أدت موجة التسمم الجديدة الناجمة عن استهلاك الكحول المغشوش في إيران هذه المرة إلى وفاة 7 أشخاص على الأقل في مدينة ماكو الواقعة في محافظة أذربيجان الغربية.
وكتبت صحيفة "اعتماد" في تقرير لها يوم، أمس، أنه بالإضافة إلى المتوفين، فإن أحد مستخدمي هذه المشروبات كان يعاني أيضًا مشاكل في الرؤية.
ونشرت التقارير الأولية عن وفيات الكحول المقلدة في 3 يناير (كانون الثاني)، وأعلن المدعي العام في ماكو، صابر جعفري، وفاة ثلاثة أشخاص وتسمم أكثر من 20 شخصًا.
وأعلنت "اعتماد"، نقلًا عن مصدر مطلع، أمس، السبت، ارتفاع عدد الوفيات، وكتبت أن أحد الضحايا فتى يبلغ من العمر 23 عامًا وقد أصيب والده بجلطة دماغية وتوفي عندما سمع نبأ وفاته.
أضاف هذا المصدر المطلع أن أيًا من الأشخاص المسمومين لم يشارك في حفلة، بل تم تسممهم بشكل فردي بسبب تناول الكحول المزيف.
وكان أولئك الذين تعرضوا للتسمم قد اشتروا هذه المشروبات الكحولية من البائعين الذين يقومون بإعداد الخمور محلية الصنع.
وفي وقت سابق، أعلن المدعي العام في ماكو، إلقاء القبض على أربعة أشخاص يرجح أنهم بائعو هذه المشروبات.
وفي منتضف يونيو(حزيران) من العام الماضي، تعرض العشرات من المواطنين في محافظات: طهران، وألبرز، ومازندران، وهرمزكان، وقزوين، للتسمم وماتوا جراء تناول ما تسميه الحكومة "الخمور المقلدة" أو الكحول الصناعي.
في الوقت نفسه، أعلن مهدي فروزش، مدير عام الطب الشرعي في محافظة طهران، ارتفاع عدد "الوفيات الناجمة عن التسمم الكحولي" وقال إنه في أبريل ومايو من هذا العام، توفي 26 شخصا في العاصمة بسبب التسمم الكحولي.
ووفقًا لقوله، توفي 22 من هؤلاء الأشخاص بعد تناول الميثانول (الكحول الصناعي وغير الصالح للشرب)، وتوفي أربعة آخرون بعد تناول الإيثانول.
وتشير التقارير إلى أن معظم الضحايا في المدن الإيرانية تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا.
وكتبت "اعتماد" في تقريرها، السبت، استنادًا إلى أخبار رسمية، أنه منذ صيف العام الماضي، توفي 44 شخصًا على الأقل بسبب تناول مشروبات كحولية مغشوشة.
وأكدت هذه الصحيفة، نقلًا عن بيانات مقال بحثي، أن هناك علاقة مهمة بين عمر المستهلكين وجنسهم، وأن عوامل مثل سجل استهلاك الأشخاص للكحول، وتعليمهم، ومهنتهم، وما إلى ذلك، مؤثرة في التسمم والوفاة الناجمة عن استهلاك المشروبات الكحولية المقلدة.
ووفقًا للنتائج، فإن التكرار النسبي لاستهلاك الكحول بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا أعلى بثلاث مرات من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 30 عامًا.
وأكثر من 85% من المصابين بالتسمم هم من الرجال، وتعد "اضطرابات تعاطي الكحول" أكثر شيوعًا بينهم بشكل ملحوظ مقارنة بالنساء، ويبدو أن ذلك يرجع إلى سهولة حصولهم على هذه المشروبات.
كما أن أكثر من 40% من المصابين بالتسمم يتعاطون المشروبات الكحولية بسبب السعادة والنشوة.
ويقول أكثر من 80% من المصابين بالتسمم بالكحول إن سبب تعاطيهم هو البطالة وقلة الترفيه.
ووفقًا لهذا البحث، فإن أكثر من 80% من الأشخاص المسمومين يشترون الكحول من الباعة المتجولين.
ويؤكد هذا المقال على تورط البائعين في وباء تسمم الميثانول عن طريق استخدام هيبوكلوريت الصوديوم وإزالة اللون من الكحول الصناعي، وهو المكون الرئيسي للميثانول، وبيعه على شكل إيثانول.
يهدد التسمم وفقدان البصر والفشل الكلوي والموت، حياة مئات المواطنين الإيرانيين كل عام بسبب عدم إمكانية الحصول على المشروبات الكحولية القياسية.
بيع واستهلاك المشروبات الكحولية غير قانوني في إيران. ويمكن للنظام القضائي أن يحكم على المستهلك بالجلد 80 جلدة في المرة الأولى التي يتم فيها القبض عليه و"الإعدام" إذا كرر عدة مرات.
في عام 2018، صنفت منظمة الصحة العالمية إيران في المرتبة التاسعة في استهلاك الكحول.
ووفقا لتقرير هذه المنظمة، فإن كل مدمن على الكحول في إيران يشرب 25 لترا من الكحول سنويا.