية التي قامت بها أميركا وبريطانيا ضد أهداف للحوثيين في اليمن، وقال إنه لا شك أن الشعب اليمني هو المتضرر الأكبر من هذه الأحداث.
وذكر مجلسي: لا ريب بأن الشعب اليمني سيدفع فاتورة هذه الأحداث وسيكون الحال شبيهًا بما يعيشه الناس في غزة، بعبارة أخرى فإن الهجمات العسكرية ستستمر على اليمن، ولن يصبح الحوثيون قادرين على الاستمرار في أعمالهم وهجماتهم.
وأضاف: "اليمن سيكون الهدف الرئيس للخراب والتدمير"، معربًا عن أمله في أن تدفع إيران الحوثيين إلى اتخاذ قرار عاقل، وأن تمنعهم من الأعمال الانتقامية ردًا على الضربات الجوية لتجاوز هذا الوضع الخطير.
"ستاره صبح": الحوثيون وقعوا في خطأ حسابي وقد يجرون إيران إلى الحرب
في السياق نفسه قال الكاتب السياسي ومدير تحرير صحيفة "ستاره صبح"، علي صالح آبادي: إن الحوثيين قد وقعوا في "خطأ حسابي" وأدى خطؤهم هذا إلى جر الدول الغربية إلى الحرب في المنطقة، مؤكدًا أن الإجراءات والأعمال التي يقوم بها الحوثيون قد تفتح الباب لإيران للدخول في هذه الحرب أيضًا.
وأضاف الكاتب، أن الخطأ الحسابي الذي وقع فيه الحوثيون شبيه بالأخطاء التي ترتكبها إيران على صعيد القضايا الدولية، وهو ما أوصل البلد إلى وضعه الراهن.
وذكر صالح آبادي أن السلطة في إيران تظن أن الحوثيين وعبر زعزعة الأمن في البحر الأحمر سيجبرون الولايات المتحدة الأميركية على الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، لكن قد ظهر الآن خطأ هذه التكهنات أو أنهم كانوا يتصورون أن روسيا ستعارض شن عمليات جوية على أهداف الحوثيين في اليمن لكنها لم تفعل.
"توسعه إيراني": الحرب قد تصل إلى إيران في كل لحظة
صحيفة "توسعه إيراني" أيضًا حذرت من خطورة الأوضاع، وقالت إن ظروف إيران في هذه الحرب الجديدة في المنطقة ستكون مختلفة، وفي كل لحظة هناك إمكانية لإنجرار إيران إلى هذه الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية سارعت في بداية عملية طوفان الأقصى إلى القول إن إيران ليست هي المسؤولة ولا توجد هناك أدلة على ذلك، لكن بالنسبة لأعمال الحوثيين فإن واشنطن لم تتردد في وصفهم بأنهم "جماعة مدعومة من إيران".
وقالت الصحيفة إن الضربات الجوية على الحوثيين في اليمن تهدف في الأساس إلى تحذير إيران، ومن ثمَّ فإن الضغوط سوف تستمر على طهران من أجل استخدام نفوذهم على الحوثيين لوقف أعمالهم في البحر الأحمر.
"سازندكي": 90% من الإيرانيين يعانون الاكتئاب
في شأن آخر تناولت صحيفة "سازندكي" ارتفاع معدل الانتحار في إيران خلال السنوات الأخيرة، وأشارت إلى انتحار 3 أفراد من العاملين في القطاع الطبي، وقالت إن استمرار حالات الانتحار بين الطواقم الطبية يهدد النظام الصحي بالانهيار.
ونقلت الصحيفة كلام الخبير الاجتماعي ومدير منتدى علم الاجتماع الإيراني، أحمد بخارايي، الذي قال إن إيران اليوم تشهد اكتئابًا على المستوى الفردي والجماعي وهو أعلى من المتوسط العالمي للاكتئاب.
وأضاف بخارايي: في عام 2020 أجري إحصاء ذكر أن 67 بالمائة من الإيرانيين مكتئبون، لكن لم تم إجراء هذا الإحصاء فإن النتيجة ستكون 90 بالمائة من الإيرانيين يعانون الاكتئاب.