تستمر ردود الأفعال والانتقادات الإيرانية لروسيا بعد موقفها الأخير والداعم للرواية العربية حول قضية الجزر الثلاث المتنازع عليها بين طهران وأبوظبي، حيث أيدت موسكو البيان المشترك بين روسيا والدول العربية، في اجتماعهم بالمملكة المغربية.
وقد وصفت الصحف الإيرانية مثل "آرمان ملي" و"خراسان" هذه المواقف بأنها "خيانة" و"وقاحة" من جانب روسيا تجاه إيران كما اعتبرت موقف الدول العربية بأنه "تطاول" ضد طهران.
وأشارت صحف أخرى إلى ردود أفعال المسؤولين الإيرانيين وآخرهم مستشار خامنئي للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، الذي قال إن روسيا بهذه المواقف "تضر بسمعتها من أجل امتيازات رخيصة" حسب تعبيره.
صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية قالت إنه لا يصح لوم روسيا على هذه المواقف لأن الخطأ هو من جانب المسؤولين الإيرانيين عندما ظنوا أن موسكو حليف استراتيجي لطهران، لكن هذا الموقف الذي كررته روسيا خلال أقل من 6 أشهر يؤكد أن مصالحها ليست "مرتبطة استراتيجيا" بمصالح إيران.
وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الإيرانيين لا يريدون أن يفهموا أن روسيا ليست شريكا استراتيجيا لإيران، مضيفا: "أساسا وفي ظل السياسات التي تعتمدها إيران لا تستطيع دولة أن تصبح حليفا استراتيجيا لطهران".
وقد سرى الغضب من روسيا إلى الصحف الأصولية كذلك والتي عادة ما تدافع عن مواقف موسكو وتحاول إيجاد مبرر لها، لكن هذه المرة صحيفة "كيهان" نفسها لم تستطع أن تتحمل ما وصفته برائحة الخيانة من روسيا تجاه إيران وإن أبقت عناوين الاحترام كما هي إذ حافظت على خطاب وزير الخارجية الروسي بـ "السيد لافروف" حيث تحاول الصحيفة ومدير تحريرها إظهار عتاب لين للدولة التي تعد المعتمد الرئيسي لطهران في سياساتها الخارجية في ظل القطيعة الدولية والإقليمية التي يعيشها النظام الإيراني.
وفي شأن منفصل سلطت صحيفة "هم ميهن" الضوء على فضيحة الفساد وانتقدت صمت رجال الدين وخطباء المساجد عن هذه القضية حيث تجاهلوا الموضوع بالرغم من فداحة القضية وعظمتها.
وأشارت الصحيفة كذلك إلى هجوم ممثل المرشد في مدينة مشهد، أحمد علم الهدى، ضد وسائل الإعلام بسبب تغطيتها لملفات الفساد، وقال إن الإعلام المنتقد يحاول خلق اليأس بين الناس!
الصحيفة قالت إن اللافت هو أن رجال الدين المقربين من السلطة وبدلا من إدانة الفاسدين يوجهون أصابع الاتهام إلى الإعلام ويتهمونه بالخيانة ومناصبة العداء للنظام ومؤسسات الدولة.
بدروها قالت صحيفة "تجارت فردا" إن الفساد قد هيمن على كامل مفاصل الدولة في إيران وسخرها لصالحه، موضحة أن الفساد كالنمل قد تسرب إلى نظام الحكم في إيران وكلما مر الوقت تظهر أبعاد جديدة من هذا الفساد وأشكاله.
وأشارت صحيفة "إعتماد" إلى تهرب المسؤولين الإيرانيين من تحمل مسؤوليتهم تجاه ملف الفساد الأخير ومحاولة بعضهم الادعاء بأنه لا علم لهم بهذا الملف، واصفة مثل هذه المواقف من المسؤولين بأنها "عذر أقبح من ذنب".
والآن إلى تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": رائحة الخيانة تشم من مواقف روسيا حول الجزر الثلاث
هاجم مدير تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي، روسيا واتهمها "بالخيانة" بسبب مواقفها الأخيرة من قضية الجزر الإماراتية الثلاث ودعمها لخطوات الدول العربية في هذا المسار.
وكتب حسين شريعتمداري في عدد الصحيفة الصادر اليوم قائلا: "السيد لافروف يعرف جيدا كثرة الوثائق والمستندات التي تؤكد أحقية إيران في الجزر الثلاث، وعلى هذا فإن مواقفهم هذه بالرغم من معرفتهم بالحقيقة تشم منها رائحة الخيانة".
وطالب الكاتب روسيا بأن تقدم "اعتذارا رسميا" لطهران على هذه الخيانة والخطأ الذي ترتكبه بحق إيران.
"جمهوري إسلامي": خيانة روسيا بعد أسبوعين من زيارة "رئيسي" لموسكو
أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى هذا الموقف الروسي وقالت إن اللافت في هذه "الخيانة" الروسية هو أنها تأتي بعد أقل من أسبوعين من زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى موسكو وتساءلت بالقول: "هل حقا أراد رئيسي أن يعتمد مرة أخرى وبشكل ساذج على الروس؟".
وكتبت الصحيفة أن روسيا والصين وبالرغم من التظاهر بالصداقة والعلاقات الودية مع إيران إلا أنهما لا تقيمان وزنا لطهران في المعادلات الدولية، موضحة أن الكرملين لديه رغبة جامحة في استعادة قوة الاتحاد السوفيتي السابق.
"شرق": روسيا لا تعتبر الجزر الثلاث أراضيَ إيرانية
قال السفير الإيراني السابق في الاتحاد السوفيتي لصحيفة "شرق" إن الروس لا يعتبرون الجزر الثلاث أراضي إيرانية فهم يعتقدون أن واقع إيران في السياسة الخارجية يجعلها فاقدة لأي إمكانية للرد واتخاذ خطوات متقابلة ضد روسيا.
كما لفت إلى المواقف والتصريحات الإيرانية وقال إن مواقف المسؤولين في إيران تجاه هذه القضية هي مجرد "ضجيج" لافتا إلى أن المسؤولين الإيرانيين زعموا قبل 6 أشهر أنهم تحدثوا مع الجانب الروسي وأن موسكو وعدت بإصلاح مواقفها لكنها تعود الآن وتؤكد مواقفها السابقة لأنهم يعتقدون أن موضوع الجزر هو موضوع متنازع عليه بين دولتين.