استيقظت إيران أمس الاثنين على خبر مفاجئ بإعلان وزارة النفط تعطل محطات الوقود في عدد من المحافظات، من بينها طهران وكلستان وخوزستان وشمال خراسان وكهكيلويه وبوير أحمد وأذربيجان وهرمزكان وبلوشستان، نتيجة هجوم سيبراني أدى إلى تعطيل 4200 محطة وقود في جميع أنحاء البلاد.
الصحف الصادرة اليوم، الثلاثاء 19 ديسمبر (كانون الأول)، سلطت الضوء بشكل واسع على هذا الخبر، وتساءلت صحيفة "سازندكي" عن أسباب عجز السلطات في منع مثل هذه الهجمات الإلكترونية، على الرغم من وقوع حدث مماثل قبل عامين.
الصحيفة رأت أن البنية التحتية في قطاع الوقود في إيران "بالية ومستهلكة"، كما أن هجرة النخب قد سهلت إمكانية تنفيذ مثل هذه الهجمات والعجز عن مواجهتها.
وأوضحت الصحيفة أن النخب التي لم تهاجر أصبحت أيضا غير راغبة في التعامل مع السلطة، وهذا يعني بالمحصلة أن البلد أصبحت في مسير الأفول والسقوط، حسبما جاء في تقرير الصحيفة الإيرانية.
صحف أخرى مثل "اقتصاد بويا" أشارت إلى الأخبار التي تتحدث عن احتمالية رفع أسعار الوقود بعد هذه الحادثة، ونقلت تصريحات المسؤولين وتأكيدهم عدم عزم السلطات تغيير الأسعار في الوقت الحالي.
صحيفة "تجارب"، المقربة من النظام، اتهمت إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم السيبراني، وقالت إن إسرائيل، وبعد فشلها في تحقيق النصر في الحرب على غزة، قامت بمثل هذه الأعمال للتغطية على فشلها في الحرب.
"جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، قالت إن مدبري هذا الهجوم كانوا يخططون إلى تفجير الأوضاع في إيران عبر نشر إشاعات رفع الأسعار على خلفية الهجوم، لكن "الشعب" عبر وعيه بمؤامرات الأعداء وخططهم أبطل هذه المحاولة، كما أن المسؤولين تداركوا الأمر بسرعة وعالجوا المشكلة.
صحيفة "جمله" انتقدت ضعف نظام الطاقة وسهولة اختراقه، وأشارت إلى تصريحات مسؤول رفيع في قطاع الطاقة ادعى قبل شهر بأن الهجوم الإلكتروني على هذا القطاع "ليس ممكنا"، لأن نظام توزيع الطاقة في محطات الوقود نظام قوي وتحت السيطرة.
على صعيد الأحداث الإقليمية، قالت صحيفة "شرق" الإصلاحية إنه من الصعوبة أن تنعكس ممارسات الحوثيين المتفرقة هنا وهناك على أسعار الطاقة في العالم، حيث إن شركات نقل محدودة هي التي أعلنت تعليق نشاطها البحري في البحر الأحمر، مقررة أن الحوثيين يتبعون خطة حزب الله في إدارة المواجهة والعمل على حصرها بنطاق محدد يمنع من الحرب الواسعة.
كما أشارت الصحيفة إلى أنه وفي حال استمرت هذه الهجمات فإن القوات الأميركية ستستقر أكثر في المنطقة، وحينها لن يكون هدف هذه القوات هو مواجهة الحوثيين فحسب، وإنما ستشرع واشنطن في ضرب أهداف أخرى لمواجهة إيران.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": إيران ضمن أسوأ دول العالم في الفساد
عقدت صحيفة "اعتماد" مقارنة بين حجم الفساد في إيران ودول العالم بعد كشف فضيحة فساد الشاي، وذكرت أن إيران لها واقع سيئ في هذا التصنيف، حيث احتلت المركز الـ147 عالميا، من حيث "الفساد" وانعدام محاربته.
وجاءت دول مثل الصومال وسوريا وجنوب السودان وفنزويلا واليمن وكوريا الشمالية كأسوأ دول في العالم من حيث الفساد، فيما جاءت دول مثل الدنمارك وفنلندا ونيوزيلندا في قائمة أفضل الدول من حيث انعدام الفساد ومحاربته من قبل السلطة.
وشددت الصحيفة على ضرورة قيام السلطة في إيران بإظهار مزيد من الحرص على تقليل نسب الفساد ومحاربته، لأن وجود مثل هذه الملفات الكبيرة، والتي تظهر حجما ضخما من الفساد بين المسؤولين الحكوميين، "يخلق حالة من الإحباط والشعور باليأس لدى المواطن".
وأضافت الصحيفة: "إذا كان الفساد الاقتصادي ليس لديه ضرر سوى خلق هذا الشعور لدى المواطنين فإنه يكفي لاعتباره جريمة تشوش أذهان الرأي العام وتحمل البلاد خسارة كبيرة".
"جهان صنعت": لا أمل في مكافحة الفساد في إيران
صحيفة "جهان صنعت" أشارت إلى وجود "فساد ممنهج" في إيران، وأنه هو الذي مهد الطريق لمثل هذه الملفات الكبيرة من الفساد والاختلاس، مشيرة إلى ملفات فساد عدة أحداثها تسليم شركة مبتدئة استيراد 13 مليون طن من السلع الأساسية.
وقالت الصحيفة إن الأيادي الملوثة بالفساد هي التي تمرر هذه الصفقات بسبب نفوذها داخل أروقة السلطة، وكتبت في هذا السياق: "الاقتصاد المسيس وغير الشفاف، وغياب الإعلام الحر، وفقدان القضاء المستقل، سيقود بكل تأكيد إلى خلق الفساد ولا أمل في مواجهة مثل هذا الفساد".
"كيهان": الفساد في إيران ليس ممنهجا والسلطة نظيفة
أما صحيفة "كيهان"، التابعة للمرشد على خامنئي والمقربة من حكومة إبراهيم رئيسي، فرفضت وجود "فساد ممنهج" في إيران، وزعمت أن السلطة "بيضاء ونظيفة"، وكتبت: "للرد على من يقولون بأن الفساد ممنهج في إيران يجب أن نقول بأنه لو كان الأمر كذلك لما كُشف ملف الفساد الأخير".
وأضافت الصحيفة: "لو كان الأمر كما يقولون لمرت مثل هذه الملفات وقضايا الفساد، لكن الثوب الأبيض والنظيف هو الذي يُظهر الوسخ بشكل جيد".
"جمهوري إسلامي": المتملقون في إيران يحتلون الصدارة وأهل النقد يُهمشون
صحيفة "جمهوري إسلامي" قالت إن "الثورة الإيرانية" وقعت في فخ المتملقين ومترصدي أخطاء الآخرين، وكتبت في عددها الصادر اليوم: "التمسك بالظواهر، والتدخل في شؤون الآخرين، والتضحية بالأصول من أجل الفروع، هي من خصائص هذه المرحلة في المشهد السياسي الإيراني".
وأضافت الصحيفة: "إعلاء مكانة المتملقين، وإقصاء أهل النقد والنصيحة، وتعطيل مسار الحريات، واعتماد الافتراء والتهم، وفقدان الأخلاق واحتكار الإسلام، هي من سمات الواقع الفعلي في البلد".