أجرت صحيفة"هم ميهن"مقابلات مع نشطاء وبرلمانيين سابقين أكدوا لها غياب التنافس في الانتخابات البرلمانية المرتقبة بعد موجة الإقصاء التي استهدفت المنتقدين للسياسات الحالية في إيران. وذلك بعد يومين من تصريحات خامنئي حول ضرورة المشاركة الواسعة في الانتخابات وخلق أجواء انتخابية ساخنة.
وقد صدرت الصحيفة تقريرها بعنوان "مكان المنافس فارغ في الانتخابات" لترد بشكل غير مباشر على كلام خامنئي حول أهمية التنافس في الانتخابات، وهو كلام ملأت به الصحف المقربة من النظام صفحاتها الأولى في العدد الصادر أمس الأحد.
وقال النشطاء للصحيفة إن الانتخابات التي يشارك فيها طرف واحد هي شكل من أشكال الدكتاتورية، وهو ما قاد إلى العزوف عن المشاركة في هذه الانتخابات سواء بين عامة الشعب أو بين النخب السياسية غير الأصولية.
وأشارت صحف أخرى إلى تصريحات وزير الداخلية بعد يوم من تصريحات خامنئي حول ضرورة فتح المجال للجميع، وخلق أجواء تنافسية في الانتخابات، وقالت إن تصريحات الوزير التي أكد خلالها استمرار الرقابة على الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تبين أنه لا أمل في تحسين الوضع إن لم يصبح أكثر سوءا.
وفي شأن منفصل علقت صحيفة "توسعة إيراني" على قرار السلطات تنفيذ حكم قطع أطراف أحد المواطنين بتهمة السرقة بعد أن ثبت عنه أنه قام بسرقة تقدر بـ 30 مليون تومان وقارنت ذلك بالفساد الكبير في "ملف الشاي" حيث سرق مسؤولو شركة واحدة (شركة دبش للشاي التابعة للحكومة) 3 مليارات و 800 مليون دولار دون أن تتم محاسبة أحد، بل إن المسؤول الرئيسي في هذا الملف يكرم ويتم تعيينه سفيرا لإيران بدل سجنه ومحاكمته.
وعلى صعيد الحرب في غزة نقلت صحيفة "خراسان" عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قوله إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق سياسي بين إسرائيل وحماس بحلول نهاية هذا العام دون أن تقدم الصحيفة مزيدا من الإيضاحات حول الموضوع.
وقالت "خراسان" إنها سألت الوزير عن موضوع الرسائل المتبادلة بين طهران وواشنطن حول الحرب في غزة لتؤكد أنه وبناء على تصريحات عبداللهيان لم تكن هناك رسائل بين البلدين في الفترة الأخيرة.
بدورها نقلت صحيفة "جملة" تصريحات لوزير الخارجية حول ممارسات جماعة الحوثي وهجماتهم ضد السفن التجارية في البحر الأحمر حيث قال عبداللهيان إنه لا علاقة لطهران بهذه الهجمات وإن الحوثيين يقومون بها بشكل مستقل.
وأكد عبداللهيان، كما جاء في الصحيفة: "الحوثيون لديهم إمكانيات قوية، قرارهم في الدفاع عن غزة مستقل عنا تماما، واتهامات أميركا لنا لا صحة لها. لقد رددنا على عملية مقتل سليماني وأعلنا عن ذلك، لهذا فإن الأعمال التي يقوم بها الآخرون لا علاقة لنا بها، ليس هناك أي مجموعات تعمل بالنيابة عنا".
والآن إلى تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"شرق": إيران في موقف ضعف ولا تستطيع الرد بشكل حقيقي على روسيا
قال الباحث والناشط السياسي حميد أبوطالبي، في مقابلة مع صحيفة "شرق" الإصلاحية، إن الانتقادات والتصريحات التي صدرت في الأيام القليلة الماضية من المسؤولين الإيرانيين تجاه روسيا وسياساتها هي للاستهلاك الداخلي؛ موضحا أن إيران لا تملك الأوراق والأدوات اللازمة للضغط على موسكو.
وأوضح الناشط السياسي أن السياسة الخارجية الإيرانية ليست متوازنة، ولا تقوم على أساس المصالح الوطنية لطهران، لافتا إلى أنه ومنذ الحرب الأوكرانية أصبحت السياسة الخارجية الإيرانية توجه من قبل روسيا، وباتت تابعة لها في قرارها السياسي على الصعيد الخارجي.
وسخر الباحث من تصريحات المسؤولين الذين قالوا إنهم "لا يجاملون" أحدا عندما يتعلق الأمر بسلامة الأراضي الإيرانية، وأضاف أن الواقع الفعلي الذي تعيشه إيران يجبرها على السير قدما باتجاه السياسة الخارجية لروسيا، فهي يجب عليها أن تدعم روسيا في قضاياها المختلفة، وتستخدم موسكو طهران كأداة لخلق التوازن والضغط تجاه الغرب.
وختم الكاتب بالقول: "وبالتالي فإن هذه التصريحات هي للاستهلاك الداخلي حصرا والروس يعلمون أن طهران في ظرف لا يسمح لها بالرد بسبب الوضع السيئ والضعيف الذي تمر به".
"صدا": السلطة في إيران أسيرة لدى المتملقين ولم تعد قابلة للإصلاح والتغيير
كتب المحلل السياسي مسعود سالاري مقالا بصحيفة "صدا" قال فيه إن السلطة الحالية في إيران لم تعد قابلة للإصلاح كما أنها لا تريد التحول والتغيير حسب تعبيره، معتقدا أن هذه السلطة لن تقوم بالتغيير بشكل طوعي وإنما هناك حاجة للضغط عليها من القوى الاجتماعية الفاعلة.
وقد رأى مجيد يونسيان، وهو باحث آخر، في مقاله بالصحيفة أن السلطة الحالية أصبحت تبتعد بشكل جلي عن الشخصيات والأطراف التي تقدم النقد والتقويم النافع، وباتت أسيرة لدى المتملقين الذين يعملون وفقا لمصالحهم الضيقة.
وأوضح الكاتب أن هؤلاء المتملقين سيبقون أوفياء للسلطة ما دامت مصالحهم مضمونة، لكنهم سينقلبون عليها عندما تتهدد هذه المصالح، لافتا إلى أن الحكومة باتت مخترقة من قبل هؤلاء الأفراد ومن الصعب مواجهتهم بسبب النفوذ والسيطرة التي لديهم.
"كيهان": الجمهورية الإسلامية بريئة من ملفات الفساد وهذا الفساد نتيجة لسلبيات الحضارة الغربية
أشارت صحيفة "كيهان"، التي يديرها مقربون من المرشد علي خامنئي، إلى ملف الفساد الأخير وقالت إن حالات الفساد هذه هي نتيجة لسلبيات الحضارة الغربية، وهي تأتي في إطار الحرب الاقتصادية التي تشن ضد إيران حسب قراءة الصحيفة.
وقالت الصحيفة إنه "لا علاقة للجمهورية الإسلامية بهذا الفساد وهي بريئة منه"، مشيدة بما أسمته "حساسية الحكومة" تجاه الفساد، حيث أظهرت الحكومة حرصا شديدا على الكشف عن هذا الملف وملاحقة المتورطين فيه.
وكتبت "كيهان" أن "حرص الحكومة وحساسيتها تجاه الفساد دليل على سلامتها وهذا الفساد هو بسبب سلبيات الحضارة الغربية".
يذكر أن ملف الفساد الأكبر في تاريخ إيران وقع قبل أسابيع بعد الكشف عن اختلاس مبلغ 3 مليارات و 800 مليون دون أن تعرّف الحكومة بأسماء المتورطين في هذا الملف وتقدمهم للقضاء، كما صرح بذلك رئيس السلطة القضائية الذي أوضح أن حكومة "رئيسي" لم تقدم قائمة بأسماء المسؤولين الضالعين في هذا الملف.