تستمر موجة الانتقادات ضد قرار الحكومة برفع أسعار الإنترنت بنسبة 34 بالمئة في الوقت الذي يعاني فيه الإيرانيون شتى أشكال الغلاء وارتفاع الأسعار لتضاف عليهم تكاليف جديدة تثقل كواهلهم.
وقد غطت الصحف الصادرة اليوم ردود الأفعال والاستياء الشعبي الحاصل نتيجة رفع أسعار الإنترنت، كما أشارت بعض الصحف إلى بطء الإنترنت وقالت: كيف تستطيع الحكومة رفع أسعار الإنترنت التي هي في الأصل غاية في الرداءة والضعف.
واعترضت صحيفة "كيهان"، وهي من الصحف الموالية للنظام والحكومة أيضا، على هذا القرار وقالت: "في الحد الأدنى كان عليكم أولا تحسين جودة الإنترنت قبل رفع أسعارها".
وأشارت صحيفة "آرمان ملي" إلى وعود سابقة لوزير الاتصالات في حكومة "رئيسي" حيث وعد بعدم رفع أسعار الإنترنت، وقالت إن كل شيء في هذه الحكومة يقع بالعكس، فإذا وعدوا أن يفعلوا فإنهم لا يفعلون وإذا وعدوا ألا يفعلوا فإنهم يفعلون!.
وغطت صحف أخرى كلام المرشد علي خامنئي الذي استمر بحديثه عن "ضرورة دعم المقاومة" ودور سليماني في هذا الأمر، كما لفتت صحف مثل "خراسان" و"سياست روز" إلى ثناء خامنئي على قائد فيلق القدس الحالي إسماعيل قاآني والذي قال إنه يقوم بجهود "جيدة" في دعم المقاومة.
لكن دعم خامنئي لـ"محور المقاومة" يبدو له طبيعته الخاصة وشكله الفريد بعد تجربة الحرب في غزة، حيث هرع خامنئي ومنذ اليوم الأول من الحرب إلى التبرؤ من تلك المقاومة واكتفى بحديثه عن الدعم المعنوي والإعلامي المقدم لغزة.
وقد اتهم مراقبون النظام الإيراني وقيادته بتغليب عنصر الطائفية على شعارات المقاومة، حيث امتنعوا عن تقديم الدعم لحركة حماس في حربها غير المتكافئة مع إسرائيل مؤكدين أن النظام الإيراني كان سيقدم على خطوات أكثر فاعلية لو واجه حزب الله أو جماعة شيعية مثل هذه الحرب، لكن النظام الإيراني لا يزال ينطلق من مبدأ طائفي، كما أنه لم ينس بعد عدم دعم حماس للنظام السوري بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضده عام 2011.
وفي شأن آخر نقلت صحيفة "شرق" تصريحات رئيس حزب "رواد البناء" الإصلاحي حسين مرعشي الذي انتقد فيها الأوضاع السياسية في البلاد وقال نحن في جبهة الإصلاح ننتظر قرار مجلس صيانة الدستور حول تزكية المرشحين، وفي حال لم يؤيد مرشحينا فإننا سننسحب من الانتخابات ونتركهم وحدهم يتنافسون فيما بينهم.
وقال مرعشي إن البلاد تمر بأوضاع سيئة ونواجه تحديات ضخمة للغاية، فللعام الخامس على التوالي نشهد تضخما فوق 40 بالمئة وهناك نقص في الميزانية والمواطنون مدركون لهذه الأوضاع السيئة.
والآن إلى تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان ملي": روحاني: لا بديل عن النظام الحالي ويجب العمل على إصلاحه وترميمه
نقلت صحيفة "آرمان ملي" تصريحات الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني التي انتقد فيها الأجواء السائدة في إيران قبيل الانتخابات البرلمانية واحتمالية مقاطعة شعبية كبيرة من الناخبين في تلك الانتخابات.
وانتقد روحاني الرقابة على الترشح واتخاذ مجلس صيانة الدستور إجراءات متشددة ضد الراغبين في خوض السباق الانتخابي وقال: "هل كنا نطمح لمثل هذا الأيام بأن نرى المشاركة بالانتخابات في أكثر حالتها تفاؤلا لا تتجاوز 35 أو 40 بالمائة؟".
كما ادعى الرئيس الإيراني السابق أنه لا يمكن إيجاد بديل لهذا النظام، والأفضل القيام بإصلاح وتصحيح عيوبه، مضيفا: "ما زلنا لم نصل إلى نقطة اليأس وحتى الآن لا نقول إنه لم يعد بإمكاننا التغيير والتحول".
واستدرك روحاني بالقول: "لكن يجب أن نعترف بأن صناديق الاقتراع تم إفسادها ويجب علينا إحياؤها من جديد، وبالرغم من صعوبة إقناع المواطنين بالمشاركة في الانتخابات من جديد إلا أننا يجب أن نحاول ونعمل على إقناعهم".
"إعتماد": جماهير الشعب فقيرة والاقتصاد يدار عبر قنوات الفساد والمحسوبية
سلطت صحيفة "إعتماد" الإصلاحية في تقرير لها الضوء على الأوضاع الاقتصادية، وأشارت إلى برنامج تلفزيوني على القناة الرابعة في إيران استضاف عددا من الخبراء الاقتصاديين أمثال سعيد ليلاز تطرقوا فيه إلى أوضاع إيران الاقتصادية.
وقال ليلاز إن السمة الغالبة على الاقتصاد الإيراني هو إدارته عبر القنوات المولدة للفساد والمحسوبية، مضيفا: منذ 6 سنوات ونحن ندير البلاد عبر طباعة النقود دون خلفية داعمة وهذه الطباعة غير المدعومة بشيء لابد وأن تؤدي إلى التضخم، نحن اليوم نعيش أطول فترة تضخم مرتفع في تاريخ إيران.
وأضاف الباحث: ارتفعت السيولة لدينا اليوم 26 بالمئة، ولا يمكن إدارة البلاد دون وجود رؤية اقتصادية واضحة، لافتا إلى أن الحكومة ليس لديها ما تقدمه في المجال الاقتصادي.
كما نوه الكاتب بضرورة القيام بسلسلة من الإجراءات "المؤلمة" للغاية كونها لم تنفذ في وقتها المناسب، مضيفا أن جماهير الشعب ليست مستعدة للانخراط في دعم الاقتصاد، لأنها باتت فقيرة ومهزومة ولا تريد الدخول في عجلة الاقتصاد.
"ستاره صبح": هناك مؤامرة تحاك ضد إيران لتوريطها في الحرب
قال الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي جلال ساداتيان إن هناك "مؤامرة" تحاك ضد إيران لجرها وتوريطها في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس وذلك من أجل وضع إيران في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية.
واوضح الكاتب في مقال بصحيفة" ستاره صبح" أن :"ما يحدث هو لعبة سياسية يجب على إيران الابتعاد عنها والتأكيد عبر استخدام الأدوات القانونية والأمنية والسياسية بأنها لا تلعب دورًا في خلق التوتر بالمنطقة، وذلك من أجل تجاوز هذه المؤامرة".
وأضاف ساداتيان: على الرغم من أن الحوثيين أعلنوا أنهم سيهاجمون السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر طالما كان هناك قصف على غزة وأنهم لا يتلقون تعليمات من أحد، وكذلك أكدت إيران وحزب الله أنهما لم يشاركا في الإعداد للحرب، إلا أن الحكومات الغربية تحاول أن تنسب ذلك بطريقة أو بأخرى إلى إيران، لتوريطها في الحرب".