تكثر هذه الأيام التحليلات في وسائل إعلام النظام الإيراني حول طبيعة "الانتقام" الذي كثيرا ما تحدث عنه المسؤولون الإيرانيون وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي.
أنصار النظام ومن بقي من المؤمنين بشعارات النظام حول المقاومة ومواجهة "الاستكبار العالمي" محرجون هذه الأيام، ويطالبون السلطات برد فعل حقيقي على أرض الواقع.
لكن يبدو أن النظام الإيراني لم يعد في مكانة تسمح له بتلبية هذه الرغبات من قبل أنصاره، إذ إنه مدرك تماما أن الرد الأميركي والإسرائيلي على أي استفزاز سيكون مدمرا، وربما الغرب وإسرائيل منتظرون، وبشدة، في أن تخطئ إيران ليتم الرد عليها بشكل ساحق، وهذا ما تظهره العمليات المستمرة من القتل والاغتيال في صفوف قادة "المقاومة".
فبعد أيام من قتل أكبر مستشار إيراني في سوريا، رضي موسوي، يتم اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري في قلب بيروت، وأمس أعلن عن مقتل قيادي كبير في حزب الله بغارات إسرائيلية، دون أن يكون هناك رد أو "انتقام" حقيقي من قبل النظام الإيراني ومحور المقاومة.
صحيفة "كيهان" نشرت اليوم، الثلاثاء 9 يناير (كانون الثاني)، مقالا مطولا بعنوان "الانتقام"، لكنها لم تشر إلى أي شكل من أشكال الانتقام المتوقع، واكتفت بالقول إن فضيحة أميركا وإسرائيل والغرب أمام المقامة بأنهم لم يستطيعوا هزيمتها، كما أنهم لم يترددوا في التواطؤ على ارتكاب الجرائم بحق الأطفال والأبرياء.
في سياق غير بعيد نقلت صحيفة "تجارت" تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، بشأن هجمات جماعة الحوثي المدعومة من إيران على السفن في البحر الأحمر، وقال إن هذه الهجمات إحدى نتائج حرب غزة، وستستمر.
ووصف ناصر كنعاني، في مقابلة مع الصحفيين أمس الاثنين، الحرب الإسرائيلية ضد حركة حماس بأنها "ظالمة"، و"كانت لها عواقب في المنطقة"، وأضاف: "إذا استمرت الحرب فإن هذه العواقب ستستمر".
من الملفات الأخرى التي تناولها بعض الصحف مثل "أترك" و"بيام ما" هو أزمة الجفاف التي تضرب العديد من المدن الإيرانية، وعلى رأسها العاصمة طهران ومشهد وبلوشستان، ولفتت هذه الصحف إلى الإجراءات التي تقوم بها السلطات من أجل توفير المياه للمواطنين.
في شأن آخر تحدثت صحيفة "رويداد أمروز" عن ظاهرة جديدة تشهدها إيران هذه الأيام وهي "الهجرة الافتراضية"، وقالت إن الهجرة لم تعد فقط مغادرة البلاد، وإنما هناك ظاهرة جديدة وهي أن يعمل المتخصصون والخبراء في مجالاتهم عبر العالم الافتراضي إلى شركات ودول أخرى.
وقالت الصحيفة إن أزمة الهجرة في إيران تأخذ أبعادا وأشكالا جديدة في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية والسياسية في البلاد.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جوان": روحاني قد لا يكون موجودا عندما يختار مجلس خبراء القيادة خليفة للمرشد خامنئي
قالت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، إن الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني يحاول أن يكون أحد أعضاء مجلس خبراء القيادة في المرحلة القادمة، لأنه يعتقد بأن مجلس الخبراء سيكون مضطرا في الدورة الجديدة، والتي تستمر 5 سنوات، أن يختار خليفة للمرشد علي خامنئي، وأن "يقدم على اتخاذ القرار الصعب والهام".
الصحيفة هددت روحاني بشكل مبطن، وقالت: "روحاني تصور أن المجلس سيجبر على اختيار المرشد الجديد، لكنه لم يتصور أنه قد لا يكون موجودا هو نفسه في تلك المرحلة".
هذه التصريحات التي تحمل في باطنها تهديدا لروحاني تأتي وسط تزايد الحديث عن خليفة المرشد، حيث يتخوف البعض من أن يقدم مجلس الخبراء المسيطر عليه من قبل مقربين من خامنئي باختيار نجله أو شخصية مقربة له كخليفة له، لا سيما بعد تقارير وأخبار تتحدث عن الوضع الصحي غير المستقر للمرشد الإيراني.
تعليق الصحيفة جاء ردا على تغريدة للناشط السياسي المعروف محمد مهاجري، والذي قال إن الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي يحاول العمل جاهدا على إقصاء روحاني من مجلس خبراء القيادة عبر رفض تزكيته من قبل مجلس صيانة الدستور.
ومجلس صيانة الدستور هو مجلس رقابي مهمته تزكية من يحق له الترشح لجميع أشكال الانتخابات السياسية في البلاد، ومسيطر عليه بشكل تام من قبل خامنئي، إذ إنه يعين 6 من أعضائه البالغين 12 عضوا، فيما يعين رئيس السلطة القضائية، المعين من قبل خامنئي أيضا، الستة الآخرين.
"اعتماد": الدور الرقابي الصارم لمجلس صيانة الدستور يساهم في تقليل نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات
صحيفة "اعتماد" تطرقت إلى الدور الرقابي الصارم الذي يقوم به مجلس صيانة الدستور، وقالت إن الرفض الأخير لنطاق واسع من المرشحين للانتخابات البرلمانية من قبل هذا المجلس قد حطم الأرقام القياسية السابقة، وهو ما أثار انتقادات واسعة من قبل السياسيين والنواب والمحللين، مؤكدين أن هذا النهج المعتمد من قبل مجلس صيانة الدستور سيكون العامل الرئيسي في عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات.
الصحيفة قالت إن مجلس صيانة الدستور رفض في الأيام الأخيرة تزكية أكثر من 14 ألف مرشح دون أن يعلق أحد على هذا الرفض الواسع وغير المسبوق في تاريخ البلاد.
وأجرت الصحيفة مقارنة مع حالات الرفض وعدم التزكية في تاريخ البرلمان الإيراني منذ بداية الثورة وحتى يومنا هذا، حيث خلصت إلى أن في البرلمان الأول بعد الثورة لم يتم رفض تزكية سوى 1.2% من المرشحين، في حين وصلت هذه النسبة في الدورة الحالية إلى أكثر من 55%.
وأكدت الصحيفة أن مراجعة تاريخ هذه البرلمانات تظهر أن كلما اتسع نطاق رفض المرشحين رأينا في المقابل تراجعا في نسبة المشاركة من قبل المواطنين.
"أترك": اسمعوا التحذيرات حول أزمة المياه
أشارت صحيفة "أترك إلى الأزمة المتفاقمة في المياه في العاصمة طهران وفي معظم المدن والمناطق الإيرانية، وقالت في تقريرها الذي جاء بعنوان: "احذروا من تفاقم أزمة المياه"، إنه ينبغي على المسؤولين وصناع القرار في البلد التفكير جديا بحلول جذرية لأزمة الجفاف وشح المياه في البلد.
الصحيفة نقلت كذلك تصريحات المتحدث باسم مشاريع المياه الوطنية، عيسى بزرك زاده، الذي قال إن العاصمة طهران تشهد جفافا وظروفا خاصة فيما يتعلق بتأمين المياه، معربا عن أمله في أن لا تؤدي الأوضاع إلى العمل بنظام الحصص المائية للمواطنين.
وقال المسؤول الإيراني حسبما جاء في الصحيفة: "في الوقت الراهن نقوم ببعض الأعمال والإجراءات من أجل توزيع المياه، وإذا تعاون سكان العاصمة في نمط الاستهلاك فإننا لن نواجه مشكلة في توفير المياه اللازمة للشرب".