هذا ما خلصت إليه عدد من الصحف الإصلاحية مثل "آفتاب يزد"، و"سازندكي" بعد أن مضى أكثر من أسبوعين من فضيحة "فساد الشاي" الكبرى دون أن يتم الإعلان عن اسم مسئول واحد للقضاء بوصفه متهما في هذا الملف.
"آفتاب يزد" : الفاسدون في إيران يكرمون
فصحيفة مثل "آفتاب يزد" عقدت مقارنة مع طريقة التعامل مع حالات الفساد بين إيران واليابان وقالت: في الأيام القليلة الماضية وقعت حادثة فساد في اليابان بمبلغ قُدر بثلاثة ملايين دولار، وقد أدت هذه الحادثة حتى الآن إلى استقالة 4 وزراء في اليابان ومساع قضائية لمحاسبة كافة المتورطين.
لكن في إيران وبعد أن تم كشف ملف فساد قدر بأكثر من 3 مليارات دولار فإن أحد أهم المتورطين فيه وهو رئيس البنك المركزي السابق، علي صالح آبادي، يُكرَّم ويُعيَّن سفيرا لإيران في قطر بعد كشف قضية الفساد.
"سازندكي" : ضلوع وزير الزراعة السابق بالفساد ومكافأته دخول البرلمان
كما أشارت صحيفة "سازندكي" إلى ضلوع وزير الزراعة السابق جواد ساداتي نجاد واتهامه في هذا الملف؛ حيث تمت تزكيته الآن ليدخل البرلمان، وكتبت الصحيفة في عنوانها: "وزير فساد الشاي في الطريق إلى البرلمان".
"ستاره صبح" : تمكين رجال الدين من القطاع التعليمي
على صعيد آخر أشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى قرار السلطات الإيرانية توظيف 100 ألف رجل دين في المدارس، وانتقدت هذا الإجراء قائلة: "في الوقت الذي تعاني منه المدارس من شح المعلمين، وهناك تقارير تتحدث عن الحاجة إلى 200 ألف مدرس نجد السلطات تقرر توظيف رجال الدين في المدارس لأهداف وغايات خاصة".
كما انتقدت صحيفة "هم ميهن" هذه الخطوة، وأكدت أن الدروس الدينية في المدارس هي الأقل شعبية بين الطلاب والتلاميذ، وقد واجه وجود رجال الدين والمعممين في المدارس رد فعل سلبي من قبل التلاميذ.
على صعيد الهجوم على مقر للشرطة في مدينة راسك والذي أودى بحياة 12 عسكريا إيرانيا، فجر يوم الجمعة الماضي، هاجمت صحيفة "كيهان" الأصولية، مولوي عبدالحميد زعيم أهل السنة في إيران، واتهمته بأنه السبب في مثل هذه الأحداث.
وكتبت الصحيفة أن عبدالحميد وعبر خطبه التي يشوه فيها صورة النظام والأوضاع في إيران ويضلل المواطنين عبر حديثه عن المشكلات في البلاد يخلق حالة من المقبولية لدى الشباب لمثل هذه الممارسات، ويمهد الظروف للجماعات الإرهابية مثل "جيش العدل".
أما عن التفاصيل المتعلقة بهذه الموضوعات وتأثيرها على الداخل الإيراني، فقد أشارت صحيفة "هم ميهن" في أحد عناوينها إلى أن "توظيف رجال الدين في المدارس سينفر الأطفال من الدين"؛ إذ تطرقت الصحيفة الإصلاحية إلى عزم السلطات على فتح المدارس لرجال الدين وتوظيفهم على نطاق واسع في المجال التعليمي بهدف التأثير على توجهات الأطفال وتأطيرهم فكريًّا واعتقاديًّا، وقالت: إن هذه الخطوات ستأتي بنتائج عكسية.
وكتبت الصحيفة: "أن يكون رجل دين حاضرًا في الصفوف المدارس التي عادة ما تكون إجبارية على الطلاب والتلاميذ فإنه سينفرهم من الدين بالجملة"، وتساءلت بالقول: لكن لماذا تصر وزارة التعليم على هذا القرار؟ لتخلص إلى أن الهدف هو تمكين مراكز وجهات بعينها من المدارس والقطاع التعليمي.
وقال محمد تقي فاضل ميبدي وهو أحد رجال الدين المنتقدين لحضور طلبة العلوم الدينية ضمن الكادر التعليمي للمدارس في تصريحات للصحيفة: إن طبيعة التعليم للصغار هي طبيعة علمية وتخصصية، ولا يصلح أن يقوم بهذه المهمة مدرسون درسوا بضع سنوات في الحوزات العلمية.
"كيهان" : هجوم جيش العدل على مقر الشرطة
كما اتهمت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي شخصيات بعينها أمثال زعيم أهل السنة في إيران مولوي عبدالحميد بالتسبب في حادثة هجوم جماعة جيش العدل على مقر للشرطة في مدينة راسك، وقالت: إن عبد الحميد وأمثاله وعبر مواقفهم السلبية من الأوضاع أسهموا في خلق هذه الأحداث.
كما اتهمت الصحيفة المعارضة في الخارج إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بأنهما جزء من هذه "اللعبة" التي تحاك ضد إيران، وذكرت أن واشنطن وتل أبيب تدعمان المخربين في الداخل الإيراني.
وعن الحلول التي تراها الصحيفة لمعالجة الأمر قالت: إنه يتوجب على المسئولين إدراك حقيقة أن معالجة مشكلات محافظة بلوشستان لا تتم بالطرق التقليدية، وحثت السلطات إلى إظهار موقف أقوى وأشد صرامة ضد من تعدهم مساهمين في هذه الأحداث أمثال مولوي عبد الحميد والشخصيات المعروفة في المحافظة.
وزعمت الصحيفة أنه لا حل سوى ضرب أبعاد هذه اللعبة التي تحاك ضد إيران، وأن المسامحة والمجاملة هما "تكرار للخطأ السابق ومضيعة للوقت"، فحسب الصحيفة يجب قطع العلاقات بين أبعاد هذه اللعبة ثم السيطرة عليهم واحدا تلوى الآخر.
"اعتماد" : تدخُّل العسكريين في مهام وزارة الخارجية
ومن جانب آخر انتقد المساعد السياسي السابق في وزارة الخارجية الإيرانية، محسن أمين زاده، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" تدخل العسكريين في مهام وزارة الخارجية الإيرانية، مؤكدا أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال تقسيم المهام الخارجية على وزارة الخارجية والأجهزة العسكرية والأمنية، وذكر أمين زاده أن صناع القرار في إيران لا ينظرون بأهمية إلى منصب وزير الخارجية وهي رؤية كلفت البلاد الكثير.
وأشار الكاتب إلى حادثة زيارة الرئيس السوري بشار الأسد قبل سنوات، والتي حدثت في عهد حكومة روحاني، وتولِّي وزير الخارجية السابق محمد ظريف لقيادة الدبلوماسية الإيرانية، وقال: إن تلك الزيارة التي رتبتها الجهات العسكرية في البلاد والتي تجاهلت رئيس الجمهورية ووزير الخارجية قد أسقطت هيبة هذين المسؤولين (الرئيس ووزير الخارجية)، كما انتقد أمين زاده عدم محاسبة المسؤولين العسكريين عن تلك الزيارة وقال: إن هذا النهج المستمر لا يزال يحمل البلاد أضرارًا وخسائر.
"شرق" سوء الإدارة يؤدى إلى تردي الأوضاع
أما صحيفة "شرق" فوصفت تردي الأوضاع في إيران بسبب سوء الإدراة قائلة: إن سوء الحكم في إيران قد شمل المجالات كافة، وتسرى إلى البيئة كذلك؛ لافتة إلى انهيارات أرضية كبيرة ونسب عالية من التلوث في أكثر من 18 محافظة إيرانية.
وقالت: "بكل تأكيد فإنه في السنوات الخمس المقبلة ستكون أوضاع البلاد أسوأ بكثير من ناحية البيئة"، مقررة أن عدد الأيام التي تكون فيها نسب التلوث عالية في المدن الكبيرة قد تضاعف ثلاث مرات في العام الحالي، ومع ذلك فإن استهلاك الوقود يستمر في المصانع ومحطات الكهرباء".