يبدو أن النظام الإيراني عاجز حتى الآن عن نزع فتيل الغضب من أحداث جمعة زاهدان الدامية سبتمبر 2022، حيث قامت جماعة "جيش العدل" فجر أمس بهجوم دموي استهدف مقرا للشرطة راح ضحيته 11 عسكريا بمحافظة بلوشستان، حسب رواية النظام، لكنه أسقط 50 عسكريا بين قتيل وجريح، تبعا لرواية"جيش العدل".
وقد أشارت صحيفة "همشهري" إلى الهجوم وقالت إنه بهذه الحادثة يبلغ عدد قتلى الأمن الإيراني في العام الجاري 72 شخصا.
وتحدثت صحف أخرى مثل "بشارت نو" عن "انتقام صعب" ينتظره الذين يقفون وراء هذه الحادثة وهي تهديدات حذر منها زعيم أهل السنة مولوي عبدالحميد أمس وقال إنه لا ينبغي استغلال مثل هذه الأعمال "المرفوضة" لفرض أجواء أمنية على مدن المحافظة قائلا: "يجب أن لا يؤدي هذا الحادث إلى فقدان الأمن في المحافظة".
على صعيد آخر تطرقت الصحف الصادرة اليوم إلى أحداث باب المندب واستمرار الحوثيين بتهديد الملاحة البحرية عبر احتجاز السفن ومهاجمتها بالصواريخ.
الصحف المقربة من النظام مثل "وطن امروز" رحبت بمثل هذه الأعمال وقالت إن "الجيش اليمني" استهدف يوم الخميس والجمعة فقط 3 سفن كانت متوجهة إلى إسرائيل.
وقد أشارت صحف أخرى إلى زيادة الضغوط الدولية على طهران لدفعها إلى وقف أعمال الحوثيين بسبب التأثير القوي لإيران على هذه الجماعة وقالت إن هذه الضغوط والتهديدات التي تصل إيران تظهر إدراك الدول الأخرى بأن طهران هي الفاعل والمحرك الرئيسي للحوثيين وباقي الجماعات المسلحة الموالية لإيران.
أما صحف النظام مثل "خراسان" فذهبت إلى أن الجماعات المسلحة في المنطقة بما فيها الحوثيين مستقلة عن إيران تماما وتتخذ قراراتها دون مراجعة طهران.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان ملي": رسائل أميركا إلى إيران حول الحرب في غزة والأحداث في باب المندب
قالت صحيفة "آرمان ملي" في تقرير لها إن الولايات المتحدة الأميركية ترسل الرسائل باستمرار إلى إيران فهي ترسل رسائل لطهران حول الحرب في غزة وترسل رسائل حول موضوع اتساع الصراع في المنطقة وترسل رسائل حول الأمن في البحر الأحمر بالإضافة إلى رسائلها حول الاتفاق النووي.
الصحيفة أشارت إلى تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، التي طالب فيها طهران يوم أمس بالضغط على الحوثيين لوقف هجمات ضد الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وقال سوليفان إن إيران هي التي توفر الأسلحة للحوثيين وإنهم يقومون فقط بالضغط على الزناد. مشددا على ضرورة أن تقوم طهران بإجراءات توقف هجمات الحوثيين على السفن. وأضاف سوليفان أن واشنطن تقوم بمساع دولية لمواجهة تهديدات الحوثيين.
وذكرت الصحيفة أن هذه الرسائل ليست عبارة عن تهديد فقط وإنما هو إدراك من الولايات المتحدة الأميركية بأن لإيران دورا في التأثير على أمن المنطقة واستقرارها وأنها قادرة على زعزعة الأمن والاستقرار عبر حمايتها للجماعات المسلحة، وبالرغم من إصرار طهران على عدم دعمها العسكري لهذه الجماعات إلا أن هناك قناعة قوية لدى الاطراف بأن إيران هي الفاعل الرئيسي الذي يحرك هذه الجماعات.
"خراسان": الجماعات المسلحة ليست وكيلة لإيران ولا تعمل بالنيابة عنها
نشرت صحيفة "خراسان" الأصولية في المقابل مقالا للكاتب مصطفى منتظر ذهب فيه إلى أن فصائل "المقاومة" ليست وكيلة لإيران ولا تعمل بالنيابة عنها بل إنها فصائل مستقلة ولها قرارها الخاص حسب تعبيره مؤكدا في الوقت نفسه أن هذه الجماعات تأثرت بـ "الثورة الإسلامية واستلهمت أفكارها".
وأضاف الكاتب أن هذه الجماعات لن تنفذ أوامر أحد لصالح أحد، كما أن طهران لم تعطهم أي أمر ولن تعطيهم أي أمر، و"العلاقة بين إيران والمقاومة ليست علاقة وكالة بل علاقة تعاطف وتضامن مبنية على الإسلام، ودعم إيران للفصائل المقاومة يرتكز بالدرجة الأولى على هذه النظرة الإسلامية والواجب الديني".
كما لوح الكاتب إلى أن بعض حركات المقاومة (حماس) ارتكبوا أخطاء خلال الحرب السورية ثم صححوا أخطاءهم، في إشارة إلى عدم دعم الحركة للنظام السوري في مواجهة المنتفضين ضد حكمه.
"شرق": ميزانية العام القادم تظهر أن التضخم سيزداد
توقعت صحيفة "شرق" الإصلاحية أن ترتفع نسب التضخم في العام الإيراني المقبل موضحة أن طبيعة الميزانية المعلن عنها للعام القادم تكشف أنه لا انخفاض في التضخم وإنما كل الأدلة والبراهين تؤكد أن التضخم سيزداد مستقبلا.
وسخرت الصحيفة بشكل ضمني من دعاية إعلام الحكومة وحديث المسؤولين عن "قطار التقدم" وقالت إن هذا القطار يسير بنا نحو تضخم أكبر في العام القادم.
كما أشارت الصحيفة إلى فضيحة الفساد وقالت إن هذه الفضيحة وأمثالها هي ثمرة من ثمار توحيد السلطات بيد تيار واحد بحيث أصبح اليوم لا أحد يتحمل مسؤولية الفساد وبعد أن أصبح القضاء والسلطتان التشريعية والتنفيذية بيد تيار معين فإن القادم سيكون أسوأ وستدور العجلة على نفس المسار.
"مهد تمدن": الحركات الإصلاحية في إيران فشلت بسبب سرعة حدوثها
على صعيد متصل تطرق كاتب صحيفة "مهد تمدن" فروزان آصف نخعي، إلى ملفات الفساد الاقتصادي في إيران وقال إن ملف الفساد الأخير والبالغ نسبته 3 مليارات و370 مليون دولار قد حطم الأرقام القياسية في مجال الفساد في إيران وتساءل بالقول : "كيف يمكن أن ننهي أشكال الفساد؟".
وخلص كاتب الصحيفة إلى أن الخيار الأمثل للخروج من دوامة الفساد هذه هو الابتعاد عن شعارات "الموت لهذا والموت لذلك" أو "التطبيل لهذا ولذاك" وأن نبدأ بحركة "عقلانية للإصلاح تسير بشكل تدريجي ومرحلي".
الكاتب لفت إلى أن جميع الحركات الإصلاحية في إيران بدءا بأحداث الثورة الدستورية مطلع القرن الماضي ومرورا بانتفاضة مصدق لتأميم النفط وثورة عام 1979 بقيادة الخميني وانتهاء بالحرکة الإصلاحية في عهد حكومة خاتمي كلها "فشلت" وذهبت سدى والسبب الرئيسي أنها تحققت بسرعة ولم تكن عبارة عن عمل تدرجي وإصلاح مرحلي.
وذكر الكاتب أن إيران بحاجة إلى عملية جراحية كبرى تستهدف الأعمال وتعالج المشاكل في الحكم والمشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بهدف الوصول إلى نتائج بعيدة المدى ومترسخة.