فضيحة الفساد الكبرى في الأيام الأخيرة كانت الشغل الشاغل لوسائل الإعلام والصحف الإيرانية، سواء المؤيدة للحكومة أو المعارضة لها، كل حسب مصلحته وأهدافه السياسية.
وبينما نجد الصحف المقربة من النظام تحاول جاهدة نفي التهمة عن الحكومة الحالية واتهام الحكومة السابقة بهذه الفضحية، نجد صحف الإصلاحيين تؤكد أن حكومة رئيسي الحالية هي المسؤول الأول عن هذه الفضيحة وأن حجم الفساد الكبير يؤكد تورط مسؤولين كبار فيها.
صحيفة "اعتماد" دعت الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها وعدم التهرب منها بعد تصريحات رئيس القضاء الذي ذكر فيها أن 90 في المائة من حجم الفساد في هذا الملف حدث في عهد حكومة رئيسي الأصولية.
وفي المقابل نجد صحيفة "كيهان" تعتمد أسلوب الحكمة وتدعو إلى الوحدة والتركيز على "الأولويات"، وقالت إن إيران تواجه تحديات داخلية وخارجية، ويجب عدم الغفلة عن هذه التحديات في الوقت الراهن والانشغال بقضايا كقضية الفساد في قطاع الشاي الأخيرة.
صحيفة "جمهوري إسلامي" أشارت من ناحيتها إلى هذا الملف وقالت إن هذه الفضيحة كبيرة لدرجة أنه من الصعوبة بمكان أن يستطيع المسؤولون تجاوز هذه القضية والاكتفاء بإطلاق وعود المحاسبة ومعاقبة المتورطين.
وذكرت الصحيفة أن هذا الملف وغيره من الملفات يكشف أن مافيا الفساد في إيران أكبر من المسؤولين الحاليين وأن الطريق الوحيد للتغلب على مافيا الفساد هذه أن يتولى مسؤولون أقوى من هذه المافيا.
في شأن آخر، علقت صحيفة "آرمان ملي" على زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى موسكو ولقائه ببوتين، وكذلك زيارة بوتين إلى الدول الخليجية. وخلصت إلى أن هاتين الزيارتين ليستا مرتبطتين ببعضهما البعض، حيث إن الهدف من زيارة رئيسي هو بحث موضوع غزة تحديدا، فيما تهدف زيارة بوتين إلى الدول الخليجية إلى توسيع العلاقات الاقتصادية بين موسكو وهذه الدول.
وفي موضوع منفصل، علقت صحيفة "إسكناس" على العقوبات الأميركية الجديدة التي استهدفت أفرادا وكيانات بسبب تورطهم في إرسال الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن واستخدام هذه الأسلحة في تهديد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر.
كما نقلت الصحيفة رد الجانب الإيراني، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن الجماعات المسلحة في المنطقة بما فيها الحوثيون في اليمن لا يتلقون التعليمات من جانب إيران وإنهم يبادرون بهذه الأعمال وفقا لظروفهم وظروف بلادهم.
وفي شأن اقتصادي، تطرقت صحيفة "اقتصاد بويا" إلى استمرار الغلاء ونسب التضخم في إيران وقالت إن الوضع الراهن ينذر بحذف كامل للطبقة الوسطى في إيران، مؤكدة أن هناك عيوبا واضحة للعيان في عجلة الاقتصاد الإيراني لكن السلطات تصر على سياساتها السابقة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اعتماد": تصريحات القضاء تؤكد تورط مسؤولي حكومة رئيسي في "فضيحة فساد الشاي"
علقت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية على تصريحات رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إيجه إي، الذي أكد أن 90 في المائة من أرقام الفساد في ملف الشاي حدثت في عهد حكومة رئيسي الحالية.
ونوهت الصحيفة إلى أن هذه التصريحات تؤكد أن محاولات مسؤولي الحكومة الحالية إلقاء مسؤولية الفساد الأخير على حكومة روحاني السابقة عبارة عن "هروب إلى الأمام" وأنهم ينبغي عليهم الاعتراف بالفساد وليس الإصرار على النزاهة والشفافية.
ولفتت "اعتماد" إلى أن التصريحات الأخيرة لإيجه إي تؤكد تقارير الصحيفة السابقة، موضحة أن حجم الفساد الكبير يظهر أن مسؤولين كبارا في الحكومة الحالية متورطون في هذا الملف وهو ما دفع بالحكومة وإعلامها إلى إصدار بيانات النفي والتكذيب الكثيرة.
"كيهان": أوقفوا الحديث عن الفساد في الداخل وركزوا على أولويات السياسة الخارجية
دعت صحيفة "كيهان" معارضي الحكومة إلى ترك الحديث عن فضيحة الفساد والتركيز على "الأولويات المصيرية"، وقالت إن "هناك قضايا هامة وخطيرة على صعيد المنطقة والبلد ولا ينبغي الغفلة عن أولوية السياسات الخارجية أو حرف أنظار الناس عنها".
وأضافت الصحيفة: "إن شرط مواجهة مثل هذه التطورات الهامة على صعيد المنطقة من صراع مع إسرائيل وكذلك ملف الانتخابات البرلمانية هو خلق الأمل والتوافق الوطني والإرادة الجادة. لا ينبغي أن نغفل عن الأولويات المصيرية".
"تجارت": من المستبعد أن تتوصل إيران وروسيا إلى وجهة نظر مشتركة حول القضية الفلسطينية
أشار المحلل السياسي والدبلوماسي الإيراني السابق جلال ساداتيان إلى زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى موسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بهدف مناقشة القضية الفلسطينية، وقال إنه من المستبعد جدا أن تتوصل إيران إلى رؤية مشتركة مع روسيا حول الملف الفلسطيني.
وأشار إلى رؤية إيران من القضية، وقال إن الجانب الإيراني يقترح فكرة الاستفتاء العام للفلسطينيين لتقرير مصيرهم وأن يشمل هذا الاستفتاء الفلسطينيين كافة المسلمين منهم وغير المسلمين لكن هذا الموضوع لا يحظى بتأييد من الدول الغربية ولا حتى روسيا والصين.
وأضاف ساداتيان أن هذه الدول جميعا تؤمن بأن فكرة حل الدولتين وفق حدود 1967 هي الحل الأمثل للقضية الفلسطينية، لكن الجانب الإسرائيلي لاسيما رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو يتجاهل هذا الحل ويستمر في سياسة بناء المستوطنات.
وذكر الدبلوماسي السابق أن طهران لن تقبل مطلقا فكرة حل الدولتين، وهو ما يتعارض مع الموقف الروسي في هذا الخصوص، وعليه فمن المهم جدا معرفة القواسم المشتركة بين البلدين في هذه القضية وتحديد الخلافات الرئيسية.