تطرقت الصحف الصادرة اليوم الأحد في إيران إلى مجموعة من القضايا الداخلية والخارجية شملت الاقتصاد والسياسة الخارجية والعلاقة مع الغرب والحرب في غزة بالإضافة إلى ملف الانتخابات البرلمانية القادمة.
وقد نشرت صحيفة "آرمان ملي" مقالا للكاتب الإصلاحي صادق زيبا كلام بعنوان: "لماذا أصبح الناس لا يثقون بصناديق الاقتراع؟" وأشار فيه إلى أن المواطن في إيران أصبح لا يعتبر الانتخابات مخرجا للمشاكل السياسية والاقتصادية للبلاد.
ولفت زيبا كلام إلى أن شريحة الشباب والدارسين هي أكثر الإيرانيين يأسا من الانتخابات، وقال إن آخر مرة كان الإيرانيون يأملون في أن تؤدي الانتخابات إلى مخرج هي قبل 6 سنوات عندما شاركوا في الانتخابات الرئاسية وفاز بها السيد روحاني.
بدورها نشرت صحيفة "إعتماد" مقالا للكاتب الإصلاحي البارز عباس عبدي الذي عنون مقاله بالقول: "تراجع نسب الفساد في إيران أمر مستبعد"، وقال إن المسؤولين الحاليين سابقا كانوا يدعون لمحاربة الفساد لكن وعند توليهم المناصب أصبح الفساد أكثر انتشارا، وبات مسؤولون كبار بمستوى وزراء متورطين في هذه الملفات.
وفي سياق آخر سلطت صحيفة "جمهوري إسلامي" الضوء على العزلة التي تعيشها إيران على الصعيد الدولي، وأشارت إلى تصريحات الرئيس الإيراني قبل أيام، والتي تباهى فيها بتطوير علاقات إيران الخارجية في عهده وانضمام طهران إلى منظمات دولية مثل بريكس وشنغهاي للتعاون.
وقد خاطبت الصحيفة "رئيسي" بالقول: "يا سيد رئيسي هذه تصريحاتكم تشبه التصريحات الدعائية للانتخابات، فلو سمحتم للمواطنين بالكلام لقالوا إنهم لا يقبلون شعاراتكم، وإنّ أظهرهم قد انحنت أمام الضغوط الاقتصادية".
وأضافت الصحيفة: "المواطنون يدركون جيدا أن الانضمام إلى منظمات نظير بريكس وشنغهاي شبيه بافتتاح مشروع شبه مكتمل حيث كانت الحكومة السابقة قد أعدت كامل الإجراءات والمراحل لتقطفوا أنتم ثمارها وتتفاخروا بها".
وقالت "جمهوري إسلامي": "بالرغم من محاولات الأعداء عزل طهران دوليا إلا أن الحقيقة الساطعة هي أن العامل الرئيسي في عزلة إيران هي المسؤولون الإيرانيون لا غير".
وأشار الكاتب والمحلل السياسي حسين علائي إلى الأوضاع في فلسطين واغتيال القيادي البارز رضي موسوي على يد إسرائيل وقال إن الواضح هو أن تل أبيب تريد توريط إيران من خلال هذه العمليات.
وانتقد الكاتب في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" الضعف المعلوماتي الذي أدى إلى وصول إسرائيل إلى شخصية بهذا المستوى وقتله، وقال: ينبغي على الجانب الإيراني تعزيز الحماية الأمنية في حراسة قياداته لكي لا تسهل المهمة على إسرائيل في الوصول إلى أهدافها.
على صعيد آخر أشار المحلل السياسي كورش أحمدي في مقال بصحيفة "تجارت" الاقتصادية إلى تقرير الوكالة الدولية عن حجم اليورانيوم المخصّب لدى إيران وتصاعد الصراع بين واشنطن وإيران وحلفائها في المنطقة، وقال إن الاتفاق غير المكتوب بين إيران وأميركا في عمان أصبح يعاني من الانهيار، كما وصف الكاتب تسريب أجزاء من تقرير مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل غروسي لأعضاء الوكالة بالتطور المهم.
والآن إلى تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"خراسان": وزارة الخارجية الإيرانية تدعي دون دليل تراجع روسيا عن مواقفها من الجزر الثلاث
تطرقت صحيفة "خراسان" إلى ما أعلنت عنه وزارة الخارجية الإيرانية قبل أيام، حيث ادعت بأن روسيا تراجعت عن مواقفها الداعمة للرواية العربية حول موضوع الجزر المتنازع عليها بين طهران وأبوظبي.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الإيرانية قبل أيام أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال خلال محادثة له مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، إن روسيا تحترم السيادة الإيرانية وهذا هو الموقف الثابت لموسكو.
وتضيف الصحيفة لكن عند مراجعة ما نشرته وزارة الخارجية لا نجد شيئا من هذا القبيل، حيث نشرت وزارة الخارجية الروسية على صفحتها الإنجليزية محتوى المحادثة بين لافروف وعبداللهيان دون أن تكون هناك أي إشارة لما أوردته وزارة الخارجية الإيرانية حول تراجع روسيا عن مواقفها.
وكتبت صحيفة "خراسان" تعليقا على ذلك: "يا سيد عبداللهيان هل قمت بتحريف الخبر أم السيد لافروف؟ لماذا لم تعترض على مواقف روسيا؟".
"إعتماد": ممارسات حراس الحجاب الإجباري غير قانونية وتخل بالنظام والاستقرار
أشار الباحث الحقوقي كامبيز نوروزي في مقابلة مع صحيفة "إعتماد" الإصلاحية إلى المضايقات والضغوط التي تمارسها السلطة ضد المواطنين، لاسيما النساء الرافضات للحجاب الإجباري، عبر التساهل مع أنصارها المتطرفين.
ولفت الكاتب إلى ما يسمى بـ"حارسات الحجاب" اللاتي يمارسن المضايقات على النساء في الشوارع، قائلا: إن هذا المصطلح ليس له وجود قانوني محدد وهن لا يحق لهن دستوريا وقانونيا القيام بما يقمن به من أفعال في الأماكن العامة.
كما لفت نوروزي إلى قيام "حارسات الحجاب" بتفتيش حقائب المواطنين وفتح أجهزتهم وهواتفهم المحمولة قسرا، وقال إن الشرطة نفسها لا يحق لها القيام بمثل هذه الممارسات ناهيك عما يسمى بحارسات الحجاب.
وقال الخبير القانوني إن هذه المجموعة ظهرت نتيجة "بدعة غير متعارفة"، منوها إلى أن مهمة الحكومات هي توفير الأمن والنظام في المجتمع وهذه الفعاليات التي يقوم بها هؤلاء النساء تخل بالنظام وتنشر الفوضى في المجتمع.
"دنياي اقتصاد": طهران عاصمة المشردين من الطبقة الوسطى
أشارت صحيفة "دنياي اقتصاد" إلى الهجرة المطردة من العاصمة طهران إلى الأرياف والمدن الأخرى، وقالت إن الإحصائيات تظهر أن معظم التنقلات المنزلية تتم من قبل الطبقة الوسطى حيث ينتقلون إلى أماكن أدنى من حيث الخدمات وجودة الحياة، كما أن ذوي الدخل المحدود ينتقلون إلى خارج طهران بعد أن أصبح العيش هناك مكلفا وشبه مستحيل.
وقد حذرت الصحيفة من استمرار هذه الحالة، وقالت إنه وفقا لقراءة الخبراء الاجتماعيين فإن هذا التحول والتنقل "غير مسبوق في تاريخ المدن الكبرى بالعالم".
وأكدت الصحيفة أنه ناقوس خطر يدق في هذا المجال، وسوف يؤدي إلى خلق حالة من التوتر الاجتماعي، كما سيجعل من العاصمة طهران "عاصمة للمشردين من الطبقة الوسطى".