تستمر تداعيات الهجوم السيبراني الذي عطل مئات محطات الوقود في إيران، صباح الاثنين، وخَلَق حالة من الفوضى والارتباك على مستوى الحياة العامة وبين المسؤولين الذين تناقضت تصريحاتهم، وأظهرت ضعف التنسيق والعجز في إدارة الأزمات.
الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 20 ديسمبر (كانون الأول)، طالبات بإجراءات تحول دون تكرار مثل هذه الأحداث، وتعزز ثقة المواطن بنظام إدارة البلاد.
صحيفة "أخبار صنعت" نقلت عن مسؤولين قولهم إن جميع المحطات التي تعطلت نتيجة الهجوم السيبراني عادت للعمل، وهو ما يتعارض مع تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية الإيرانية لتوزيع المنتجات النفطية، جعفر سالاري نسب، الذي قال إن 40% فقط من محطات الوقود حاليًا يمكنها استخدام بطاقات الوقود لشراء البنزين.
من الملفات الأخرى التي لا تزال حاضرة وبقوة في تغطية وسائل الإعلام والصحف الإيرانية موضوع ملف "فساد الشاي".
وفي آخر الأخبار حول القضية ذكرت صحيفة "أبرار" أن الحكومة تحاول إغلاق هذا الملف وتجاوزه دون تحديد هوية المتهمين ومحاسبتهم.
صحيفة "همدلي" أشارت إلى ملفات فساد جديدة قام بها متورطون في ملف الفساد الشاي، وذكرت أن المدير التنفيذي لشركة "دبش" للشاي كان مسؤولا قبل عام عن تصدير مادة القار، وأنه حصل على مبلغ مليوني دولار بشكل غير قانوني في هذا المجال أيضا.
صحيفة "اعتماد" لفتت إلى أبعاد أخرى من القضية، وقالت إن الشاي فاقد الصلاحية، والمُخَزن في المستودعات منذ أكثر من 15 عاما تم استخدامه في هذه القضية أيضا، وذكرت أن هذا الشاي الفاسد كان من المقرر أن يتم استخدامه لأغراض صناعية، لكن رأينا أنه في هذا الملف تم تصديره إلى دول في القارة الأفريقية ليعاد استيراده مرة أخرى تحت مسمى شاي خارجي.
على صعيد الحرب في غزة وانعكاساتها الدولية والإقليمية دافعت صحف النظام، مثل صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد علي خامنئي، عن إجراءات جماعة الحوثي، وأشارت إلى تشكيل قوة دولية لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر بحضور أميركي قوي، وعنونت في مانشيتها نقلا عن الحوثيين: "اليمنيون: سنحول البحر الأحمر إلى مقبرة لسفنكم"، مدافعة عن هذه الأعمال التي اعتبرتها معظم دول العالم بأنها تهديد للاستقرار العالمي.
صحيفة "إسكناس" أشارت إلى تقارير تتحدث عن خطة أميركية لضرب المجموعات المسلحة الموالية لإيران في المنطقة، وقالت إن واشنطن تخطط لشن هجمات على هذه المجموعات الموالية لطهران في الشرق الأوسط، وأن المؤسسة العسكرية الأميركية تنتظر الضوء الأخضر من إدارة بايدن.
في شأن آخر دافعت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، عن المسؤول الإيراني السابق والمسجون في السويد، حميد نوري، بتهم تتعلق بمشاركته في إعدامات السجناء السياسيين عام 1988، وقالت الصحيفة إن قرار محكمة الاستئناف في العاصمة السويدية ستوكهولم القاضي بالسجن المؤبد ضد نوري، هو "حكم سياسي".
وكانت محكمة الاستئناف في السويد، أعلنت حكمها بحق حميد نوري، الثلاثاء 19 ديسمبر (كانون الأول)، وأيدت حكم السجن المؤبد بحق المسؤول الإيراني السابق بتهمة المشاركة في قتل السجناء السياسيين عام 1988.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جهان صنعت": مجلس الأمن القومي الإيراني يطالب الإعلام بالكف عن الحديث حول ملف فساد الشاي
انتقدت صحيفة "جهان صنعت" ما قام به مجلس الأمن القومي الإيراني من دعوة وسائل الإعلام إلى التوقف عن الحديث حول ملف فساد الشاي، بعد "أن تحول إلى قضية أمن قومي ودخل في اختصاصات هذا المجلس".
الصحيفة تساءلت بالقول: لماذا يحاولون حرمان المواطنين من معرفة الحقيقة وتعرية الفاسدين؟ موضحة أنها ليست المرة الأولى التي تطالب السلطة الإعلام، وأحيانا المواطنين، بالتوقف وإنهاء المتابعة لأخبار الفساد لأنها "تزيد القلق في المجتمع".
الصحيفة أشارت إلى أحد ملفات الفساد القديمة والتي قام بها مدیر عام البنك الوطني الإيراني، محمود رضا خاوري، وسرق 3 آلاف مليار تومان قبل هروبه من البلاد، وقالت في تلك الحادثة أيضا طلب المرشد علي خامنئي عدم إبراز هذا الملف وضرورة إنهاء الحديث عنه، مضيفة: "الآن أيضا يقوم مجلس الأمن القومي بطلب شيء مماثل من وسائل الإعلام".
"دنياي اقتصادي": 85% من الإيرانيين يشترون احتياجاتهم بالتقسيط
في شأن آخر نشرت صحيفة "دنياي اقتصادي" نتيجة استطلاع رأي أجرته على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي حول الوضع المعيشي للمواطنين وقالت إن أكثر من 84% من الإيرانيين باتوا يحصلون على السلع والبضائع التي يحتاجونها كالأجهزة الكهربائية عبر التقسيط.
كما لفتت الصحيفة إلى أن 15% من المستطلعة آراؤهم ذكروا أنهم يحصلون على السلع الأساسية بما فيها الأكل والشرب بالتقسيط بعد أن عجزوا عن شرائها نقدا.
الصحيفة أشارت إلى أن في بعض المناطق بات المواطنون يشترون بالتقسيط من محال السوبر ماركت ومحال الملابس، وأن كل شيء في حياة هؤلاء الناس، لا سيما الفقراء منهم، أصبح يعتمد على مبدأ التقسيط والبيع بالتسليف.
"كيهان": الدعوة إلى رفض ترشح روحاني للدخول إلى مجلس خبراء القيادة
دافعت صحيفة "كيهان" عن القمع الإعلامي في إيران، وزعمت أنه "لا توجد في العالم حرية إعلام، ومن يعتقد غير ذلك فإنه واهم ومصاب بغسيل دماغ الإمبراطورية الإعلامية للغرب".
وكتبت الصحيفة أن "حرية الرأي والإعلام مقيدة في كل نقطة من العالم، ولكل بلد خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها."
وفي شأن آخر هاجمت الصحيفة مساعي الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، إلى تشكيل قائمة من المرشحين لمجلس خبراء القيادة (المجلس المسؤول عن اختيار المرشد)، وقالت إن روحاني نفسه لا يملك الصلاحية للترشح لهذا المنصب فكيف له أن يقدم قائمة من المرشحين؟
وزعمت الصحيفة أن قراءها يعتقدون بضرورة عدم تزكية روحاني لخوض هذه المنافسة، والدخول ضمن أعضاء مجلس خبراء القيادة. وذلك بعد تزايد الحديث عن احتمالية أن يقوم هذا المجلس في الدورة الجديدة بتحديد خليفة المرشد في ظل الأخبار التي تتحدث عن تدهور الوضع الصحي لخامنئي.
كما دعت الصحيفة إلى إغلاق الصحف ووسائل الإعلام المنتقدة للحكومة وسياسات السلطة، وقالت إن العلاج النهائي لهذا "الوسخ الإعلامي" من الصحف هو تجريمها، ومحاسبتها كونها "تمثل الأعداء" وتنفذ أجندتهم، حسب قولها.