أين الفاسدون؟ سؤال تلح عليه صحف الإصلاحيين ومنتقدو الحكومة الأصولية الحالية لمعرفة ملابسات ملف الفساد الكبير في قطاع استيراد الشاي، الذي لم يؤد كشفه حتى الآن إلى إجبار الحكومة في الكشف عمن يقف وراءه، الذي قدر الفساد فيه بأكثر من 3 مليارات دولار من قبل شركة شاي واحدة.
صحيفة "اعتماد" أشارت إلى هذه المطالب، كتبت في مانشيتها بخط عريض: "أين هم متهمو الشاي؟"، مؤكدة أن مسؤولين كبار في الحكومة الحالية متورطون في هذا الملف، وانتقدت تعلل الحكومة في تقديم أسماء هؤلاء إلى القضاء.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي والموالية للحكومة الحالية، دافعت عن الحكومة وادعت أنها أكثر الحكومات في إيران "نزاهة"، وعنونت في المانشيت: "لا حكومة في إيران حاربت الفساد كما فعلت الحكومة الحالية"، وهاجمت كل من يتهمونها بالتورط في الفساد ومحاولة الدفاع عن الفاسدين.
على صعيد الحرب في غزة والتوترات الإقليمية أشارت صحيفة "إسكناس" إلى تحذيرات وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي من احتمالية انفجار الأوضاع في المنطقة، واستخدمت عنوان: "الوسيط يحذر إيران والولايات المتحدة الأميركية".
أما الصحف الموالية للحكومة فلم تبال بمثل هذه التحذيرات، وراحت تشجع جماعة الحوثي على الاستمرار في أعمالها التي تهدد الملاحة البحرية عبر استهداف السفن في مياه البحر الأحمر، ووصفت أعمال الحوثيين بـ"المقاومة المشروعة".
صحيفة "خراسان" دافعت عن ممارسات الحوثيين، وادعت أن الغرب عاجز أمام جماعة أنصار الله الموالية لإيران، وذكرت أن الحوثي "مستعد كل الاستعداد للتدخل بكل قوة" في الصراع الحالي بين إسرائيل والفلسطينيين.
من الملفات الأخرى التي لم تتناولها سوى صحيفة واحدة هي صحيفة "ستاره صبح" هو موضوع تسلم الناشطة الإيرانية المعارضة نرجس محمدي لجائزة نوبل للسلام على الرغم من وجودها في سجون النظام.
الصحيفة قالت إن تسلم محمدي، وهي في السجن، لهذه الجائزة أثار ردود فعل المسؤولين الإيرانيين الذين هاجموا إعطاء الجائزة لسيدة إيرانية، ووصفوا هذا الأمر بأنه "انحطاط السلام" في العالم.
الصحيفة لفتت كذلك إلى تصريح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي قال إن الجائزة هذه لا يستحقها إلا قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني "لأنه ضمن الأمن والسلام في المنطقة والعالم".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": الحكومة تمتنع عن الكشف عن أسماء 60 مسؤولا متورطا في "فساد شركة الشاي"
تطرقت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية في تقرير لها إلى فضيحة "فساد شركة الشاي"، وقالت إن 60 شخصا من المسؤولين السابقين في حكومة رئيسي متورطون في هذا الملف، وعزلوا لأسباب مجهولة بعد أن تولوا مناصب في الحكومة الحالية.
الصحيفة لفتت إلى تصريحات السلطة القضائية التي أكدت أن الحكومة لم تقدم لها قائمة بأسماء هؤلاء المسؤولين المتورطين، وقالت إن الحكومة تدعي أنها تكافح الفساد الاقتصادي لكنها لم تبين آليات هذه المكافحة على الصعيد العملي.
وذكرت الصحيفة أنه ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها فإن الحكومة قد خصصت أكبر نسبة من الأموال العام الماضي وبالتزامن مع الاحتجاجات إلى هذه المجموعة التي انتهت باختلاس أموال البلد والتلاعب بها.
وبينت الصحيفة أن هذه المجموعة المستفيدة من ملف الفساد، وبعد حصولها على أموال من الحكومة للقيام بعملية استيراد الشاي، قامت بإرسال حمولات الشاي المخزن منذ 10 سنوات إلى دولة كينيا بسعر لا يتجاوز الدولار والنصف لتقوم بعد خلطه بشاي من كينيا وتغيير اسمه بإعادة استيراده، لكن هذه المرة بسعر 11 دولارا ونصف لكل كيلو.
"هم ميهن": برلماني إيراني يتعرض لانتقادات بعد دعوته إلى عدم تسيس موضوع حقل الدرة
هاجمت صحيفة "هم ميهن" عضو لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني، هادي بيكي نجاد، بعد تصريحات له حول موضوع "حقل الدرة"، مشيرة إلى كلام البرلماني الذي قال فيه إن المواقف حول حقل الدرة أصبحت مسيسة، وأن إيران لا ينبغي أن تسمح بتأثر علاقتها مع الدول الأخرى من أجل حقل واحد، موضحا أن هذا الحقل لا يتضمن احتياطات كبيرة.
وأوضحت الصحيفة أن تصريحات هذا البرلماني تأتي بعد بيان كويتي - سعودي أكد أن لا حصة لإيران في هذا الحقل، وأن الكويت والمملكة العربية السعودية وحدهما يتقاسمان احتياطات هذا الحقل.
الصحيفة نقلت كلام هدايت الله خادمي، رئيس إدارة شركة اكتشاف النفط الإيرانية، الذي انتقد تصريحات المسؤول الإيراني، وقال إنه من المؤسف سماع مثل هذه التصريحات التي تقلل من أهمية هذا الحقل.
كما هاجم هذا المسؤول الإيراني دولة الكويت، وقال إن الكويت التي لم تستطع مقاومة هجوم الجيش العراقي السابق، وهزمت أمامه بسرعة أصبحت الآن تقرر ما إذا كان يحق لإيران أن يكون لها حصة من هذا الحقل أم لا.
"أرمان أمروز": الاتفاق النووي الثاني.. رفض إيراني يهدد بعودة عقوبات الأمم المتحدة
نقلت صحيفة "أرمان ملي" الموقف الإيراني حول فرضية اتفاق نووي ثان، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن طهران ترفض رفضا باتا أي دعوات لاتفاق نووي بنسخة جديدة.
واتهم كنعاني الأطراف الأخرى من الاتفاق النووي بانتهاك بنود هذا الاتفاق، وعدم الالتزام بتعهداتها، وأنها الآن تطرح فكرة اتفاق نووي ثان هروبا من هذه الحقيقة وتضليلا لرأي العام.
الكاتب والمحلل السياسي، مرتضى مكي، دعا السلطات الإيرانية إلى عدم التصلب في مواقفها، وشدد على ضرورة أن تستمر المفاوضات حتى إخراج الملف النووي من واقعه الأمني إلى حالته الطبيعية والسلمية.
وأوضح مكي أن إيران لو أرادت تعليق المفاوضات أو إلغائها بالكامل فإن الغرب سيضخم خطرها، وقد يفعّل "آلية الزناد" التي تعني عودة العقوبات الأممية على طهران، موضحا أنه في تلك الحالة لن يستطيع أحد- بما في ذلك روسيا والصين- أن تقدم شيئا لصالح إيران.
وذكر المحلل السياسي مرتضى مكي أن العقوبات هي قضية تواجهها إيران منذ عشرين سنة، وأن حلها الوحيد عبر المفاوضات والطرق الدبلوماسية، مؤكدا أن الحروب والتصعيد لن تحقق المصالح الاقتصادية للشعب الإيراني.