وسط ترحيب إعلامي ونفي للتورط من قبل السياسة الخارجية الإيرانية تستمر طهران في مواقفها حول الأحداث الإقليمية والتصعيد المستمر بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل ومليشيات إيران في المنطقة.
ولا يكاد يمر يوم دون أن تنفي طهران أي دور لها في الهجمات التي تنفذها الجماعات المسلحة مثل الحوثيين والمليشيات المنتشرة في سوريا والعراق ولبنان.
لكن الصحف اليومية، وعلى رأسها الصحف المعروفة بقربها وولائها للنظام مثل "كيهان" و"جوان" و"وطن أمروز"، تعبر كلها عن ترحيبها بهذه الهجمات، معتبرة أنها شكل من أشكال "الانتقام" الذي سبق أن توعدت به إيران.
وقبل أيام أثارت تصريحات المتحدث باسم الحرس الثوري حول عملية طوفان الأقصى والادعاء بأنها جاءت ردا على مقتل قاسم سليماني جدلا وفوضى، بعد بيان لحركة حماس ينفي فيه صحة كلام القائد في الحرس الثوري الإيراني.
الصحف باتت تكتفي بالثناء على هذه الأعمال دون أن تربطها بإيران أو قاسم سليماني كما كانت تفعل سابقا.
من الملفات الأخرى التي تناولتها الصحف اليوم، الخميس 11 يناير (كانون الثاني)، هو موضوع الرسالة التي بعث بها وزير الاقتصاد الإيراني إلى مجموعة العمل المالي "FATF" والتي طالب خلالها برفع اسم إيران من قائمتها السوداء في ما يتعلق بفقدان الشفافية في نظامها المصرفي.
صحيفة "أرمان ملي" اعتبرت أن هذه الخطوة "جيدة"، وقد تساعد في حل مشكلات إيران الاقتصادية إذا ما تم التوصل إلى اتفاق مع المجموعة الدولية.
صحيفة "شروع" أيضا كتبت حول الموضوع، وعنونت في صفحتها الأولى: "المفاوضات مع FATF حل متأخر جدا لكنه يبعث على الأمل"، وقالت إن طهران كان عليها أن تقوم بمثل هذه الإجراءات منذ وقت سابق وليس الآن.
على صعيد آخر دعت صحيفة "أرمان أمروز" النظام إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية القادمة شهرين آخرين من أجل إعادة النظر في طريقة تنظيم الانتخابات، والسماح لأكبر نسبة من المرشحين بخوض هذا السباق الانتخابي.
وأوضحت الصحيفة أن الوضع الحالي في إيران هو أن تيارا واحدا فقط هو من سيخوض الانتخابات، ولا أمل في أن نشهد انتخابات تنافسية بعد أن تم إقصاء وتهميش الآخرين.
وتستمر الانتقادات ضد مجلس صيانة الدستور على دوره الرقابي وحرمانه للعديد من الشخصيات والوجوه البارزة من المشاركة في الانتخابات بحجة عدم صلاحيتها، وقال الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، اليوم الخميس، في تصريحات انتقادية للمجلس المقرب من خامنئي: "كل من كان يدعم الحكومة السابقة تم رفض تزكيته"، وتساءل بالقول: "هل تريدون أن تكون هناك انتخابات كالانتخابات السابقة بحيث ينافس المرشح الرئيسي الأصوات الباطلة؟"
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"تجارت": قد نشهد حربا إقليمية غير مرغوب فيها من قبل طهران وواشنطن
قال المحلل السياسي، رحمان قهرمان بور، إن الرسائل المتبادلة بين طهران وواشنطن تدل على أن الطرفين لا يريدان توسيع نطاق الحرب في المنطقة.
وفي مقال له في صحيفة "تجارت" الاقتصادية، أضاف قهرمان بور أن الولايات المتحدة لا تريد قبول التزامات جديدة في المنطقة، كما لا تريد عكس عملية تقليص وجودها العسكري، في حين أن إيران لديها اعتبارات أخرى، كالاعتبارات الاقتصادية والسياسية الداخلية والحفاظ على الردع في "محور المقاومة".
وتابع الخبير في الشؤون الدولية: "قد تقع أحداث خارجة عن إرادة وسيطرة الحكومات الإقليمية، أي أن التوجّهات القائمة تُظهر أن حربا إقليمية لن تحدث، ولكن المفاجأة قد تسبب حربا، لأن ظروف المنطقة تجعلنا أمام تفاقم للأزمة غير مرغوب فيه، وفي مثل هذه الحالة يزداد تبادل الرسائل بين الدول لتدخل في عملية بناء الثقة".
"كيهان": حرب غزة أنهت النظم والرؤى العالمية البائدة
قالت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، إن حرب غزة قد ساهمت في سقوط النُظم والرؤى البائدة للنظام الدولي، لافتة إلى عجز الجميع في إيجاد مخرج للأزمة الحالية في غزة، بدءا من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، وعجز الولايات المتحدة في تغيير مسار الأحداث لصالحها، وفشل إسرائيل في نيل الأهداف المعلنة، وكذلك فشل الدول الإقليمية في القيام بدورها، وكلها دلائل على أن النظم السابقة قد انهارت وإن العالم اليوم بات أمام مرحلة جديدة.
وتحدثت الصحيفة عن "ظهور لاعبين جدد" لرسم صورة النظام العالمي الجديد، وقالت إن أحداث البحر الأحمر وفشل الولايات المتحدة الأميركية في التعامل مع الموضوع دليل قوي يعزز فرضية زوال النظام السابقة والتي تحكم العالم منذ عقود.
"دنياي اقتصاد": لا مجال للإصلاح الاقتصادي في ظل غياب رأس المال الاجتماعي
أشارت صحيفة "دنياي اقتصاد" إلى الوضع الاقتصادي السيئ في البلاد والحالة الاجتماعية المتأزمة، وقالت إن فقدان رأس المال الاجتماعي للحكومة سبب رئيسي في فشل مشاريعها الاقتصادية.
وكتبت الصحيفة في هذا السياق: "السعي للإصلاحات الاقتصادية في ظل غياب رأس المال الاجتماعي، يؤدي إلى مقاومة المواطنين ومعارضتهم لكل السياسات الحكومية ما يعني فشلها وعدم تحقيقها للنتائج المحددة".
وأضافت الصحيفة: لهذا فإن على السياسيين أن يدركوا أن أي إصلاح لا بد وأن يبدأ باستعادة ثقة الشعب بالحكومة، وإرجاع رأس المال الضائع، حسب تعبير الصحيفة.