تستمر الانتقادات لطريقة تعاطي السلطات الأمنية والاستخباراتية، مع حادث "كرمان"، وعدم اعتذار أي مسؤول من الشعب الإيراني، على الرغم من التأكيد على وجود الضعف والخلل في طريقة إدارة الأوضاع قبل وبعد الحادثة.
بعض الصحف مثل "توسعه إيراني" أشارت إلى تصريحات المسؤولين حول كشفهم عن العديد من العبوات الناسفة والمتفجرات قبل الحادثة وقد أُعدت للتفجير في ذكرى مقتل سليماني، وتساءلت عن السبب الذي جعل السلطات تمتنع عن إلغاء هذه الفعالية، على الرغم من وجود هذه التهديدات والمخاطر.
نشرت صحيفة "آرمان امروز" مقالاً للكاتب والمحلل السياسي، سيد محمود صدري، حول الظروف التي تعيشها إيران والأرضية المناسبة لظهور مثل هذه الأحداث، وقالت إن السلطة، وبعد أكثر من أربعة عقود من الثورة، لم تستطع أن تخلق حالة طبيعية من الأمن، وهي لا تزال تمثل مناخًا مناسبًا لاستقبال الإرهابيين.
وقال صدري: إن السلطة الإيرانية وبعد 4 عقود من الحكم لم توفق في جلب الاستقرار إلى الداخل، كما أنها لم تستطع أن تكون ناجحة في علاقاتها الخارجية.
وقارنت الصحيفة بين الحالة الأمنية والاستقرار في إيران وعدد من الدول، وخلصت إلى أن دولًا صغيرة ومستقلة حديثًا، وكذلك الدول العربية، لاسيما الخليجية، منها تعيش أوضاعًا وأمنًا أفضل من إيران بكثير.
وفي شأن غير بعيد، انتقدت صحيفة "اعتماد" عدم تحمل أي من المسؤولين في إيران للمسؤولية تجاه أحداث كرمان، وقالت: خلال الـ 15 شهرًا الماضية شهدنا 3 هجمات نفذها تنظيم داعش، وخلال هذه الفترة لم يتحمل مسؤول واحد الأخطاء التي تقع، ولم نر أي استقالة أو اعتذار للشعب!
وأضافت: يبدو أن دماء المواطنين غير مهمة لدى المسؤولين وصُنَّاع القرار في إيران.
وفي سياق منفصل علقت صحيفة "آفتاب يزد" على أزمة المياه، والتقارير التي تحذر من موسم جفاف جديد في إيران، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "كابوس شح المياه"، وتوجهت بسؤال إلى المسؤولين بالقول: "ماذا أعددتم لأزمة شح المياه في فصل الصيف القادم؟".
وتطرقت صحيفة "إسكناس" أيضًا، في تقرير لها حول هذا الموضوع، وتحديدًا أزمة شح المياه في العاصمة والجفاف المتزايد في السدود المائية وكتبت في عنوانها الرئيس: "الموارد المائية في طهران بحالة مأساوية".
وفيما يلي تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": 4 سنوات على حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية ولا نية لمحاسبة المسؤولين المقصرين
أشارت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إلى الذكرى السنوية الرابعة لإسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخين للحرس الثوري، ومقتل 176 شخصًا كانوا على متنها، وتساءلت عن مصير تلك المحاكمات والمطالب التي لا تتوقف من قِبل أهالي الضحايا.
وأشارت الصحيفة أيضًا إلى إخفاء السلطات الإيرانية حقيقة استهداف الحرس الثوري الطائرة بصاروخين حربيين، والإنكار لثلاثة أيام متواصلة هذا الموضوع، وهو ما خلق صدمة كبيرة بين الإيرانيين بعد أن اعترفت السلطات بأنها أسقطت الطائرة "عن طريق الخطأ".
الصحيفة أجرت مقابلة مع أسرة أسدي لاري، التي فقدت شخصين في هذه الحادثة، والتي أكدت للصحيفة أنها لاتزال مصرة على محاسبة المسؤولين عن تلك الفاجعة، على الرغم من الضغوط والتهديدات التي تتعرض لها من قِبل النظام.
وقالت الأسرة، كما جاء في الصحيفة، إنه وبعد 20 جلسة من المحاكمات لم يحصلوا سوى على كلام سخيف، وتم تجاهل مطالبهم واعتراضاتهم حول المحاكمات وطريقتها.
ولفتت الصحيفة كذلك، إلى ما صرحت به السلطات حول إصدار حكم بالسجن 13 عامًا على شخص ذكرت أنه المسؤول عن إطلاق الصاروخين في تلك الليلة، دون أن تُعرِّف هويته الحقيقية مكتفية برمز يشير إلى اسمه، وهو "م. خ".
وتوضح الأسرة للصحيفة أنهم لايزالون يواصلون جهودهم، لكن لا أحدًا مستعد للتعامل معهم، وأينما ذهبوا يقال لهم إن الملف سري ولا يمكن الاستمرار فيه.
السؤال الرئيس الذي لا يزال مطروحًا وبقوة في هذا الخصوص هو: لماذا لم تمنع السلطات الطيران في تلك الليلة، التي كانت تنتوي فيها تنفيذ عمليات عسكرية، وهو سؤال يذكرنا بانفجارات "كرمان" قبل أيام؛ حيث ادعت السلطات أنها كشفت في الأيام، التي سبقت احتفال ذكرى مقتل قاسم سليماني، عن 64 عبوة ناسفة ومواد معدة للانفجار، فلماذا لم يتم إلغاء ذلك المراسم، على الرغم من وجود مخاطر تهدد حياة المواطنين؟
"توسعه إيراني": أحداث "كرمان" تكشف عن مدى حرية حركة الإرهابيين داخل البلاد
أشارت صحيفة "توسعه إيراني" أيضًا إلى تصريحات المسؤولين في محافظة كرمان حول كثرة المحاولات الإرهابية التي خُطط لها في ذكرى سليماني حسب المسؤولين الإيرانيين، وقالت: إن هذا يظهر مدى نفوذ هذه الشبكة الإرهابية داخل البلاد، ويكشف عن الضعف الأمني في المناطق الحدودية، بحيث أصبح "الإرهابيون والداعشيون" يتجولون بكل أريحية في مدن إيران.
وتساءلت الصحيفة عما يطرحه المسؤولون اليوم؛ حيث يزعمون أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية كانت مستعدة لحماية هذه الفعالية، فلماذا لم تقم هذه الأجهزة بتفريق المواطنين بعد وقوع الانفجار الأول من أجل تقليل نسبة الخسائر البشرية؟
وتضيف الصحيفة كذلك: "لماذا لم يتم إلغاء المناسبة، على الرغم من كشف هذا الكم الهائل من المواد المعدة للانفجار قبل الحادث؟ ولماذا سمحوا بأن تشهد البلاد أكثر حادثة دموية في العقود الأخيرة؟".
"دنياي اقتصاد": طهران عاصمة الاكتئاب
في تقرير حول الأوضاع الاقتصادية، وآثارها الاجتماعية في طهران، قدمت صحيفة "دنياي اقتصادي" تقريرًا مفصلاً عن دراسة أُجريت حول سكان العاصمة طهران والظروف النفسية والاجتماعية التي يعيشونها بسبب الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ سنوات.
وقالت الصحيفة: إن نتائج بحث أحد المراكز الدراسية في طهران أظهرت إن 7. 99 بالمائة من سكان طهران لا يشعرون بالارتياح والحيوية، واصفة طهران بأنها "عاصمة الاكتئاب".
وأضافت الصحيفة، أن سكان جميع مناطق طهران يشعرون باستياء عميق من الأوضاع المعيشية، وطرق إدارة المدينة الكبرى في إيران، وأكدت أن درجة جودة الحياة في العاصمة الإيرانية ليست سيئة فحسب، بل إنها تحت الصفر.
وعن أسباب هذه الكآبة وفقدان الحيوية بين سكان العاصمة، قالت الصحيفة: إن السبب الرئيس يعود للأوضاع الفوضوية في المدينة وانعدام المساحات الخضراء والصالات الرياضية والترفيهية والحالة السيئة للحدائق العامة وانتشار الجرائم والابتزاز والسرقة وشتى المشاكل الاجتماعية الاخرى، التي ضاعفت من نسب الاكتئاب بين المواطنين في طهران.